همتك نعدل الكفة
1٬295   مشاهدة  

“استعيذوا” و”الوقعة الأخيرة” مغازلة جيدة للجمهور من حمزة نمرة.

حمزة نمرة
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



عندما أطلق المطرب حمزة نمرة مشروعه “ريميكس” الذي كان يعيد فيه تقديم بعض الأغاني التراثية بشكل جديد، ظهر بشكل مغاير عما اعتاد عليه الجمهور، تلك التجربة التي تحرر فيها من تجربته الفنية الشخصية وأطلق العنان لقطف أفكار موسيقية متنوعة، خرج من تلك التجربة حاملًا خبرات كثيرة أعطته ثقلًا فنيًا وأثبتت قدرته على أداء أي لون غنائي مهما بلغت صعوبته وتعقيداته.

 لكن يظل أهم ما خرج به من تلك التجربة هو استقطابه جمهورًا جديدًا كان لا يتعاط مع فنه، وكأنه كان لزامًا عليه تغيير جلده الفني حتى يظفر بهذا الجمهور، على العكس تمامًا فئة ليست بالقليلة من جمهوره الأصلي رأت أن التجربة بها بعض التغريب قد لا يتسق مع أفكارهم كجمهور يصنف نفسه على أنه معني بالأغنية الملتزمة بسياقات تتوافق مع تجربة حمزة في المطلق، وهو ما حدث عندما أطلق أغنيته الجديدة “استعيذوا” والتي جاءت في قالب موسيقي شعبي قح بمفردات لم يتناولها من قبل بالإضافة إلي أغنية “الوقعة الأخيرة” التي يراها هذا الجمهور تتسق مع التجربة أكثر.

أقرأ أيضًا .. مولود سنة 80 وأزمة أجيال وليس جيل بعينه.

استعيذوا.

بدأ حمزة الأغنية بموال في إطلالة مختلفة وجديدة منه، لحن الموال قوي جدًا بجمل شرقية متماسكة ونقلات حررت صوت حمزة وأظهرت مساحاته وقدرته على التطريب واستعراض النقلات اللحنية.

اللزمة الموسيقية من الموزع “أحمد نصر الداودي” جاءت قوية جدًا ومتجددة بجمل غير مستنسخة من اللحن الأصلي  ولم تتكرر في اللزمة الثانية مع إيقاع صعيدي قوي جدًا، الأغنية في مجملها درس قوي جدًا ومهم لكل من يحاول صنع أغنية شعبية مصرية خالصة دون إزعاج أو هيستريا مزمار عبد السلام وإسلام شيبسي و اشرف البرنس أقطاب التوزيع الشعبي الحاليين.

نقف عند الكلمات التي صاغها الشاعر “منتصر حجازي” والتي اثبتت هي الأخرى أن قماشة الشعر الشعبي فضفاضة تتسع لأفكار جديدة ومفردات مختلفة وأن الأغنية الشعبية ليس معناها البذاءة والابتذال بعد أن حصرها أغلب المطربين الشعبيين في قميص نوم ساخن أو جسد فتاة جميل أو تكرار البكائيات واللطميات عن غدر الصحاب والزمن الغادر.

كلمة أخيرة لم تكن تلك السابقة الأولي لحمزة في غناء أغنية تصنف على أنها شعبية محضة، ففي مجموعته الأولي “أحلم معايا” كان هناك أغنية تتشابه كثيرًا مع “استعيذوا” وهي أغنية “يا طير” والتي جاءت في قالب موسيقي شعبي صعيدي وأن اختلف التناول اللحني قليلًا، ولا أدري سر عدم تعاطي البعض معها حيث أن الفنان مطلوب منه تجديد نفسه وتحريك فنه خطوات بعيدًا عن تجربته الأصلية وألا يحتمي فيها لأن المساحات الأمنة ستضطره إلي نسخ وتقليد نفسه في كل مرة.

YouTube player

الوقعة الأخيرة.

 لا ينفي حمزة نمرة تأثره بالعديد من التجارب الغنائية أهمها تجارب على الحجار ومحمد منير، تلك التجارب التي كانت تنتقي أشعارها بشكل جيد واستعانت بشعراء جيل الوسط الذي بدأ أغلبهم بكتابة الشعر العامي فأثروا الأغنية بالكثير من المضامين الجديدة المختلفة.

في تلك الأغنية يعيد لنا حمزة تقديم ثنائية الوطن والحبيبة، أو الأغنية التي تحمل أكثر من معنى وتأويل يمكن نسبها للوطن أو الأم أو الأخت أو الحبيبة.

الأغنية كلماتها أكثر من رائعة من الشاعر “محمد الشافعي” بتسلل جيد ومفردات أفلتت من فخ التنظير والوعظ المباشر الذي يشبه محاضرات التنمية البشرية.

إقرأ أيضا
وليمة الموتى

موسيقى الأغنية جيدة من الموزع “كريم عبد الوهاب” وأن اقتربت قليلًا من أجوا أغاني البوب المصرية، لكنها مناسبة جدًا ومتسقة مع الأجواء التي تسير فيها فكرة الكلمات و أعطت ثقلاً ل اللحن رغم تشابهه مع ألحان سابقة لحمزة.

YouTube player

غازل حمزة نمرة بتلك الأغنيتان الجمهور المصري على كافة أطيافه فغير جلده الفني في واحدة وصنع الأخرى من روح تجربته الأصلية لكن يبقى الحكم في يد الجمهور وهذا قد يفسر لنا سر تفوق الوقعة الاخيرة في المشاهدات على استعيذوا، لكن جودة العمل الفني تقاس على قدرة الفنان على ابهار الجمهور في كل مرة وهذا ما فعله حمزة الذي كان موفقًا في اختيار أغنيتان لا تشبهان بعض وجعله ينتظر الإفراج عن باقي أغاني الألبوم.

 

 

الكاتب

  • حمزة نمرة محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
7
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان