همتك نعدل الكفة
1٬611   مشاهدة  

ظُلم الولايا .. التصرف الذي لا زال موجودًا رغم نهي الدين وتطور المجتمع

ظلم الولايا


في اللغة فإن الولايا جمع كلمة الولية ومعناها التي تتولى أمر غيرها وتكون مسئولة عنهم مثل المديرة في مكان ما فيقال عنها الولية وأيضا يكون المقصود منها التي يتولاها الله برعايته ويحفظها.

ظلم الولايا والنهي عنه

الولايا

إلا أن البعض يقوم بظلم النساء من أم أو زوجة أو ابنة أو أخت وذلك في المعاملة أو الميراث وخلافه .

أما من ناحية الأم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رَغِمَ أنْفُهُ ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ والِدَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ

وكان لا بدّ لكلّ ظالم أن يعي أنّ الظّلم ظلمات يوم القيامة لقول النّبي صلّى الله عليه وسلّم : ” إن الظلم ظلمات يوم القيامة “؛ وذلك لما فيه من اعتداء على حقوق الغير من سلب أو منع أو تغيير أو شرك أو كفر .

وفي السنة النبوية أحاديث كثيرة تتحدث عن الظلم عامة وظلم المرأة خاصة ، فمنها ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ، فلا يُؤْذِي جارَهُ، واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا، فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا).

وما رُوِي عن المقدام بن معد يكرب الكندي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنّه قال: إنَّ اللهَ يُوصِيكُم بالنساءِ خيرًا، إنَّ اللهَ يُوصِيكُم بالنساءِ خيرًا، فإنهنَّ أمهاتُكم وبناتُكم وخالاتُكم، إنَّ الرجلَ من أهلِ الكتابِ يتزوجُ المرأةَ وما تُعلَّقُ يداها الخيطَ  فما يرغبُ واحدٌ منهما عن صاحبِه حتّى يموتا هَرمًا .

كما جاء عن أبيّ بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال :  ألا واستَوْصُوا بالنِّساءِ خَيرًا؛ فإنَّهُنَّ عَوَانٍ عندَكُم ، ليس تَمْلِكون مِنهُنَّ شيئًا غيرَ ذلكَ، إلَّا أنْ يأتِينَ بفاحشةٍ مُبَيِّنةٍ، فإنْ فَعَلْنَ فاهجُروهُنَّ في المَضاجعِ، واضرِبوهُنَّ ضربًا غيرَ مُبَرِّحٍ، فإنْ أَطَعْنَكُم فلا تَبْغوا عليهِنَّ سبيلًا. ألَا إنَّ لكُم على نسائِكُم حقًّا، ولهُنَّ عليكُم حقًّا؛ فأمَّا حقُّكُم على نسائِكُم فلا يُوطِئْنَ فُرُشَكُم مَن تَكرَهون، ولا يَأْذَنَّ في بُيوتِكُم لمَن تَكرَهون، ألَا وإنَّ حقَّهُنَّ عليكُم أنْ تُحْسِنوا إليهِنَّ في كِسْوَتِهِنَّ وطَعامِهِنَّ.

وعَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ حَيْدَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَهُ رَجُلٌ فقال : مَا حَقُّ الْمَرْأَةِ عَلَى الزَّوْجِ ؟ قَالَ :تُطْعِمُهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ، وَلَا تُقَبِّحْ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ.

و كان أعرابيٌّ يُعاتِبُ زوجته، فعلا صوتُها صوتَه، فساءه ذلك منها، وأنكره عليها، ثُمَّ قال : و الله لأشكوَنَّكِ إلى أمير المؤمنين عُمَر، وما أن كان بباب أمير المؤمنين ينتظر خروجه حتى سمِع امرأة أمير المؤمنين تستطيل عليه، وتقول له: اتَّقِ الله يا عُمَر فيما ولاّك، و هو ساكتٌ لا يتكلَّم، فقال الرجل في نفسه و هو يهُمُّ بالانصراف : إذا كان هذا هو حال أمير المؤمنين، فكيف حالي أنا ؟ و فيما هو كذلك خرج عمر، ولمّا رآه قال : ما حاجتك يا أخَا العرب ؟ فقال الأعرابي : يا أمير المؤمنين، جئتُ إليك أشكو خُلُق زوجتي، واستطالتها عليّ، فرأيت عندك ما زهّدني إذ كان ما عندك أكثر مما عندي، فهممتُ بالرجوع، وأنا أقول : إذا كان حال أمير المؤمنين مع زوجته، فكيف حالي ؟ فتبسَّم عمر رضي الله عنه وقال : يا أخَا الإسلام، إنّي احتملتها لحقوقٍ لها عليّ ـ إنّي احتملتها، أنا قادر أن أكون لئيماً، وأن أحطِّمها، ما أكرمهُنَّ إلا كريم، ولا أهانهُنَّ إلا لئيم، يغلِبنَ كلَّ كريم ويغلبهُنَّ لئيم، وأنا أحبُّ أن أكون كريماً مغلوباً لا أن أكون لئيماً غالباً ـ قال له : يا أخا العرب، إنّني احتملتها لحقوقٍ لها عليّ، إنّها طبّاخةُ لطعامي، خبّازةٌ لخُبزي، مُرضعةُ لأولادي، غاسلةٌ لثيابي، وبقدر صبري عليها يكون ثوابي.

اقرأ أيضًا 
المرأة في عصر الدولة العباسية “جانب آخر غير الحضور السياسي”

إقرأ أيضا
أحمد الجندي

وقد روي ابن أبي الدنيا عن الحسن رضي الله عنه قال:  بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه إذ جاء صبي حتى انتهى إلى أبيه في ناحية القوم ، فمسح رأسه،  وأقعده على فخذه اليمنى ، قال: فلبث قليلا فجاءت ابنة له حتى انتهت إليه، فمسح رأسها وأقعدها في الأرض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  فهل على فخذك الأخرى، فحملها على فخذه الأخرى، فقال صلى الله عليه وسلم : الآن عدلت.

وبعض الذين قالوا أن الإسلام قد ظلم المرأة فقد جانبهم الثواب وذلك بأن الإسلام هو الذي أنصف المرأة ، ورفع من مكانتها حيث كانت مظلومة في الجاهلية والإسلام هو الذي رفعها وعظم شأنها وأنصفها وأعطاها حقوقها، فأصبحت في ظله أمًا كريمة، وزوجة تحصل على حقوقها كاملة ، وبنتًا مرحومة معطوفًا عليها ينفق عليها ويحسن إليها، حتى تستقل بنفسها أو تتزوج، وأمر بالإنفاق عليها، وألزم والدها وزوجها بالإنفاق عليها وإحسان عشرتها، وأن تمنع من العدوان عليها، وجعل لها قيمة متى قتلت قتل بها الرجل، ومتى أصيب منها شيء أعطيت حقها في ذلك، سواء كان المصاب عضوًا أو غير ذلك.

وقد تأخذ المرأة في بعض الحالات نصف نصيب الرجل في الميراث وذلك لحكمة وهي أن الإسلام قد أوجب على الرجل أعباءً ماليةً متعددة ، مثل المهر، والمسكن، والإنفاق على الزوجة والأبناء وغير ذلك ، بينما لم يُوجب على المرأة شيئاً من ذلك، فهي لا تنفق على نفسها فضلاً عن أنها لا تنفق على زوجها أو أولادها، ولذلك فقد أعطاها نصف ما يعطي الرجل من الميراث، فإنّما يزداد مالها وينمو وينقص مال الرجل بإنفاقه على نفسه وزوجته وأبنائه، فيظهر ما في هذا الأمر من إنصاف وعدل ببين الرجل والمرأة .

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان