الربط على القلوب في القرآن “أنواعه الثلاثة وقصصه بالكتاب الكريم”
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
الربط على القلوب تحدث عنه القرآن الكريم في ثلاثة مواضع أولها في سورة الأنفال عندما تحدث عن غزوة بدر ، وثانيها في سورة الكهف عند الحديث عن أهل الكهف وأخيراً جاء الموضع الثالث في سورة القصص عندما حدثنا المولى عز وجل عن سيدنا موسى وكيف ألقت به أمه في اليم .
معنى الربط على القلوب في القرآن الكريم وقصصه
والشد هو الأصل في الربط فيقال لكل من صبر على أمر: ربط قلبه عليه أى: حبس قلبه عن أن يضطرب أو يتزعزع، ومنه قولهم: رجل رابط الجأش أي: ثابت متمكن لا يتزعزع .
قال تعالى عن معركة بدر “إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ”، أي اذكر يا محمد ( إذ يغشيكم النعاس أمنةً ) أمناً مما حصل لكم من الخوف (منه) تعالى (وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به) من الأحداث والجنابات (ويذهب عنكم رجز الشيطان) ووسوسته إليكم بأنكم لو كنتم على الحق ما كنتم ظمأى محدثين والمشركون على الماء (وليربط) يحبس (على قلوبكم) باليقين والصبر (ويثبت به الأقدام) أن تسوخ في الرمل .
وقد ربط سبحانه وتعالى في معركة بدر على قلوب المسلمين أي: ثبتها حيث أن ثبات القلب هو أصل ثبات البدن، وعن أصحاب الكهف قال المولى عز وجل : ” وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً “
اقرأ أيضًا
“رؤية لآية سورة الشعراء” هل نتمتع بوجود القلب السليم الوارد ذكره في القرآن الكريم ؟
وقد ربط الله عز وجل على قلوب أهل الكهف أي صبرهم وثبتهم، وجعل قلوبهم مطمئنة في تلك الحالة المزعجة عندما واجهوا قومهم بدينهم وهذا من لطف الله سبحانه وتعالى بهم.
أما عن أم موسى عليه السلام فقال عز وجل : ” وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ “، وروي عن السدي قال: كادت أم موسى أن تقول : هو ابني, فعصمها الله, فذلك قول الله تعالى : “إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا “.
وقوله: لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ” أي عصمها الله من قول ذلك وثبتها لتكون من المؤمنين الموقنين بصدق العهد من الله في قوله : ” وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ “
والعجيب أن الربط على القلوب لا يستطيعه إنسان مهما كان وإنما هو لا يأتي إلا من المولى عز وجل فهو على كل شيء قدير وهو الذي يحول بين المرء وقلبه كما قال تعالى : ” وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ “؛ والخلاصة أن الربط على القلوب الصبر، والثبات، والطمأنينة ، وتقويتها ، وتأييدها بنور الإيمان .
الكاتب
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال