متلازمة ما قبل الحيض.. هل ينجح العلم في علاج مشاكل الدراما الهرمونية للمرأة؟
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تعيش الفتيات والسيدات باختلاف أعمارهن، لمدة أسبوع شهريًا من مشاكل الهرمونات والتقلبات المزاجية، وذلك في فترة ما قبل نزول الدورة الشهرية مباشرة، فيما يُعرف علميًا بـ متلازمة ما قبل الحيض وقد يتعرضن أحيانًا للسخرية والاستهزاء بالأمر من الآخرين، فمهما كانت مشكلتها تافهة وبسيطة، يكون البكاء والاكتئاب هو الحل، وتتفاوت النسبة والحدة من سيدة لأخرى نتيجة لعدة عوامل جينية ووراثية، ولكن حوالي 55٪ من النساء، يُعانين من أسوء وأشد أنواع متلازمة ما قبل الحيض، وهو اضطراب ما قبل الحيض الاكتئابي، المسئول الرئيسي عن حالات الهياج والعصبية والاكتئاب التي تمر بها النساء، بالإضافة إلى الآلام الجسدية الشديدة، والميل لتناول الطعام بشراهة، ويصل الأمر أحيانًا إلى عجز المرأة عن ممارسة نشاطات حياتها اليومية بصورة طبيعية، والأسوء أن الرجال لا يفهمون الأمر، لا يدرك الزوج أن زوجته في تلك اللحظة تعيش صراعًا نفسيًا وجسديًا لا يقوى هو شخصيًا على آلامه، فيبدأ الصراع بينهم لاعتقاده أنها أهملته وأهملت واجبتها، ولا يدرك الأب أن ابنته لا تستطيع أن تستوعب المعلومات وتحصيل دروسها في تلك الأيام، فينهرها لتقوم بواجبتها، ولكن أخيرًا وبعد سنوات مبهمة طويلة، كشف العلم بعض شفرات الأمر، وأخرج صك براءة العديد من النساء والفتيات من تهم النكد والإهمال.
دراسة المعهد الوطني الأمريكي للصحة
أظهرت عدة فحوصات ظهور اختلاف في وظائف أجهزة النساء المصابات بمتلازمة ما قبل الحيض، عن غيرهن من النساء، في سابقة هي الأولى من نوعها، والتي تؤكد مما يدع مجال لاشك، أن التقلبات المزاجية والهرمونية المرتبطة بالحيض هي أمر مادي حقيقي وملموس علميًا.
أيهما أَوْلَى الزينة أم التبرك ؟ “أحكام وضع المصحف في السيارة ؟”
وقام فريق من الأطباء من المعهد الوطني الأمريكي للصحة، بتكوين مجموعتين من النساء، تنقسم كلًا منهما لعشر نساء، المجموعة أ يعانين من اضطراب ما قبل الحيض الاكتئابي، والمجموعة ب لا يعانين منها، ثم قاموا بحقنهم بأدوية هرمونية قامت بتعطيل إفراز هرمونات الأستروجين والبروجسترون في أجسادهن.
وكانت نتيجة الاختبار أن نساء المجموعة أ، توقفت لديهن الأعراض المزاجية المرتبطة بمتلازمة ما قبل الحيض الاكتئابي، وعادت الأعراض مرة أخرى عندما تم وقف الأدوية الهرمونية، وانتظم عمل الهرمونات في أجسادهن، بينما لم تشهد المجموعة ب نفس التغييرات السابقة.
مما أوضح أن خلايا دماغ النساء في فترة اضطراب ما قبل الحيض الاكتئابي تتفاعل بشكل مختلف مع الهرمونات بطريقة ما، لذا قام الأطباء باستخلاص خلايا الدم البيضاء للمشاركات، في وجود الهرمونات وبدونها، ووجدوا اختلاف جيني كبير بين نساء المجموعتين، في التركيب ESC/E(Z) بالتحديد، وهو المسئول عن فعالية استجابة جينات معينة في المخ للعوامل الحياتية المختلفة من ضغوطات، ومذاكرة وغيرها.
وأرجح العلماء أن تلك الطفرة والاختلاف الجيني، هي السبب الرئيسي للأعراض المزاجية الحادة التي تتعرض لها المرأة في فترة ما قبل الحيض الاكتئابي، مما يسهل عمل الأطباء لتكثيف جهودهم وبحوثهم في تصنيع أدوية فعالة لعلاج أعراض متلازمة ما قبل الحيض الاكتئابي، حيث لا يوجد حاليًا سوى المسكنات التي تهدئ بعض الأعراض.
ثورة في عالم الصحة العقلية
بعد تلك التجربة، صرح العديد من الأطباء النفسيين، وأطباء الصحة العقلية، أن النتيجة كانت بمثابة الثورة بالنسبة لهم، فأخيرًا أصبح هناك دليل علمي ومادي على متلازمة ما قبل الحيض الاكتئابي، وصار هناك تفسيرًا علميًا للحساسية المفرطة، والاضطرابات السلوكية التي تعاني منها المريضات في تلك الفترة من كل شهر، وتم وضع خطط وبروتوكولات علاجية نفسية جديدة، غير التي اعتادوا على اتباعها قديمًا، وذلك بشكل مؤقت حتى يظهر للنور العلاج الفعال للقضاء على مشاكل واضطرابات متلازمة ما قبل الحيض الاكتئابي.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال