بنت شريف منير تتمنى الهداية بالحجاب وممثلة تعتزل وتنصح به وآن لنا أن نصيح : اسكتن
-
رشا الشامي
إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة
أسما شريف منير الإنفلونسر المتأرجحة بين خسارة الوزن وإفراط التعديلات على الصور وبين تقديم الدعاية لمنتجات تخسيس إما ضارة بالصحة أو مكلفة جدًا غير عابئة بتغيير حقيقي أو مساعدة حقيقية تقدمها للناس ربما لأنها حتى اللحظة تعجز عن مساعدة نفسها
عرفتها وهي تعمل ميك آب ارتيست – مختصة بالتزيين والتجميل وبدلًا من استكمال طريقها الحرفي والفني ورغم الفرص التي أتيحت لها كونها ابنة الفنان شريف منير وعملها مسئولة عن مظهر الفنانات في إحدى دورات مهرجان الجونة إلا أنها استشعرت الحرج يبدو من عملها اليدوي وفضلت أن .تكون مؤثرة بلا أثر ولا بأس إن نالت فرصة تقديم برنامج تلفزيوني مع والدها الفنان ليمر هو أيضًا دون أثر
وبعيدًا عن ضياع بوصلتها الواضح وقلة ثقتها بنفسها الظاهر في تعديلات قاسية تجريها على صورها لتصل للجسد الذي برغم إعلانات التخسيس لم .تناله – لإنها مش بالإعلانات ولا بالتمني
ذكرتني بنفسي وأنا في المدرسة في الوقت الذي أشعر فيه بتراكم الواجبات المدرسية ولا أقوى على المذاكرة فأخلد إلى النوم والكتاب إلى جواري وكأن الدروس ستدخل إلى عقلي بينما أنام وأرتاح دون عمل جاد.
المهم بالأمس تلقت أسما سؤالًا عبر حسابها على انستاجرام حول رأيهها في المحجبات وإن كانت ضمن الموجة التي تهاجمهن لتجيب الأستاذة وتقول ( المحجبات دول على راسي، يارب اهديني والبس حجاب )
أسما تنافق الجمهور وتخدعه كما تنافق شركات الإعلانات وتخدع جمهورها وتروج لهم منتجات بهدف الاسترزاق والربح دون أن تبحث في نزاهة ما تقوله وأثره على المتلقي .. المهم أبقى انفلونصير أليق بزوجي الفنان الممثل وأظن لا مانع لو أقدمت على تجربة التمثيل كما أقدمت على التقديم فالفشل لا يعيب ولا يضر غير الجمهور المسكين حتى غالبية المتجين وصناع الإعلام والدراما تعودوا الهزائم.
يا اسما ربنا يهديكي وتتوقفي عن تزييف وعي البنات تجاه منتجات لا تغني ولا تقلل من وزن وربنا يهديكي وتقدري قيمة الحرفة والمهنة والتخصص والعلم
وأما عن أمنياتك بالحجاب وربط ذلك بالهداية فهذا يمكنه أن يعني بإن غير المحجبات من وجهة نظرك ربنا لم يرزقهم الهداية بعد وكأننا نعود ونخترع العجلة ونقول أن هداية الإنسان وقوة إيمانه هي شيئ لا يعلمه إلا الله لأنها عن حقيقته ونيته التي في علم الله وحده وطبعًا الأخلاق ليست بالمظهر ولا الأفضلية.
اقرأ أيضا
ولأن الشيئ بالشيئ يذكر فلقد استوقفني فيديو لممثلة اسمها مي فخري لم أعرفها من قبل ولا أذكر أنني شاهدت لها عملًا دراميا واحد لكن كثيرًا من المواقع الإخبارية كانت قد نشرت لها فيديو توضح فيه رحلتها من الشك إلى اليقين مع تعليقات الجمهور داعين لها بالثبات فأردت أن أتعرف على تجربتها الإصلاحية المهمة فوجدتها قد ارتدت الحجاب على رأسها
تقول مي فخري باختصار أنها لا تريد أن تتحدث في فرضية الحجاب من عدمها وأنضم لها في ذلك حتى لا يضيع منا دافعها للحجاب وسبب ترويجها لارتداءه وكيف أن حياتها تغيرت في أشهر قليلة
تقول مي بثقة أن الله خلقها كاملة وتؤكد ” مش ناقصني أي حاجة وربنا أنعم عليا بنعم ليا أنا مش للناس ولا علشان الناس تتبسط بشكلي ولباقتي وشياكتي “
https://www.instagram.com/tv/CIOIU5LnWyV/?igshid=rkt7jcskupq9
صحيح يا مي يقول الله تعالى ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ )
ولكن لا أعرف لماذا استشعرت منكِ أن ما لديك ليس لدى غيرك وأن الله خصك دون خلقه بجسم جميل وشياكة أردت تغطيتها شكرًا لله وامتنانًا لرزقه كما أوضحتِ في الفيديو
وهنا أقول لك هل نشكر الله بإخفاء النعم أم بذكرها وحسن استخدامها وحمده ؟
لماذا اعتبرتي أجزاء جسدك هي النعمة الكاملة التي تستحق الصون بالتغطية أوليست عينيكِ نعمة وحواسكِ نعمة وقلبكِ القابع بين ضلوعك نعمة وعقلكِ الذي لا نراه إلا في أثرك نعمة وروحكِ نعمة ؟ لماذا لا تخفي قدرتك على المشي فهي نعمة وقدرتك على الكتابة والكلام كلها نعم عظيمة تستحق الصون أيضًا
ما الذي جعلك تعتقدين أن اللحم المكشوف هو النعمة الكاملة التي تستحق الحمد وأن الشياكة نعمة يجب إخفائها لا أعرف هل نخفيها بالقبح مثلًا ؟
إنني أرى أن وجودك الحاضر بكل ما وهبك الله من شكل وقوام وحضور نعمة كاملة فعليكي إذن الاختباء والاختفاء التام حتى لا يرى الآخرون النعم فتهدريها وتزولي أو تتلاشي
هل نهدر نعمة اللسان بالرأي السديد والصوت الجميل وحسن البلاغة وفصاحة الخطابة ! اذًا نسكت حتى لا تُنظر النعم ويسمعها الناس فنكون وفق دعوتك غير حافظين لها ونترك المجاهرة بالقبح وعدم الفصاحة ويعلو السباب على الكلمات اللطيفة ويعلو الصوت الأجش على العذوبة !
ليس هدفي لومك بل أريد أن أكون صوتًا آخر في عقلك وعقل من وافقوكي
نصون النعم بحسن استخدامها بلسان لا يكذب وقلب لا يحقد وعين لا تنظر لعورات غيرها أو تطالع نواقصهم نصون سمعنا بحفظ الأسرار وستر العورات وعدم التجسس على أحاديث الناس وحياتهم ونصون جسمنا بعدم ابتذاله وبعدم إهماله أيضًا نصونه بتلبية رغباته ضمن ضوابطنا الدينية والاجتماعية التي نرتضيها نصون جسمنا بعدم جعله آدة إغواء ولا إلهاء ولا لبيعه كلوحة إعلانات لمن يدفع أكثر دون وعي بما نسوق له أو نقدمه أو نشجع الناس على اعتماده
نصون الجسد بجعله غير منفصل عن الروح والعقل لنكون إنسانًا كاملًا فلا قيمة لجسم دون عقل وروح مترابطين
نصون النعم بأن نضع أنفسنا موضع التكريم الذي أراده لنا الخالق وأراد الله لنا ترك الأثر بتعمير الأرض وإثراء الحياة التي وهبنا إياها
لكن إن مشينا في الشارع بملابس السباحة فيجب أن نتوقع أن بعض الناس لن تقوى على غض البصر بينما لو مشينا على الشاطئ بالملابس نفسها فلن يلحظنا أحد
لذلك الملابس – وهي أمر هامشي – هي اختيار اجتماعي للمناسبة والمكان لو خالفناه وكانت النتيجة حملقة وبحلقة من الآخرين ممن عجزوا عن غض البصر فليس مقبولًا أن نشعر نحن بالدونية التي تجعلنا نتمنى أن نتلاشى وتُخسف بنا الأرض كما ذكرتي في الفيديو ونتمنى أن نصبح غير مرئيين ولا مُلاحظين من أحد بينما كل ما حدث أننا أساءنا التقدير فلحقت بنا بعض العواقب لا أكثر.
وبعيدًا عن اعتمادك لنظرية الحلوى المكشوفة والسيارة المفتوحة وبعيدًا عن كون ذلك يجعلك تنزلين من مرتبة الإنسان البشري الذي قد يخطأ ويصيب إلى الشيئ الذي يجب تغليفه أو كشفه وربما كنتِ تبحثين وترغبين في اعتمادية لضعف عزيمتك فما تقوليه ينافي أصلًا العقل ، فمعظم السيارات التي سُرقت كانت أقفالها محكمة ولم يمنع ذلك سرقتها أبدًا
ولا يبرر سوء نظام الرقابة والمراجعة في أي مؤسسة أو شركة أن يسرقها الموظفون أو القائمون أصلًا على حماية مدخراتها ويعفيهم من جرمهم الأصلي ولا يلحق ذلك العار بالشركة بل يجعلها تعيد تقدير الأمور وتوظيف أهل الأمانة.
تقولين أنك أصبحت أكثر راحة لأنك تخلصتِ من ذنوب كنت تحملينها بديلًا عمن اقترفها ولم يغض بصره !
وهذا نتاج مجتمعي بإلقاء اللوم على الضحايا بدلًا من الجناة وأنتِ للأسف جزء من هذا النتاج المشوه.
الخبر السعيد من كل ما سبق هو اعتزالك التمثيل فالمهن الإبداعية تحتاج فنانين حقيقين يمكنهم أن يسهموا في تشكيل الوعي وتقدم الأمم وازدهارها وتحسين حياة الشعوب ولما كان كل ذلك بعيدًا عنك فحق لي أن أحمد الله الذي وفقك وأنعم علينا باعتزالك
كنت أقود سيارتي أمس في منطقة عشوائية تحيط بي التكاتك في كل مكان إضافة إلى الميكروباصات والسيارات نسير جميعًا بصعوبة فوق شوارع باتجاهين متهدمة وضيقة يمكن فيها للجالس على الرصيف أن يمد يده لمصافحتي وأنا خلف مقعد القيادة ، نتفادى أكوام القمامة والحفر الغائرة بالطريق في عمل بطولي نستحق عليه التقدير
يتوقف الجميع بفعل الازدحام للحظات قصيرة وبينما نافذتي مفتوحة دون خوف يصلني صوت ودود يقول ( الله أكبر عليكِ) اشحت بوجهي تجاهه لأجده سائق على عربة يجرها حمار ( كارو ) انساب الزحام وتحركنا قبل أن ابتسم له شاكرة لطفه ومعتذرة له ، لأن مثله ليس بالعربجي بل من أدخل في حياتنا كل هذا القبح وأشعرنا بالخزي والعار دون ذنب .
الكاتب
-
رشا الشامي
إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة