حكاية فيلم سعاد حسني العراقي صاحب أعلى ميزانية في تاريخ السينما.. منعه الأزهر لأسباب دينية
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
عندما نقرأ عن فيلم ممنوع من العرض، أول ما نتخيله انه ممنوع بسبب مشاهد جنسية او قصة مثيرة، ولكن الحقيقة أن سبب منع عرض الفيلم العراقي (القادسية) الذي قام ببطولته فنانين مصريين على رأسهم سعاد حسني وعزت العلايلي منع لأسباب مختلفة تمامًا، ولكن قبل الحديث عن الفيلم وقصة منعه، علينا أن نتحدث عن ظروف إنتاجه، فقد تم إنتاج الفيلم قبل أن تشن العراق الحرب ضد إيران عام 1981، وكان الهدف من ورائه تشبيه صدام حسين بالصحابي الجليل (سعد بن أبي وقاص) وقيادته لجيش المسلمين في معركة (القادسية) ضد جيوش الفرس، في إسقاط سياسي على قيادة صدام حسين لجيش العراق ضد إيران والتي أطلق عليها اسم (معركة القادسية 2).
فيلم القادسية صاحب أعلى ميزانية في تاريخ السينما العربية
خلال فترة المناوشات بين العراق وإيران، وقبل أن تشن العراق حربها بشكل رسمي على إيران، قامت مؤسسة السينما العراقية في ذلك الوقت بتخصيص ميزانية تخطت الـ 15مليون دولار من أجل إنتاج فيلم عن معركة القادسية وتشبيه صدام حسين بالصحابي سعد بن أبي وقاص، وجاء ذلك بهدف التأثير على الشارع العربي لكسب التأييد والمباركة لحربه، رغم أنه في نفس الوقت كانت هناك دول عربية تقف مع الجانب الإيراني مثل سوريا وجزء من المقاومة الفلسطينية.
حكاية فيلم السندريلا عن أفغانستان الذي لم ير النور حتى موت أبطاله
وقع الاختيار على المخرج المصري صلاح أبو سيف ليكون هو المسؤول عن هذا المشروع السينمائي الضخم، وبدوره استعان أبو سيف بعدد من الفنانين المصريين وكذلك بعض الفنانين العرب في محاولة منه لعمل ملحمة سينمائية عربية لديها القدرة على التأثير على الشارع العربي، فقام ببطولة الفيلم الفنان عزت العلايلي في دور سعد بن أبي وقاص سعاد حسني في البطولة النسائية لجانب الكويتي محمد المنصور والعراقية سعدية الزيدي وليلى طاهر وعمر خلفة وحسن الجندي وشذى سالم وطعمة التميمي، بالإضافة ‘إلى حوالي 300 ممثل آخر في أدوار ثانوية.
إحباط الجميع بعد عرض فيلم القادسية
على الرغم من الدعاية الكبيرة التي حاز بها الفيلم ومحاولة الحشد لمشاهدته، إلا أن النتائج جاءت صادمة للغاية عندما تم عرضه في الدول العربية، فلم يتم السماح بعرضه في سوريا وفلسطين بسبب تأيدهم للجيش الإيراني، أما عن الجزائر ولبنان الذين كانوا في ذلك الوقت دول شهيرة بحب شعوبهم للسينما والفن، فقد عرض الفيلم في دور عرض محدودة جدًا ولم يستمر عرضه سوى ايام معدودة، ولم نتحدث بالتأكيد عن دول الخليج الذي لم يكن هناك إلا أعداد قليلة من دور العرض السينمائي هناك من الأساس، وكذلك كانت هناك دول لا تمتلك دور عرض من الأساس مثل السعودية.
عرض الفيلم في مصر واعتراض الأزهر الشريف
على الرغم من أن فيلم القادسية ضم نجوم مصريين من أصحاب الشعبية الضخمة على رأسهم سعاد حسني، وكذلك الفيلم من إخراج صلاح أبو سيف وهو واحد من أهم المخرجين المصريين في ذلك الوقت، إلا أن الفيلم لم يحقق أي نجاح في عرضه في صيف عام 1981، فعرض الفيلم في دور عرض واحد في مصر ولم يستمر عرضه سوى يومين فقط، واختفى بعدها الفيلم تمامًا ليظهر مرة أخرى للجمهور في عام 1987، وأصدرت لجنة الدراسات والأبحاث الإسلامية التابعة للأزهر الشريف بيان ترفض فيه عرض الفيلم، وجاء هذا المنع نظرًا لأن الفيلم يجسد شخصية الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص وهو شيء رفضه الأزهر بشدة.
عندما أعاد نور الشريف تقديم فيلم لـ عادل إمام واتُهم بالسرقة
ومنذ العرض الأول للفيلم وحتى اليوم كلما ظهر الفيلم أو حاول أحد عرضه واجه انتقادات ورفض وعاد مرة أخرى ليحفظ في الأدراج، وكانت المرة الأخيرة التي عرض بها الفيلم في عام 2014، وذلك ضمن النسخة الثامنة عشر للمهرجان القومي للسينما المصرية كجزء من تكريم المخرج صلاح أبو سيف، إلا أن العرض واجه رفض شديد من الجميع، حيث عارض الأزهر عرضه لنفس الأسباب، وكذلك الفنانين وعلى رأسهم الكاتب أسامة أنور عكاشة الذي اعتبره أسوء أفلام المخرج صلاح أبو سيف على الإطلاق، وأنه من السذاجة تخليد عمل كان مجرد أداة دعائية استعمالها النظام العراقي لشن حرب على إيران كانت بتحريض من الولايات المتحدة، وأنه من السذاجة والجهل تشبيه الصحابي سعد بن أبي وقاص بصدام حسن.
وحتى يومنا هذا مازال الفيلم حبيس الأدراج ولم يتم عرضه إلا مرات معدودة على أحد القنوات الفضائية.
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال