أبطال غيروا التاريخ وهم لا يزالوا مراهقين
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لطالما كانت المراهقة هي سن المخاطر والمصاعب، الذي يخاف منه كل الأباء، فحين يصل طفلهم لمرحلة المراهقة، تدق نواقيس الخطر ويخشى الأباء أن يسلك أبنائهم سلوكيات وطرق خاطئة، ولكن سجل التاريخ العديد من المراهقين الذين تمكنوا من تغيير مجرى التاريخ بأكمله، حيث كانوا قادة عسكريين، وحكام لبلاد كبيرة، وقادوا جيوشًا ضخمة، وخاضوا حروبًا عظيمة، كل ذلك وهم لا يزالوا تحت عمر العشرين.
هنري الرابع ملك فرنسا
على الرغم من صغر سنه، إلا أن هنري الرابع استطاع أن يكون قائدًا عظيمًا لقوات هوجوينوت التي بها عدد كبير من الجيش والقوات، وخاض العديد من المعارك وفاز في أغلبها، وكان هو أول ملك فرنسي من آل بوربون، وكان هنري كاثوليكي المولد، ولكنه تحول للطائفة البروتستانتية خلال الحروب الفرنسية الدينية، وكاد هنري أن يقتل في مذبحة القديس بارثولوميو، على يد القوات الكاثوليكية ولكنه تعهد لهم بالتحول إلى الكاثوليكية إذا ما تركوه، وقاموا بأسره لمدة اربع سنوات، ولكنه تمكن من الهروب أخيرًا في عام 1576م، وانضم للقوات البروتستانتية مرة أخرى عام 1587م، وتمكن من هزيمة جيش الملك في معركة كوتراس، وتولى عرش فرنسا عام 1589م، وكان الشعب يحبه كثيرًا، حيث كان معروف بعطفه وكرمه وشجاعته، وشهدت فرنسا في عهده عيشة رغدة، وتطور مذهل، ولكنه اغتيل عام 1610م وهو لا يزال في ريعان شبابه، على يد أحد الكاثوليك المتعصبين.
أوكيتا سوجي أعظم مقاتلي الساموراي
بدأ أوكيتا حياة الأبطال وهو في التاسعة من عمره، حين أنضم لمقاتلي الساموراي وتفوق فيها، لدرجة أنه في الثانية عشر من عمره كان يستطيع هزيمة معلميه أنفسهم، فتم تنصيبه كمعلم للقتال وهو لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره، وبعدها بثلاث سنوات تم تعيينه كمعلم أعلى لفنون الجودو القتالية، وتم تأسيس جماعة الشرطة السرية الشهيرة (شينسينغومي)، وكان هو أول قائد لها، ودخل أوكيتا العديد من المعارك التي فاز فيها جميعًا، واستطاع في عمره الصغير هذا أن يكون واحدًا من أعظم المقاتلين في اليابان، وتفوق في جرأته وشجاعته على العديد من القادة الملكيين، وساهمت نجاحاته في تغيير مصير اليابان، وتوفى أوكيتا في عام 1867م، بسبب مرض السل، وكان عمره اربعة وعشرون عامًا فقط.
تزامنًا مع عيدهم في مصر .. من أين جاء أصل كلمة الشرطة داخل بلاد العرب ؟ “
ؤ
اعتلى فلاديسلاف العرش وهو لا يزال طفلًا في العاشرة من عمره، مما جعله مطمعًا لأولئك الذين يريدون الاستيلاء على الحكم، لذا قضى أول فترة في حكمه بين صراع العائلة والنبلاء على تولي الحكم معه، ولكن عندما بلغ السابعة عشر، قام فلاديسلاف بقيادة جيشه العظيم واتجه نحو مملكة المجر، حيث كانت الملكة إليزابيث تضع عينيها على عرشه، فأفسد هو خططها وهزم جيشها هزيمة ساحقة، واستولى على عرش المجر وهو في الثامنة عشر من عمره.
تزامنًا مع عيدهم في مصر .. من أين جاء أصل كلمة الشرطة داخل بلاد العرب ؟ “
في الجهة الأخرى، كان خطر الإمبراطورية العثمانية يتوغل وينتشر مهددًا فلاديسلاف، فقرر أن يخرج من المجر متجهًا إلى العثمانيون مباشرة، حيث اعتقد أن السبيل الوحيد لتحقيق النصر، هو أن يقوم بمهاجمة السلطان مراد الثاني شخصيًا، وقاد حملة كبيرة، وكان على رأس الجيش المكون من أفضل الفرسان، وكان شجاعًا للغاية، تحدث عن بسالته أعداؤه وأحبائه، ولكن الشجاعة وحدها لا تكفي أحيانًا، فقد كان عدد الجيش العثماني أكبر من جيش فلاديسلاف بمراحل، كما أنه تعرض للخيانة من بعض جنوده، لذا كانت النتيجة هي هزيمة فلاديسلاف أمام الجيش الإنكشاري، وتم قتله وتعليق رأسه على رمح، ولاذ جيشه بالفرار بعدما رأوا رأسه المعلقة، ولم يستردوا جسده.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال