رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
1٬238   مشاهدة  

حادثة الكونيسة (1-3) القصة المنسية التي تشبه دنشواي ووقعت قبلها بـ 20 سنة

حادثة الكونيسة
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



الجيزة عام 1887 م
الهدوء يسود منطقة العمرانية قبل وقوع حادثة الكونيسة بسويعات قليلة يوم الإثنين 28 مارس عام 1887 م، حيث ذهب اثنين من ضباط الإنجليز بصحبة أحد العربان الذي يعمل دليلاً للمنطقة وقاما باصطياد الحيوانات وسط الزروع، فسُمِع دوي الطلقات فتعرض لهما البعض من أهالي الكونيسة وأرادوا أن يأخذوا منهما السلاح فأطلق أحد الضابطين عليهما عيارًا ناريًا فقتل واحدًا من الأهالي وأصيب 5 أشخاص فكتف الأهالي الضابطين بعد أن جرحا منهم خمسة أنفار ثم قادوهما إلى البلدة.

اقرأ أيضًا
يوسف الحسيني والهلباوي جلاد دنشواي .. حصة تاريخ صحيحة ولكن

 وصل الخبر إلى الشرطة والتي حاولت تصحيح الموقف لكن المسألة تفاقمت حتى وصلت إلى الذروة يوم الخميس 31 مارس سنة 1887 م إذ قرر كولز باشا أحد قيادات انجلترا في البوليس المصري وقرر شن هجوم على القرية والقبض على من تورط من الأهالي في ضرب عساكر الاحتلال ومعاقبتهم علنًا.

صدف التشابه بين حادثة الكونيسة ودنشواي

دنشواي
دنشواي

في كتابه ذكريات تأملات لكولز باشا أحد قيادات إنجلترا في البوليس المصري وصف حادثة الكونيسة بـ دنشواي الصغيرة، إذ ليس هناك شيء يختلف بين قصة حادثة الكونيسة ودنشواي إلا في التواريخ وكمية المحاكمين، فدنشواي وقعت يوم الخميس 28 يونيو عام 1906 م بينما محاكمات الكونيسة وقعت يوم الخميس 31 مارس سنة 1887 م، في دنشواي أُعْدِم 4 وجُلِد 8 وسُجِن العشرات، بينما في الكونيسة ألقي القبض على 47 شخصًا وعُقِدَت لهم محكمة مخصوصة وعقوباتها.

نوبار باشا
نوبار باشا

تم القبض على عشرة من أهالي الكونيسة وحققت النيابة التحقيق معهم وإلى جانب هذا عقد نوبار باشا رئيس مجلس النظار اجتماعًا مع ناظر الداخلية والحقانية ومدير الجيزة لبحث المحاكمات، خاصةً مع أجواء الشحن الإعلامي إذ أن جريدة الإيجبشيان جازيت الإنجليزية وصفت الأهالي بالرعاع وحذرت رعايا الجالية الإنجليزية من تكرار الحادث معهم.

اقرأ أيضًا 
أبو شعير عشما .. بطل منوفي أذل الحملة الفرنسية وابتهج قادتها لموته

قال نص التحقيق في حادثة الكونيسة «ذهب الضابطان المذكوران بقصد الصيد وبرفقتهما أحد العربان العارفين باللغة الإنجليزية بصفة دليل ولما وصلوا إلى تلك الجهة أطلق أحد الضابطين بندقيته على طير السمان فأصابه واتفق حينئذ مرور أربعة جمالة فأصاب أحدهم خردق البندقية إصابة قليلة فهجم على الضابط بسرعة كلية ولما قرب منه قال لقد أصبتنى فأجابه الضابط لم يكن ذلك بقصد فانظر ماذا تريد.. وأخرج جنيهاً ليعطيه له وإذا برفقائه قد تبعوه وهجموا على الضابط مريدين أن يمسكوه ويأخذوا بندقيته فتمنع فأمسكوه ليأخذوها منه غصبًا وكان الزناد مرفوعًا فأطلقت البندقية وأصابت أحدهم في رأسه فخر صريعًا، عظم الخبر في أفئدى أقرباء المقتول فتقاطروا إلى محل الواقعة وتبعهم عدد كبير من البلدة وانقضوا جميعًا على الضابطين فأطلق الضابط الآخر بندقيته عليهم فأصاب منهم خمسة أشخاص ولما لم يعد يمكنهما الدفاع أمسكوهما وقيدوهما وقادوهما مكتوفين إلى البلدة فضربوهما ضربًا مؤلمًا ووصل الخبر وقتئذ إلى بوليس الجيزة فأتى وخلصهما».

إقرأ أيضا
قرية البدرمان
إعدامات كان يقوم بها الإنجليز
إعدامات كان يقوم بها الإنجليز

من نص التحقيق فإن الضابطين مجرميين إذ قتلوا واحداً من الأهالي وأصابوا خمسة بينما بقية الأهالي أمسكوهما وكتفوهما ثم ضربوهما لكن انجلترا أصرت على المحاكمة حتى لا يتكرر مثل هذا التصرف، وحدث ما أراده الإنجليز نسبيًا إذ انعقدت المحاكمات لكن بعد 30 سنة تكررت حادثة الكونيسة في دنشواي.

الكاتب

  • حادثة الكونيسة وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة