وقائع تاريخية..لماذا تمطر السماء سمك وثعابين وضفادع؟

عامل الأخشاب جون لويس في جبل آش بوليز، يبحث عن ملجأ حتى تنتهي العاصفة الهوجاء التي هبت عام 1859، يركض ويركض تحت المطر الذي أعقب العاصفة، أحس بأجسام صغيرة تسقط من السحب فوق رأسه.

رفع يده إلى إطار قبعته ليقربها لوجهه، لكنه أمسك بسمكة محتجزة في إطار القبعة، اندهش، وتلفت حوله فإذا بأسماك صغيرة بأعداد كبيرة تقفز في برك الماء التي شكلتها مياه الأمطار المتساقطة من السماء.

هدأت العاصفة، توقف سيل المطر، تجمع جون لويس وزملاؤه يجمعون الأسماك من حولهم ويضعونها في سلال وصناديق خشبية، وبعد عشر دقائق أمطرت السماء سمكًا حيًا.

في اليوم التالي، نشرت الصحف المحلية تفاصيل ما شاهده جون لويس وزملاؤه في الغابة الجبلية.

لم تكن هذه الواقعة هى الأولى من نوعها، فقد سجل مؤرخين يونانيين في القرن الثاني بعد الميلاد، منهم “فونياس”، الذي سجل سقوط سمكًا من السماء لمدة ثلاثة أيام، وسجل مؤرخ آخر “فيلارخوس” أن الناس رأت السماء أكثر من مرة تمطر سمكًا.

وفي فبراير 1861، ضرب سنغافورة زلزال عنيف، أعقبه مطر لمدة 6 أيام، ووصف العالم فرانسوا دي كاستلينو، مشاهدته أمام أعضاء أكاديمية العلوم في باريس، وقال أنه رأى من نافذة غرفته عددًا كبيرًا من الصينين يجمعون الأسماك من برك الماء الضحلة، ولما سألهم عن مصدر تلك الأسماك، قالوا، سقطت من السماء، وبعد ثلاثة أيام جفت البرك فظهرت أسماك أخرى ميتة. ا

أما عالم الأحياء البحرية الأمريكي ألن باجيكوف، شهد في أكتوبر 1947، سقوط أسماك مع ماء المطر، وقت تناوله طعام الإفطار مع زوجته في احد مقاهي ماركسفيل بلويزيانا.

وفي الهند سقطت أسماك مجففة مرتين في ثلاثينات القرن التاسع عشر، وفي ايسن بألمانيا سقط من السماء عام 1896 سمك الشبوط النهري المجمد داخل مكعبات من الجليد.

لكن الواقعة الأغرب من نوعها، هي سقوط أسماك من السماء الصافية في أيام مشمسة، وفي عام 2014 أمطرت السماء سمكًا في إحدى القرى غرب سيرلانكا، يعتقد أن الرياح رفعتها إلى السماء بفعل الرياح العاتية، فقط سقطت من السماء أسماك بلغ وزنها أكثر من خمسين كيلو جرام.

لم تكن الوقعة هي الأولى من نوعها أيضًا في سيريلانكا، فقد أمطرت السماء سمك  من نوع الروبيان في جنوبي سيرلانكا، حسب تقرير نشرته البي بي سي.

إقرأ أيضا

دياب في “مليحة” .. الزحف أقوى أحيانًا من الركض!

ويعتقد العلماء في هذه الوقائع، أنها تحدث بسبب الرياح العاتية التي تقع في الأماكن الضحلة، تقوم بسحب ما في هذه المياه الضحلة من أسماك وثعابين والضفادع، وتقذفها في الجو.

اقرأ أيضا

ضابط الشرطة الذي حاول تهريب السادات مرتين ثم صار أحد نجوم الشاشة الكبار