إلى إسراء سيف.. ليه عيب استخدام آيات ربنا في حوار حول المؤخرة؟!
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
الموضوع مش دفاعًا عن رانيا يوسف ولا هجوم عليها، ولا له علاقة بيها خالص، إنما تعليق على ما كتبته الزميلة إسراء سيف بعنوان عيب نستخدم آيات ربنا في الحوار حول المؤخرة، وأول حاجة عايز أعلق عليها هي وصفها إن السيد نزار فارس وشه أحمر خجلا لما رانيا يوسف ذكرت النص القرآني {وأما بنعمة ربك فحدث}، فبصراحة بقيت مستغرب جدًا من وجه الأخ نزار.. منين كان مكشوف وهو بيسأل ضيفته عن مؤخرتها ومنين أحمر خجلا لما سمع الآية، هو تيرموستات وشه بايظة ولا حاجة؟؟؟
الموضوع ده في نظري ماخدش أكتر من الدقيقتين دول، مقدم برامج مستفز تمت سفلتته بنجاح.. وخلصنا، إنما الحوار فيه نقاط أهم وأقوى ينفع الشغل عليها، زي مثلًا أن الفنانة تقريبا هي الأولى اللي ترد على سؤال الحجاب بجراءة.. بدون لف ودوران ولا أنبطاح يحمل اعتراف ضمني أنها تعمل في مهنة موصومة، بل قدمت كلام متماسك ومنضبط تاريخيًا حول زمن انتشار الحجاب في المجتمع المصري، كلام دقيق فوتته الزميلة لصالح تصريح عبثي عن حرب الإنسان ضد الديناصورات.
فوتت الزميلة تصريحات جريئة تدافع عن حق المرأة وتعلي من شأن الفن وتضع الأراء الدينية في موقعها المناسب، كوجهة نظر يتبناها من يشاء ويرفضها من يشاء، فوتت كل هذا لصالح الدفاع عن معسكر رجعي يسحقها كأنثى ويضطهدها كصانعة فن، والعجيب أنها فعلت هذا تحت عنوان يسهل الرد عليه بما لن يكون في صالحها.
مش عارف أزاي مدموزيل إسراء متصورة أن المؤخرات لا يليق أن نستخدم آيات الله وإحنا بنتكلم عنها؟ معقولة مؤمنة بكتاب ماقرتهوش، أه عشرات الملايين من المسلمين مؤمنين كده وخلاص، بس مش معقول الزميلة تكون منهم.. خاصة إنها تعليم عالي وكاتبة رأي وعندها إسهامات في كتابة السيناريو وليها كتاب لتعليم اللغة العربية للأطفال.. وشغلانة يعني، فغالبا قرت الكتاب اللي قررت تقدسه.
وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴿91 – الأنبياء﴾
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴿5 – المؤمنون﴾
قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴿30 – النور﴾
وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴿31 – النور﴾
وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ ﴿35 – الأحزاب﴾
وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا ﴿١٢ – التحريم﴾
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴿٢٩ – المعارج﴾
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا . حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا . وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴿31-33 – النبأ﴾
ما سبق جمل وآيات قرآنية بتتكلم بصراحة ومباشرة وفي سياقات متنوعة عن المقدمات بأنواعها، وهي مناطق لا تقل حساسية عن المؤخرات. كمان السائل المنوي مذكور في الآية 37 من سورة القيامة اللي بتقول نصا: أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِىٍّۢ يُمْنَ.
أما سورة القلم فشهدت كلام جامد في حق الوليد بن المغيرة، تحديدًا آية 13: عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ، و”زنيم” دي يشرحها عني الشيخ محمد توفيق أو د. عبد الحي يوسف، عشان أنا بانكسف.
بالرجوع لسورة الأحزاب تحديدا آية 37 نلاقي قصة زينب بنت جحش اللي النبي أتجوزها بعد طلاقها من زيد بن حارثة: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا). ودي هنا معناها: لما قضى حاجته منها.
زميلتي إسراء وكل القراء الأعزاء، ما مضى ماقصدش منه أي إساءة للقرآن، إنما أقصد لفت النظر لأهمية قراءة الإنسان للكتب اللي يقرر يقدسها أو حتى يحترمها.. مش بس عشان لو أتسأل فيها يعرف يجاوب، إنما الأهم عشان يؤمن بما جاء فيها هي مش يسقط عليها أخلاقياته ومواقفه وتصوراته هو.
من حق إسراء وأي حد غيرها يتكسفوا من الكلام عن المؤخرات، لكن ده يظل سلوك شخصي مالهوش علاقة (بآيات ربنا) ولا بالله خالق المؤخرات والنهود.. البشر والحجر.. النبات والحيوان وكل شئ.. سبحانه مكور الأشياء.
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال