في عيد ميلاد الشيخ علي جمعة “كيف كان مقبرةً للمتشددين ؟”
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد
لا يمكن أن تفوتني ذكرى ميلاد الشيخ علي جمعة دون أن أكشف كيف أنقذني من الولوج في براثن الجهل وجماعات التطرف الفكري.
الحكاية تبدأ منذ طفولتي
في منتصف التسعينات وبعد اندثار العلم في الجامع الأزهر وأصبح منهج أهل السنة والجماعة وتراث الأمة على وشك الاندثار، وبعد ظهور جماعات متطرفة منها ما شغلت الأمة الإسلامية بالسياسة باسم الدين وأهملوا العلم والشرع (الإخوان المسلمون) ومنهم من شوشوا على العامة أمر دينهم وبدأوا في زراعة بذرة التكفير وإهمال علوم الشرع الشريف معتمدين في ذلك على جهل العوام وانخداعهم بطول اللحى وعلو الصوت وقصر الثياب بدون علم أو فهم (الوهابية السلفية).
اقرأ أيضًا
بعد تعيين الشيخ علي جمعة في مجلس النواب .. أقدار جمعت بينه وبين الإمام محمد بخيت المطيعي
في ظل هذا التشويش الذي أصاب الأمة وأصاب أهل مصر، قام أستاذ في جامعة الأزهر يُسمى علي جمعة بالتصدي لهذه الأفكار فبدأ بعقد الدروس في الفقه والتفسير والأصول وبدأ يشرح كتب التراث وأحياها بعد فترة موات ثم قام بسردها وشرحها بأسلوب سهل ومعاصر بسيط مما جعل طلبة العلم تتجمع حوله من كل مكان، فعقد الدروس في مسجد السلطان حسن ثم الجامع الأزهر.
لأنه محب للعلم ويريد من عمله هذا وجه الله، دعا العلماء الذين قد يأسوا من الطلبة ومن همم الطلاب في طلب العلم مما جعلهم يلزمون بيوتهم فترة من الزمن دعاهم للنزول ولعقد الدروس في الجامع الأزهر، فأحيا الله به الازهر من جديد وعلوم الشرع الشريف، فكان الشيخ علي جمعة يبدأ درسه من بعد صلاة الفجر إلى صلاة الظهر وهو يشرح كتب التراث ويرد على الأسئلة ويفند شبهات العلمانيين والمستشرقين والملاحدة والوهابية والإخوان ويرد على ترهاتهم وبدعهم من الكتاب والسنة وفعل السلف وظل على ذلك حتى بعد ما تولى منصب الإفتاء، فأنقذ الله على يديه جمع كثير من طلاب العلم قبل وقوعهم في براثن الجهل من وهابية وإخوان وعلمنة، حتى أن أحد الوهابية قال ذات مرة “إن الدعوة السلفية كادت أن تنتشر في مصر كلها لولا ظهور علي جمعة بدروس العلم في الأزهر”.
حكى لي شيخ من أبناء مدرسة الدكتور علي جمعة أن الوهابية كانوا يرسلوا له طلبته ليناظروه أو يناقشوه أثناء دروسه وبعد المناقشة يصير هذا الطالب من تلامذته وأنا أعرف الكثير منهم، فمنع مشايخ الوهابية أبنائهم وتلامذتهم حضور مجلس هذا الرجل واكتفوا فقط بالتشنيع عليه وترويج الشائعات وقص ولصق فيديوهات له لتشويه صورته حتى يمتنع العامة والطلبة من الاستماع، ولكن الله متم نوره فقد اهتدى ولا زال يهتدي على يديه خلق كثير يهتدون إلى الله بعلم وبصيرة ونور وبركة وليس بجهل.
استطاع الشيخ بعد أكثر من 20 عامًا من النضال والجهاد في سبيل نشر العلم تكوين مدرسة تجمع بين القديم والحديث بمزج عجيب بينهم وبفهم مستنير يلائم واقعنا المعيش ويلائم حياتنا ويحفظ علينا ديننا.
في ميلاد الشيخ علي جمعة .. أشياء تعلمتها منه
مما تعلمته من الشيخ على جمعة حب النبي والصالحين وحب احساس فعلا مش حب كلام وخلاص ولا حتي اتباع وخلاص بيخليك تتبع النبي وانت من جواك بتحبه ،و كلام مولانا الشيخ علي عن سيدنا النبي يجعلك تذوب حبا في النبي واللي تابع دروس الشيخ يفهم ذلك.
لا توجد مرة أسمع منها الشيخ إلا وهو يضيف لي معلومة جديدة وهنا أذكر وأنا في كلية الحقوق وكان عندنا مادة اسمها البنوك وقرأت الكتاب وسمعت محاضرات دكتور المادة ولم أفهم كلمة واحدة عن البنوك وما يجري فيها ثم أراد الله أن أسمع حلقة للشيخ على قناة سي بي سي في برنامج والله أعلم وكان يتحدث عن البنوك ففك لي الشيخ جميع مصطلحات البنوك وعاودت قرآة المادة فكانت سهلة ميسرة .
تعلمت منه ألا أغضب لنفسي وأن أسامح كل من يسيء لشخصي وأن أتصدق بعرضي على خلق الله .
تعلمت منه أن لا أحكم على الأشخاص وإنما أحكم على أفكارهم وأترك أحوالهم وشأنهم لله .
تعلمت منه قول النبي لعائشة ” ان اللين ما دخل في شي الا زانه وما نُزع من شي الا شانه .
تعلمت منه حبي وغيرتي على دين الله بعلم وبصيرة وحبي لهداية خلق الله .
تعلمت منه حب الاطلاع وتفنيد كل ما يعرض عليّ وأن أبحث وأقرأ وأسأل مش عيب .
وتعلمت منه عدم التعصب لرأي فقيه ضد رأي فقيه آخر طالما الاتنين فقهاء مجتهدين ولا زال عطاءه مستمر .
الكاتب
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد