المغيث صاحب الكرك .. قصة رجل حاول الإنقلاب على قطز من أجل حكم مصر
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
رشح كثيرون أنفسهم لحكم مصر بعد موت الملك الصالح نجم الدين أيوب، كان المغيث صاحب الكرك من ضمنهم، يليه عز الدين أيبك الذي تمكن من العرش ثم قُتِل، وتلته شجر الدر التي قُتِلَت ثم جاء المنصور علي فعُزِل ليتولى قطز الحكم.
كيف حاول المغيث صاحب الكرك الانقلاب على قطز
وسط هذه الأجواء كانت الظروف السياسية شديدة الخطورة في مصر، بسبب التتار ولهذا السبب جاء ترشيح قطز من نفسه وأخذ الحكم، فكانت أول المخاطر التي واجهها هو انقلاب المغيث صاحب الكرك مرتين وراء بعضهما، أولها سنة 1257 م وثانيهما سنة 1258 بمساعدة المماليك البحرية وتمكن قطز من السيطرة عليه.
من هو المغيث صاحب الكرك ؟
المغيث صاحب الكرك اسمه كاملاً فتح الدين أبو الفتح عمر بن الملك العادل أبي بكر بن الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب، وكانت من أمنيات المغيث أن يكون حاكمًا لمصر ولعل هذه الأمنية هي سبب مقتله، فعقب قتل قطز على يد بيبرس حاول المغيث أن يحكم مصر لكن بيبرس لم يكن رحيمًا مثل قطز، فقد كان الملك الظاهر بيبرس يتملكه غيظ شديد.
كذلك كان هناك سبب آخر في الغيظ الذي تملك الظاهر بيبرس من المغيث وهو جاء في تاريخ الذهبي حيث قال “كان في قلب الملك الظاهِرِ بيبرس منه غيظٌ عظيم، لأمورٍ كانت بينهما، قيل إنَّ المغيث أكره امرأةَ الملك الظاهر بيبرس، لَمَّا قبضَ المغيث على البحرية، وأرسَلَهم إلى الناصر يوسف صاحب دمشق، وهرب الملِكُ الظاهر بيبرس، وبقيت امرأتُه في الكرك، والله أعلم بحقيقة ذلك”.
اقرأ أيضًا
“عندما تذللت الحبشة لكسب رضا مصر” قصة دفاع الظاهر بيبرس عن كرامة الكنيسة القبطية
أما المؤرخ بن تغري بردي خلال كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة حكى عن موت المغيث بقوله “الملك الظاهر بيبرس ما زال يجتهد على حضور المغيث، وسار المغيثُ حتى وصل إلى بيسان، فركب الملك الظاهِرُ بعساكره والتقاه، فلما شاهَدَ المغيث الملك الظاهر، ترجَّلَ فمنعه الملك الظاهِرُ وأركبه وساقَ إلى جانِبِه، وقد تغير وجهُ الملك الظاهر، فلما قارب الدهليز، أفرد المَلِكَ المغيثَ عنه وأنزَلَه في خيمةٍ وقَبَضَ عليه، وأحضر الفُقَهاءَ والقضاة وأوقَفَهم على مكاتبات من التتار إلى الملك المغيث، أجوبةً عمَّا كتب إليهم به في إطماعِهم في ملك مصر والشام, ثم أرسَلَه مُعتَقَلًا إلى مصر، فكان آخرَ العهد به، وقيل إنه حُمِلَ إلى امرأة الملك الظاهر بيبرس بقلعة الجبل، فأمَرَت جواريَها فقتَلْنَه بالقباقيبِ”.
الكاتب
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال