بالصور محررة الميزان عن قطع الأشجار .. السبوبة للكل والمواطن أحيانًا مستفيد أو مشارك
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
حاولت طيلة الأيام الماضية أن أكتشف الأسباب التي تدعو لـ قطع الأشجار في مصر رغم استياء حشد لا يمكن تجاهله من المواطنين، ولم تكن الرحلة سهلة أبدًا فلا توجد شجرة محصنة من القطع سواء كانت معمرة أو في مدن جديدة لم يكن من المتوقع إزالتها.
أولًا: أسباب قطع الأشجار في مصر
تعددت الأسباب حول قطع الأشجار في مصر، إما للمصلحة العامة كتوسعة الطرق في بعض المدن الجديدة كـ«الشروق والتجمع الخامس» التابع لجهاز مدينة القاهرة الجديدة .
وبعض الأحياء العريقة في مصر، كـ«حي الزمالك والعجوزة» ، وبعض الطرقات مثل طريق أبو صير الهرم ، أو لتبطين الترع في بعض قرى مصر، أو لحجبها الرؤية ووصول شكاوى من مواطنين متضررين للحي.
منطقة الشروق والتجمع
لم أكن أتخيل أن يصل قطع الأشجار المدن الجديدة مثل الشروق والتجمع الخامس إلا أنني فوجئت بقطع أشجار لم يتجاوز عمرها ٨ ،٩ سنوات ووفق ما أخبرني به مهندسو الأحياء أن الهدف من قطع الأشجار هو توسعة الطريق الذي لم أجد أنه بحاجة لتوسعة من الأساس غير أن المختصين أكدوا أن التوسعة لم تتجاوز متر واحد .
وتوضح الصور إزالة أشجار حديثة وغرس شتلات بدلًا عنها.
و قال لي مهندس مسئول عن أحد أعمال التطوير إن المساحة المزروعة بعد أعمال الرصف تقلصت إضافة إلى تواضع جودة النباتات المزروعة وعدم مناسبتها للبيئة والاستخدام .
في حي مصر الجديدة
كانت إزالة الأشجار حتمية لإنجاز أعمال التوسعة وشبكة المحاور الجديدة ومع تصاعد غضب بعض المواطنين زادت المطالبات بنقل الأشجار دون التخلص منها نهائيًا مدفوعين بالارتباط بهوية الحي نفسه وبتقدير للأثر الإيجابي البيئي الكبير الناتج عن وجود الأشجار بشكل عام إلا أن الحي واصل ذبح الأشجار كما كان يطلق المعترضون على عمليات الإزالة.
ولم يصدر عن مجلس الوزراء سوا فيديو واحد لعملية نقل شجرة معمرة بجذورها ولم نستدل على تلك الشجرة كما لم نشهد أي عملية نقل أخرى لا عبر صفحة مجلس الوزراء بمواقع التواصل الاجتماعي ولا في الواقع عندما هرعنا حينها لتصوير أي أثر لنقل الأشجار المعمرة، ويمكن القول إنه تم اقتطاع مساحات خضراء في احياء مصر تقدر بـ50 ملعب كرة قدم بحسب إحصائيات ذكرتها وزارة البيئة نفسها، و أقرت وزارة البيئة نفسها أنها ستعوض تلك الفقد بزراعة 100 فدان أشجار موزعة على كافة الأماكن التي اقتلعت أشجارها على أن تكون من الأنواع التي تستهلك كمية ماء قليلة.
طريق أبو صير
على طريق أبو صير فالأمر مختلف تماما، حيث قام أهالي المنطقة بعملية قطع عشوائي لأشجار تخطى عمرها 100 عام، في تحد واضح للدولة بعد أن أصدرت الأخيرة قرارا بوقف قطع الأشجار وتغريم أهالي المنطقة مبالغ مالية.
بعد هذا القرار من البيئة أعاد الأهالي الأمر من جديد واقتلعوا تلك الأشجار من جذورها محملين آياه على عربات ضخمة في وضح النهار، ليستفيدو من أسعارها، بغرض الفحم والتي تصل سعرها إلى 10 آلاف جنيه لسعر المكمورة الواحدة.
أما اقتلاع الأشجار لغرض تبطين الترع
ومن الأمور التي يقتلع من أجلها الأشجار لا سيما الأشجار المعمرة، هو مشروع تبطين الترع والمصارف في قرى مصر، وتحويل أرضيات الترع لكتل خرسانية بدلا من الطمي كترعة سبرباي التابعة لمحافظة الغربية.
وتتولى كراكات وزارة الري هناك عملية اقتلاع تلك الأشجار على حافة الترع، في مشهد إبادة لأشجار يرجع عمرها لأكثر من خمسون عاما، مثل شجر الجميز والمانجو والتوت وغيرها من الأشجار المثمرة المنتشرة في ريف مصر .
وبرغم تصريحات وزارة البيئة حول زراعة 100 فدان من الأشجار في الأماكن التي تم اقتلاعها منذ 2018، إلا أن البيئة أو المسؤولون عموما عن تعويض المساحات الخضراء لم يقوموا بزراعة أي شيء منذ عامين، حتى في المدن الجديدة كانت زراعة بعض الشتلات الضعيفة الصغيرة.
يمكن القول إنه ليس تشجير من الأساس كما هو موضح بالصور .
كيف تتم عملية قطع الأشجار .
تلك المساحات الكبيرة التي تُقطع من الأشجار، توزع بين « مقاولين» عن طريق الوحدات المحلية والأحياء، وبعد القطع يكون مصير تلك الأشجار أربعة أماكن .
1- استخدامها في الفحم
2- استخدامها في أعمال البناء
3- صناعة الأخشاب
4- أو تُحرق في أماكن القمامة
وفي مقابلة الميزان لصاحب «مفحم » بين لنا كيف يجلب تلك الأشجار، يقول« ندخل مزادات تنظمها الوحدة المحلية ثم نذهب إلى مكان الشجر و نقتلعه، ثم نكمره بشكل معين لحرقه ونحصل على الفحم، كالمزادت التي يجريها الري أو هيئة الطرق أو أي جهة تتبع اليها الأشجار ولا يتم التعامل على الأشجار غير بانعقاد المزادات والترسية علآ أحد المشاركين
و أضاف« أن تلك الأشجار المستخدمة في الفحم ليس من الوحدات المحلية فقط، من الممكن أن نحصل عليها عن طريق بعض الاهالي، أو بعض موظفي الكهرباء او الوحدة المحلية بالتراضي».
وعن الأشجار المثمرة: يقول إن نوع الفحم المصنوع من أشجار الفاكهة أعلى سعرا من أشجار الكافور وغيرها، ونحصل عليه من خلال الاهالي، أو بعض المدارس التي يُزرع فيها هذا النوع من الأشجار.
وفي سياق متصل قال أحد المهندسين المسؤولين عن عملية تطوير الطرق في المدن الجديدة أن عملية اقتلاع الأشجار تتم عن طريق كركات ولوادر الشركة والحي أو عن طريق أحد المقاولين المتخصصين في عمليات قطع الأشجار، ويكون مصيرها إما مقالب الزبالة لأنها أشجار صغيرة في العمر لا يتعدى عمرها 4 أو 6 سنوات بقطر ٥ بوصة في المدن الجديدة، أو نستخدمها في المونة بشكل معين واستخدامها في مواد البناء .
أما في مجال البناء والمقاولات فقد صرح مهندس آخر من مهندسي الحي أن أن الأخشاب المعمرة ذات الصلابة تستخدم كحاملات أوزان في مواقع البناء، و تستخدم أحيانا في تشكيل القوالب الخرسانية، أو كـ«عروق» لتسقيف الأسطح المؤقتة، وفي حال كان نوع الأخشاب ضعيف يفرم في خلاطة المونة ويستخدم في خليط في البناء.
من جهتي حاولت مرارًا وتكرارًا التواصل مع وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد لسؤالها عن الأثر البيئي المترتب عن حجم خسارة المساحة الخضراء إضافةً إلى آلية تعويضه غير أنها لم تجيب على الاتصالات ولا الرسائل
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال