همتك نعدل الكفة
317   مشاهدة  

أستاذنا إبراهيم عبد المجيد .. ما كل هذا التسامح وكل تلك الروعة في “الأيام الحلوة فقط”

إبراهيم عبد المجيد
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



قبل ما يزيد عن ٢٠ عاما كنت على موعد ولقاء أول مع الأستاذ إبراهيم عبد المجيد في رواية ” لا أحد ينام في الأسكندرية”، كنت شابا مبهورا أنهى قراءة ما كتبه نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي وغيرهم من أدباء الكلاسيكية المصرية، كنت وللمرة الأولى في لقاء مع أديب جديد بمذاق مختلف، كنت مبهورا حتى أني تتبعت روايته الواحدة بعد الأخرى مندهشا من هذا الخيال العظيم وهذا السرد البديع.

 

كنت أرشح رواياته لأصدقائي وأتبعها بجملة واحدة “إنه مختلف”، المدهش ولأنه مختلف عما يحدث في الوسط الأدبي من مؤامرات وتحالفات وشللية كتب عن روايتي الثالثة “كفر العبيط” دون حتى أن يعرفني أو يراني، قرأ الأديب الكبير رواية وأعجبته فكتب عنها لأنه خاض حياته كلها بلا شلة أو كتابة من أجل منفعة، يبدو هذا واضحا للغاية في كتاب “الأيام الحلوة فقط” حين يروي الأستاذ علاقته بخيريشلبي وكتابته عن رواية السنيورة وكيف صالح خير شلبي على جيله جيل الستينيات بلقاء في الغرزة مع إبراهيم منصور.

 

تستطيع عزيزي القاريء أن تتخيل سعادتي بأن يكتب إبراهيم عبد المجيد عن روايتي الثالثة،  تعرفت عليه شخصيا بعد ذلك عن طريقي صديقي أدم مكيوي في أحداث مجلس الوزراء، كان وحده موجودا وسط المتظاهرين لأنه مختلف، كتب عن روايتي الخامسة “سيرة عباد الشمس” أروع ما كتب عنها بلا وناقشها في حفل توقيع النسخة الثانية منها كأب وأخ وصديق وسند قلما يتواجد في الحياة، يبدو هذا واضحا في حواديت الشاعر الراحل محمد كشيك والقاص الجميل الراحل سعيد الكفراوي في كتاب ” الأيام الحلوة فقط” ذلك الكتاب الذي يدهشك فيه إبراهيم عبد المجيد بقدرته على التجاوز والتسامح والتمسك بالأيام الحلوة فقط ، كيف استطاع بقدرات خارقة التجاوز والتسامح وتذكر الأيم الحلوة فقط وحدها، كيف امتلك كل هذا الغفران وصنع كتابا بكل هذه البهجة؟

وعلى مدار ما يقرب من شهر كان الكتاب هو سلوتي الحقيقية مقابل ما تطرحه الأيام، “طبطبة وضحك واستمتاع”  وكعادة الأستاذ الذي لم يخذل قارئه أبدا كنت دعوته في النهاية للصحفيين أن يكتبوا عن الأيام الحلوة فقط لا “الخناقات” إياها.

لهذا وتلبية لدعوة الأستاذ أختم هذا المقال بلقاءه مع الفنان العالمي عمر الشريف في باريس حين اقترب وجلس بجواره طلب فنجالا من الكابتشينو ثم اندمج وشرب فصرخ فيه عمر الشريف قائلا : لقد شربت من كوبي، فطلب منه إبراهيم عبد المجيد أن يأخذ كوبه بدلا من هذا الكوب لأنه لم يقصد ولم يلمس كوبه، فأعاد النجم قوله بأنه شرب من كوبه، فقال الأديب للفنان أنه اسكندرانية مثل بعضهما ولا داعي للخلاف، فارتشف الشريف من كوبه وقال لإبراهيم أن الكابتشينو صار أجمل بعدما ذاقه.

إقرأ أيضا
الإمامة

وبالفعل كل ما يمر بالأستاذ إبراهيم يكون جميلا

الكاتب

  • إبراهيم عبد المجيد أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان