كيف سببت أغنية يا عطارين دلوني في خراب بيت صاحبتها “مطربة الصبر التي صبرت”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لم تتخيل يومًا فاطمة محمود الملاح أن تكون أغنية يا عطارين دلوني والتي منحتها لقب مطربة الصبر عاملاً في خراب بيتها وطلاقها من زوجها منير إسماعيل الذي كان يعمل دبلوماسيًّا وسفيرًا في وزارة الخارجية المصرية.
مطربة الصبر فقدت الصبر ولجأت للمحكمة
المطربة أحلام التي غنت لثوب الفرح عاشت في مأساة كبيرة خلال ستينيات القرن الماضي بعدما طلقها زوجها مرتين لأنها رفضت أن تترك الغناء وتركها مع طفلها.
عاشت أحلام من أجل الطفل ورفضت كل عروض الزواج المغرية التي عُرِضَت عليها والطفل يسأل كل يوم عن أبيه وتكتم أحلام دموعها وهي تقول له أنه مسافر إلى مكان بعيد وسوف يعود.
تقدمت فاطمة الملاح الشهيرة بالمطربة أحلام إلى محكمة عابدين للأحوال الشخصية تطلب الحكم لها على مطلقها الموظف الكبير بنفقة لطفلها الوحيد منه.
وتروي أحلام قصتها مع الزواج والغناء في دعواها ضد زوجها 4 ديسمبر 1965 بقولها «إن حماتي هي التي هدمت حياتي مع زوجي، إنها سيدة من أسرة أرستقراطية قديمة وما زالت تعيش في أحلام الماضي، لقد قاطعت ابنها الوحيد عندما تزوجني لأن أسرته لا تقبل مثل هذا الزواج وكان زوجي يطلب مني أن أترك الغناء وبهذا عشت في حيرة قاتلة، إني أحب زوجي ووالد طفلي، إنه أول رجل في حياتي وتقدم لخطبتي وعمري 20 سنة واشترط والدي لإتمام الزواج أن توافق أسرته، وأوهمنا أن أسرته وافقت وتم زواجي منه وانتقلنا إلى شقة فاخرة بالزمالك إيجارها 50 جنيه في الشهر ومؤثثة بأفخر الأثاث وعشت مع زوجي الذي أحببته في سعادة وكان أول عهدي بالغناء وبدأت شهرتي بعد أغنية الصبر ولم تدم فرحتي بنجاحي كمطربة طويلا فقد طلب مني أن أترك الغناء تلبية لرغبة أمه التي تخجل من زواج ابنها بمطربة تغني للناس ورفضت».
اقرأ أيضًا
أراد أن يجهز ابنته لزفافها فسرق منزل يحيى شاهين “الفنان كاد أن يعفو عن الجاني”
وتابعت صاحبة أغنية يا عطارين دلوني حكايتها بقولها «فوجئت به يترك البيت ويذهب لوالدته ويرسل لي قسيمة الطلاق وعرفت أنه مسافر إلى أمريكا بعد أن زوجته أمه من إحدى بنات الأسر الكبيرة وانطويت على جراحي ومضى عام وعاد زوجي من أمريكا وجائني وهو يحمل قسيمة طلاقه من زوجته وطلب مني أن أعود إليه، واشترطت عليه أن لا تتدخل أمه في حياتنا وأن أواصل الغناء ووافق وسافرنا إلى الإسكندرية وأقمنا هناك 3 سنوات انقطعت فيها عن الغناء والأضواء وعاودني الحنين للغناء وطلبت من زوجي أن يحقق وعده ويتركني أغني ولكنه رفضت فطلبت منه أن يطلقني وتنازلت عن حقوقي مقابل طلاقي منه وكنت حاملاً بطفلي وعدت مرة اخرى أغني للناس وقلبي جريح وخرج ابني إلى الحياة دون أن يرى أباه وكرست حياتي كلها من أجله».
اقرأ أيضًا
عن خبر مجلة نادين الذي سجن نقيب صحافة لبنان “نبيلة عبيد ونادية الجندي كانا السبب”
حكمت المحكمة برئاسة المستشار عبدالعزيز أبو زيد بنفقة قدرها 11 جنيه شهريًا للطفل واستئنفت أحلام حكم المحكمة لأن مقدار النفقة لا يتناسب مع حالته المالية ولا تكفي لحياة الطفل فقررت الدائرة الاستنائفية رفع قيمة النفقة لـ 20 جنيهًا.
المأساة لم تتوقف عند هذا الحد
يحكي ثروت فهمي مأساة الحياة الزوجية للمطربة أحلام بقوله «تزوجت أحلام ثلاث مرات: الأولى من منير إسماعيل الذي كان يعمل دبلوماسيًّا وسفيرًا بوزارة الخارجية المصرية وانجبت منه ابنها الوحيد مدحت الذي درس بكلية التجارة، والثانية من الموسيقار محمد الموجي، ولكن الزواج لم يدم طويلًا وتسبب لها في العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية، أما الزواج الأخير فكان من المحاسب محمود السماحي الذي شغل منصب المدير المالي لمؤسسة النقل الليبية وكانت تتردد على الأراضي الليبية كثيرًا وهناك سجلت مجموعة من الأغنيات لصالح الإذاعة الليبية؛ ونتيجة للمشكلات التي حدثت بين الدولتين الليبية والمصرية في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات من تراشق إعلامي ومضايقات، قررت العودة إلى مصر مرة أخرى دون رجعة وظلت فيها حتى ماتت في 17 مايو عام 1997 م.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال