قصة أول حركة للمقاومة المصرية ضد الإنجليز (1-2) لغز المنتقم بخطابات التهديد
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تُخْتَزَل أشكال أي حركة للمقاومة المصرية ضد الإنجليز في أنماط السياسة والمظاهرات بهتافات يا عزيز يا عزيز كبة تاخد الإنجليز، غير أن الحراك المسلح لم يتم التوثيق له لأسباب كثيرة أولها أن الحركة لم تدم طويلاً.
اسم أول حركة للمقاومة المصرية ضد الإنجليز .. الدوران في نفس الحلقة
منذ أن بدأ النُذُر اليسير لهذه الحركة وكان الغموض يكتنفها، فمؤسسيها أطلقوا على أنفسهم العصبية الوطنية المصرية، ثم غيروا الإسم للتسهيل فجعلوها جمعية الانتقام، بينما رجال قصبر عابدين أطلقوا عليها اسم المؤامرة الوطنية المصرية، أما الصحف فجعلوا اسمها العصبية السرية الإنتقامية، بينما رجال الشرطة فأطلقوا عليها اسم جمعية الخطابات.
اقرأ أيضًا
قصة أول حركة للمقاومة المصرية ضد الإنجليز (2-2) النهاية عن طريق إسكندر والزعيم مفاجأة
يحلل المؤرخ يونان لبيب رزق أسباب تعدد الأسماء بقوله «لعل السبب في تعدد المسميات على هذا النحو هو الطابع السري الذي تلفحت به تلك الجماعة، وكان له أسبابه فضلاً عن أن أعضاءها من جانب آخر، وربما من قبيل المبالغة في السرية، قد اتخذوا أكثر من مسمى عرفنا».
المقاومة بالخطابات بعد عام من الاحتلال
وقعت مصر في شَرَك الاحتلال البريطاني عام 1882 بعد فشل الثورة العرابية ولم تمضي أشهر حتى بدأت الجمعية أعمالها فعليًا عن طريق الخطابات الموجهة إلى رجال القصر الخديوي والمعروفين بولاءهم للإنجليز، ولم يتركوا حتى رموز النظام الحاكم، إذ أرسلوا خطابات تهديد إلى الخديوي توفيق ورئيس النظار وأمراء أسرة محمد علي، إلى جانب قناصل الدول الأوروبية المختلفة، فضلاً عن الأعيان والأثرياء الذين طلبوا منهم المساعدة.
كانت أشهر خطابات أول حركة للمقاومة المصرية ضد الإنجليز موجهةً إلى القنصل الألماني حيث كتبت الجمعية في أواخر يوليو 1882 أن الجمعية ستعمل على تحرير مصر من الإنجليز سواءًا كانوا المعينيين في دواوين الحكومة أو الموظفين في الجيش، وسيشهد يوم 14 أغسطس أول العمليات المسلحة ضد كل من يعامل الإنجليز بأي شكل سواءًا كان سياسيًا أو اقتصاديًا.
لم يكن قادة البوليس المصري بمعزلٍ عن خطابات التهديد، فقد راسلت الجمعية مدير البوليس وطلبت منه الإستقالة، كذلك فإن رئيس الحكومة شريف باشا تم إرسال خطابات له تطلب منه منع تسليح الجيش الإنجليزي عن طريق بيع أسلحة الجيش المصري لأنها ملك للشعب، وأمام رئيس النظار مهلة لمدة أسبوع، وانتهت الرسالة بتوقيع «المنتقم».
القبض على أعضاء الجمعية
استيقظ المصريون على العدد 1666 من صحيفة الأهرام يوم 14 يونيو 1883 بخبر مباغت يقول «قبضت الضبطية في الليلة الفائتة على نحو 10 أشخاص يقال أنهم رعاع القوم وقد اتهموا بأنهم أصحاب الكتابات المرسلة بدون إمضاء، وبودنا أن تتروى الضبطية في المسألة لتتمكن من الوقوف على حقائقها ومبدأ الفساد وعلة الفتنة فلا يؤخذ البرئ بالمسئ ولا يعد المخلص الصادق في عداد زمرة غايتها إلقاء الشقاق في زمن نحن أحوج الناس فيه إلى الهدوء والسكينة».
وبقي سؤال المصريين إزاء هذا الخبر
كيف سقطت الجمعية بهذه السهولة ؟ ومن وراءها أصلاً.
ـ يُتْبَع ـ
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال