همتك نعدل الكفة
800   مشاهدة  

حمدي هيكل .. “أبو موته” قنبلة من الموهبة في انتظار من يطلقها

حمدي هيكل .. "أبو موته" قنبلة من الموهبة في انتظار من يطلقها


” هو أبو موته باعتلنا فاندام”، ” اسم النبي حارسك وصاينك ياد لأمك ولجيرانها ولجيران الجيران”، وغيرها من جمل علقت في أذهاننا طوال الوقت، بسبب ذلك الممثل، الذي يمكن ا ناشبه بقنبلة ذات التأثير المستمر، تستمر في الانفجار في كل مرة تشاهده فيها، قنبلة تدعى حمدي هيكل ، فنان بدرجة شرير، وشرير بدرجة كوميديان.

25 يوليو 1959، يوم وعام الولادة، في المدرسة الابتدائية كان له صديق يدعى سيد عبدالرحمن كانوا يقدمون مشاهد ارتجاليه في الاحتفالات التي تقيمها المدرسة، كان سيد من هواة التقليد فكان يقلد المدرسين على خشبة مسرح مرتجل بينما يقدم حمدي هيكل دور التلميذ البليد.

كان منطقي أن ذلك الطفل الذي يستطيع أن يقدم مشهد مرتجل من الألف للياء على خشبة مسرح المدرسة أن يستمر في ذلك، فيتخطى مراحل الارتجال إلى الأدوار، دور وراء الأخر وسنة وراء الأخرى حتى يتجاوز حمدي مرحلة الطفولة والصبا ليدخل إلى مرحلة الشباب، ومعها إلى معهد التعاون الزراعي بشبرا الخيمة، ويترك مسرح المدرسة لينضم لمسارح الهواه.

في إحدى فرق الهواة يقدم على مسرح قصر ثقافة قصر النيل، دور حسام في مسرحية ليلى والمجنون لصلاح عبدالصبور، وكان برفته على الخشبة أحمد سلامة الذي أصبح أحد نجوم التلفزيون بعد ذلك وأيضا المخرج المسرحي حسام الدين صلاح والسيناريست عزة الحسيني وكانت المسرحية من إخراج شادي عبدالعزيز.

ينتهي حمدي هيكل من امتحانات بكالريوس الذراعة ليختار بنفسه أن يقف مرة أخرى أمام لجنة اختبار ولكنها ليست مثل أي لجنة، رئيسها ” سعد أردش” وأعضائها هم ” سناء شافع وزكريا سليمان ونبيل منيب” ليجتاز حمدي هيكل تلك اللجنة ويمر منها إلى المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج.

في السينما يختاره نادر جلال لأداء أول أدواره في فيلم “عصر القوة” عام 1991، وفي العام الذي يسبقه يقف أمام كاميرا المخرج إسماعيل عبدالحافظ ليقدم أول أدواره في مسلسل “الوسية”، لتبدأ المسيرة ويقدم العديد من الأدوار ولكن اغلبها مر سريعا دون أن ينفجر ليبدأ الانفجار عام 2000.

مع بداية الألفية الجديدة كانت السينما قد تغيرت، أرست السينما الشبابية دعائمها، وأصبح النجوم الشباب هو ملوك شباك التذاكر، مع علاء ولي الدين يظهر حمدي هيكل، مشهد وحيد في فيلم الناظر، في بداية الفيلم، رسول التتار إلى مصر، وأمام علاء ولي الدين، ليقول جملة تكون السبب الأول في شهرته وسط الجماهير، رسالته إلى شعب مصر، كانت رسالة بان هناك كوميديان في الطريق رجل يعرف كيف يخطف قلب المتلقي وضحكته بسهولة وبساطة.

في العام الذي تلاه أيضا قدم دور أكبر مما قدمه في الناظر، دور وكيل النيابة في أبن عز ولكن تأتي الأقدار بما لا تشاء السفن، فيلم علاء ولي الدين لا يحقق نجاح سابقيه، لذلك لم يلتفت الكثير لحمدي هيكل وكوميديته، ولكن يأتي عام 2004 بمفاجأة من العيار الثقيل، يأتي بفول الصين العظيم.

يختاره شريف عرفه لأداء دور أبو موته، ليقف أمام محمد هنيدي، ليصبح مشهده مع هنيدي أحد أكثر مشاهد الفيلم إضحاكا، حينما يقف هنيدي في وجه أبو موتة ليقولا كلمة السر التي تنقلب بأغنية، هنا أخيرا تنفجر القنبلة، فيخرج المتفرج وهو يبحث عن اسم ذلك الرجل الذي كان سببا في إضحاكه بمشهد وحيد.

تأكيدا على الانفجار يأتي دوره في فيلم زكي شان مع احمد حلمي، وأيضا ينجح حمدي هيكل في ترك أثره في المشاهد ليصبح بصمه ووجه يبحث عنه المشاهد في أفلام السينما لأنه يضمن أنه سينال جرعة من الضحك الخالصة.

إقرأ أيضا
عمرو دياب

لسوأ الحظ السينما في مصر في الفترة الأخيرة لم يعد بها مكان إلى الشرير خفيف الظل، وحينما يتم خلق تلك الشخصية فغنها قد تذهب لأسماء لها ثقل في منافسة شباك التذاكر دون النظر لقدرة تلك الأسماء في تقديم هذا الدور بشكل جيد من عدمه، حمدي هيكل هو أخر سلاسة الشرير خفيف الظل.

الرجل القادر أن يخيفك ويجعلك تضحك في الوقت نفسه، قنبلة من الكوميديا من الخطر إهمالها، فهو استثمار جيد بالفعل، لا يقل قوة وموهبة عن نجوم تلك المنطقة الراحل يوسف عيد والرائع محمد شرف ” ربنا يتم شفاه” وغيرهم، حمدي هيكل هو الأخر ينتمي لتلك الطائفة فقط لم تأتي الفرصة الكاملة بعد، لم يأتي مخرج ليقرر أن يضعه بدور أكبر، يستثمر فيه المشاهد، وصدقا وقتما تأتي تلك الفرصة لن يقف أحد في وجه تلك القنبلة، وقتها سيصل حمدي هيكل للمكان الذي يجب أن يصبح فيه، فقط على أحدهم أن ينزع عنه “تيلة الأمان” لينفجر كما يجب.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان