عن قضية فتاة شبرا التي تسببت في شهرة الشرطة النسائية في مصر “وزير الداخلية اهتم بها”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يخطئ البعض حينما يعتقدوا أن تاريخ الشرطة النسائية في مصر بدأ في الثمانينيات، فالحقيقة أنه في الثمانينيات صارت للشرطة النسائية رُتَب بعد التخرج، لكن بداية عمل السيدات بالجهاز الأمني يعود إلى 57 سنة في عهد الرئيس جمال عبدالناصر.
الضابطة فتحية و لغز هروب فتاة شبرا
“ابحثوا عن ابنتي الطالبة بالثانوية .. لقد خرجت من البيت ولم تعد إليه .. إننا نخشى أن تكون قد هربت .. إنها أجمل أخواتها .. عمرها 15 سنة”.
بهذه الجملة كتب أفراد عائلة فتاة في منطقة شبرا بلاغًا لقسم النجدة في تمام الواحدة صباح يوم 24 أغسطس سنة 1964 م، وبعد لحظات فوجئت أسرة الطالبة المختفية بفتاة شابة تطرق الباب وقالت لهم أنا فتحية خليفة مندوبة الشرطة.
اقرأ أيضًا
من قمة الحب إلى أعلى مستويات الكراهية .. لماذا فشلت مفاوضات منع طلاق الملكة فريدة
ذهلت الأسرة .. من هي مندوبة الشرطة هذه، إن الساعة الآن تقترب من الثانية صباحًا، وفهمت مندوبة الشرطة ما يجول في ذهن أهل البيت فأخرجت بطاقتها الشخصية وعليه ختم وزارة الداخلية شعبة البحث الجنائي وتلقت بلاغ أسرة الطالبة وجلست في منزلها تجمع المعلومات من الأب والأم واخوتها.
اكتشفت فتحية خليفة أن الطالبة صغيرة في السن وهي في فترة المراهقة وتتمتع بجمال تحسدها عليه زميلاتها وهي تعاني من الكبت والحرمان والقسوة في البيت مما ساعدها على الهروب، ومن الممكن أن تكون عند صديقتها، وإن لم تكن هناك فمن الممكن الوصول إلى الخيط لحل لغز هروبها عن طريق صديقتها.
طلب المقدم سمير حافظ رئيس مكتب حماية أحداث القاهرة الذي تعمل فيه الشرطة النسائية أن تقوم فتحية خليفة بالتواصل مع صديقة فتاة شبرا وبالفعل خرجت لمنزل صاحبة الطالبة المختفية والتقتها وبعد عمل التحريات اللازمة تبين أن فتاة شبرا عند مضيفة طيران متزوجة من أحد الموسيقيين.
بدأت التحريات حول المضيفة المجهولة وكان السؤال كيف يمكن أن تنشأ صداقة بينها وبين طالبة في سن مراهقة، ونجحت الشرطة النسائية بالتنسيق مع رجال الأمن في الكشف عن شخصية المضيفة وهناك وجد أفراد الشرطة النسائية وجود فتاة شبرا.
ذهبت الضابطة فتحية بشكل مدني وليس شُرَطِي لمنزل المضيفة ووجدت هناك فتاة شبرا فطلبت منها أن ترتدي ملابسها وتخرج معها للتنزه، لكن الفتاة رفضت لأنها لا تخرج مع غريب، فاضطرت فتحية للكشف عن شخصيتها، وبعد بضعة دقائق كانت الفتاة في مكتب حماية الأحداث.
كان أفراد التحقيق من الشرطة النسائية هن فتحية خليفة وفاطمة غزال ونبيل الرفاعي وقلبية الرفاعي وعطيات صالح، واكتشفن أن ظروف المنزل دفعن فتاة شبرا للهرب منه، فالأب قاسي والأم مثله ولم تجد الفتاة صدرًا حنونًا في البيت تشكو له همومها ومتاعبها حتى تعرف على سيدة طيبة القلب وأحست أنها بمثابة أم لها، ومع ازدياد القسوة في البيت هربت وظلت بعيدة عن المنزل طيلة 5 أيام.
استدعى رئيس مكتب حماية أحداث القاهرة والد الفتاة ووالدتها وكتب عليهما تعهد بحسن معاملة ابنتهما، وفور حل لغز اختفاء فتاة شبرا طالبت الدكتورة حكمت أبو زيد وزيرة الشئون الاجتماعية من اللواء عبدالعظيم فهمي وزير الداخلية تزويد جهاز الشرطة النسائية بعدد أكبر حيث وصل مجموع أفراد الشرطة النسائية سنة 1964 22 ضابطة.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال