“تذكرة ماتينيه” .. أخشى أن تكون وقاحة
-
عبد الجواد
كاتب نجم جديد
في نوفمبر الماضي إلتقى بمدينة الجونة العشرات من أعضاء نقابتي المهن السينمائية و التمثيل لحضور فعاليات المهرجان السينمائي الدولي الذي يحمل إسم المدينة ، و في ديسمبر الحالي إجتمعوا مرة أخرى لكن في العاصمة لحضور افتتاح و فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي و سواء هنا أو هناك ساروا على السجادة الحمراء والتقطوا الصور الفوتوغرافية و وقفوا أمام كاميرات القنوات و المواقع الإخبارية ليجيبوا على أسئلة المراسلات و المراسلين عن أنواع أقمشة و تصاميم ملابسهم و مكونات إكسسواراتهم و عن أعمالهم التلفزيونية لأن أغلبهم ببساطة لم يقدم في سنتنا هذه أو حتى خلال السنوات المنقضية أفلاماً سينمائية طويلة أو قصيرة أو تسجيلية بل أن أغلبهم لم يمثل إلا في مسلسلات تلفزيونية.
“سخر يحيى شاهين من ماجدة لأنها رفضت تقبيله” كواليس فيلم عشاق الليل
لا يعيب الممثل التلفزيوني حضور مهرجاناً سينمائياً لكن بدون شك إذا كان يفضل المسلسل أو الظهور في إعلان رمضاني على الإشتراك في فيلم سينمائي فلا يحق له السير على السجادة الحمراء ، و إذا كانت الممثلة تغالي في أجرها و لا تتعاون مع صناع السينما لتنقذها من وضعها المتردي الراهن فكيف تجرؤ على الوقوف أمام عدسات المصورين و خلفها شعار مهرجان سينمائي لتلتقط صوراً فوتوغرافية ؟.
كيف نحتفي نحن الجماهير عشاق السينما بأشخاص لا يمتنعون فقط عن إنقاذها بل يحاربونها بفرض شروطهم المادية التي لا تتناسب مع الظرف الاقتصادي الذي يخنقها .
في عام واحد .. كيف تلاقت وجهات النظر بين مصر وفرنسا على يد الرئيس السيسي
احصلوا على الأموال من الميلودراما الفجة للمسلسلات و من إعلانات البطاطس و المقرمشات و العصائر و المعجبنات و إمتلكوا الفيلات و السيارات الفارهة و اشتروا ملابسكم من العواصم الأوروبية هذا لا يقلقنا في شيء لكن اجعلوا في أجندة بيزنسكم الخاص شهراً و نصف فقط من كل عام تقفون فيه أمام كاميرات السينما ليس فقط من أجل إنقاذها و لكن لتصنعون لأنفسكم تاريخاً تتذكركم به الأجيال القادمة .
الثورة الجنسية الكبرى في أوروبا .. كيف أدت تلك الواقعة لشيوع الإباحية بالغرب ؟
من حق الممثلين و المخرجين و المنتجين السعي وراء جني الأموال مثلما فعلت الأجيال السابقة فعلى سبيل المثال كثيراً ما يُعرض على الفضائيات لسعاد حسني و رشدي أباظة فيلماً متواضعاً بعنوان ( جناب السفير ) لكننا كذلك نشاهدهما معاً في فيلماً آخر متميزاً في كل عناصره الفنية كالسيناريو و التمثيل و التصوير و الموسيقى و الديكور و المونتاج و الإخراج بعنوان ( غروب و شروق ) و بالبحث في تفاصيل صناعته سنعرف أن كل منهما – سعاد و رشدي – تنازل عن جزء من أجره عندما أرسل إليهما المخرج كمال الشيخ نسختين من سيناريو الفيلم لأنهما أدركا أن غروب وشروق سيساهم في تخليد إسميهما لذا عاشا في وجداننا هما و فاتن حمامة و شادية و نادية لطفي و قائمة مليئة بأسماء عظماء من الممثلين و المخرجين و كتاب السيناريو و المونتيرين و المصورين لأنهم جميعاً كانوا على وعي بمفهوم صناعة السينما .
الكاتب
-
عبد الجواد
كاتب نجم جديد