ماجدة .. السيدة التي أحبت بإخلاص
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
لم أحب ماجدة يوما كممثلة، لم أحبها على الإطلاق ولكنني حينما أتطلع لتلك المسيرة الفنية وذلك الإخلاص الذي قلما رأيته من فنان لمجال السينما لا أملك إلا أن اعترف أن هذه السيدة نصف الموهوبة أو بالأدق التي لم تملك موهبة تؤهلها للوقوف أمام الكاميرا كبطلة لأي فيلم سينمائي، اخلصت للسينما كما لم يخلص لها المئات من الموهوبات، وقدمت لها كل ما تملك بالمعنى الحرفي للكلمة.
تلك الفتاة التي كانت تدعى عفاف على كامل الصباحي والتي تركت منزل عائلتها في طنطا وهي بعمر التاسعة عشر لتجري وراء ما تحب وتريد، وخوفا من كشف أمرها أسمت نفسها ماجدة، شاركت في أول أفلامها عام 1949 وكان بعنوان الناصح للمخرج سيف الدين شوكت، سرعان ما تحولت بطلة في شباك التذاكر وتقف امام أعتى المواهب في تاريخ السينما المصرية ويخرج لها أهم المخرجين، فهل كان الجميع يرى ما أراه انها بلا موهبة؟
ربما ولكن الأهم وفي اعتقادي أن الجميع أحترم تلك الرغبة المجنونة والمثابرة والاجتهاد الذي داومت عليه ماجدة، داومت عليه لتصبح أسيا داغر جديدة مع بعض الفروق، في تاريخنا السينمائي لدينا الكثير من الرجال الذين تحولوا إلى سينما بالمعنى الحرفي للكلمة، أصبحوا مصنعا سينمائيا إذا جاز التعبير، يوسف وهبي في البداية وأنور وجدي بالطبع هو أعظمهم وعائلة ذو الفقار وفريد شوقي ومن المخرجين ستجد يوسف شاهين ورأفت الميهي وربما يأتي أخرون على استحياء ولكن في عالم النساء ستجد أسماء قليلة للغاية مثل عزيزة أمير وأسيا داغر وماري كويني وماجدة، في رأيي أن أكثرهم تأثيرا في مسيرة السينما المصرية هما أسيا وماجدة ولكن لماذا ماجدة.
انهيت حديثي عن ماجدة الممثلة فلا جديد يقال ولا طائل من إعادة نفس الكلام، ولكن دعنا نتفقد قليلا تلك العلامات التي تركتها ماجدة في مسيرة السينما كصانعة سينما لا كممثلة، بالطبع سيتبادر للجميع في البداية فيلم (جميلة) الفيلم الذي أخرجه يوسف شاهين وأعتبر واحد من أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، ولكن الأهم أن هذا الفيلم بالتحديد كان يشير لوعي ماجدة بالمتغيرات السياسية في المنطقة وأهمية السينما في دعم القضايا القومية، وبصدق هي أمور لا أعتقد انها من مهام السينما الأساسية ولكنها أيضا لا بد أن تؤخذ بعين الاعتبار.
ماجدة أنتجت الفيلم في وقت حرج للغاية من عمر العالم العربي، في وقت كانت فيه الدول العربية تناضل في معركتها الأخيرة للحصول على الاستقلال، مصر سبقت الجزائر في ذلك وللعديد من الظروف السياسية كانت مصر هي القائدة والزعيمة للمنطقة في تلك الفترة، ومن هنا أكتسب فيلم جميلة أهميته في الأساس.
بالطبع جميلة ليس أفضل أفلام شاهين، وبالطبع أيضا به الكثير من المشكلات الفنية، ولكن في عالم النقد هناك مدرسة تأخذ في الاعتبار الظروف السياسية والمجتمعية المحيطة بالعمل الفني، لذلك يمكن القول ان فيلم مثل جميلة بو حيرد كان بمثابة طلقة مدفع أطلقت في سبيل حرية البلدان العربية، طلقت مدفع حملت صوت المنطقة العربية، طلقة مدفع حملت توقيع ماجدة.
ولكن هل كان جميلة هو الطلقة الوحيدة التي أطلقتها ماجدة، بالطبع لا، حينما اشاهد أفلام مثل من عظماء الإسلام وهجرة الرسول والعمر لحظة، اسأل نفسي كيف يمكن لمنتجة أن تواتيها الجرأة ان تقدم على انتاج فيلم تاريخي او حربي بعدما حدث لأسيا في فيلم الناصر صلاح الدين.
أسيا التي خسرت الجلد والسقط كما نقول بالبلدي، كانت خير مثال لكل من يريد ان يتهرب من إنتاج تلك النوعية من الأفلام، خاصة في ظل وجود القطاع العام في عالم الإنتاج السينمائي، فهو أولى ويمتلك من الإمكانيات ما تتيح له إنتاج تلك الأفلام الضخمة ولكن ماجدة رفضت ألا يكون لها بصمة في هذا العالم.
بعيدا عن مستويات الأفلام الفنية، الحديث عن الخطوة نفسها والجرأة التي كانت عليها ماجدة كمنتجة، فربما كان من عظماء الإسلام هو اختبار بسيط لقدرتها على انتاج هذا النوع من الأفلام خاصة وانه لا يحمل على الإطلاق أي احتمالية للمكسب التجاري، هل قطعت يوما تذكرة سينما للذهاب إلى مشاهدة فيلم تاريخ، هل إذا عدت للسبعينات كنت ستدفع مالا للمشاهدة فيلم مثل عظماء الإسلام أو هجرة الرسول؟ الإجابة في الغالب هي لا، وماجدة ليست منتجة ساذجة فلماذا انتجت هذه الأفلام؟
الإجابة هي اقتناع ماجدة ومعرفتها لدورها ودور السينما التي تؤمن به، نحن أولي أن نؤرخ لتلك الأحداث، نحن يجب علينا أن نقدم تلك الأفلام حتى إذا خسرنا الآن في دور العرض، ستظل تلك الأفلام محفوظة وباقية للتاريخ، سيقول القادمون بعدنا أننا قدمنا كل ما نستطيع عمله، وأننا تركنا لهم إرث سينمائي، سيقولون إننا حاولنا، وفضلنا أن نخسر الأموال في سبيل أن نقدم سينما.
تلك هي النقطة التي جعلت ماجدة شخص في نظري أخلص للسينما كل الإخلاص، غامرت وخسرت وكسبت، كان لديها قناعات ترجمتها إلى أفلام، كانت لديها مبادئ ترجمتها إلى أفعال، لم تكن مجبرة على فعل أي شيء للسينما سوا الوقوف امام الكاميرا ولكنها أحبت السينما فأعطتها كل ما لديها، حينما أفكر في ماجدة من تلك الزاوية أوشك على أن اهيم بها حباً، ولكن فجأة أتذكرها وهي تقول (ممدوح) اتراجع عن هذا الحب وأقف عند حدود الاحترام والتقدير، رحلت ماجدة اليوم ولكنها ستظل للأبد واحدة من السيدات التي كسبت احترام وتقدير أغلب المهتمين بالسينما المصرية والعربية لما قدمته من عظاء لها، رحلت ماجدة اليوم وقد أعطت للسينما أكثر بكثير مما أخذت منها، رحلت ماجدة.. وداعاً.
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
احترم رؤيتك انا احترم الفنانه ماجده لما اضافته فى السينما المصريه فهى ناقشت قضايا ايضا اجتماعيه وسلطت الضوءعليها كمشاكل المراهقات فى فيلمها المراهقات وايضا مشاكل مسكوت عنها بين الازواج كفلمها السراب وزوجه لخمس رجال هى تصدت للمسكوت عنه بكل شجاعه لتواجه مشاكلنا الوطنيه والاجتماعيه هى عرفت المصريين بالادب الغربى من خلال تمصير افلام كالغريب المأخوذ عن مرتفعات وذرنج وكذلك فيلم هذا الرجل احبه وكيف تراها فى رجل فقد عقله او انف وثلاث عيون فعلا هى تركت بصمه افضل بكثير من بنات جيلها الممثلات الموهوبات العبقريات فى التمثيل التى لا تتعدى افلامهم سوى قصص حب و وعبط لا تتعدى اثارها سوى التسليه ربما كانت تقول ممدوح بشكل ممل اتفق معك ولكنها اضافت وحفرت اسمها فى تاريخ السينما المصريه