جورج وسعيد .. اختصار جمال الشعب المصري في قصة صنعها جيشها
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
جورج وسعيد نقيبان من دفعة واحدة، عند اصابة النقيب جورج في العمليات في سيناء خاف من ابلاغ والدته وطلب من سعيد أن يخبر والدته هو لتهرع والدة سعيد إلى المستشفى العسكري لترافق جورج في اصابته.
تسألها الممرضة من تكون؟ تخبرها بأنها والدة المصاب
تبدي الممرضة امتعاضها وترد “إزاي بس حصرتك محجبة؟”
فترد المرأة المصرية الأصيلة ببساطة : “كلهم أولادي”.
حب الدفعة في الكلية الحربية يشبه صلة الدم، رباط مقدس لا يحله حتى الموت
بعد فترة يستشهد النقيب سعيد على رمال سيناء، ويحمل الخبر إلى والدته جورج الذي نعته سعيد يوما ما بأخيه الذي لم تنجبه أمه.
يحرل سعيد شهيدا وتبكي أمي الشهيد وولدها الذي لم تلده جورج على رحيله.
يعرف هؤلاء الرجال أنهم وهبوا أرواحهم لتلك الأرض، لا يخشون موتهم هم شخصيا لكن يوجعهم كثيرا موت الرفاق وأبناء الوحدة أو الدفعة، يتمنون مكانهم ويخيفهم فقط وجع الأمهات، ربما لن يدرك الإرهاب أبدا أن رصاصتهم لا تساوي شيئا لجورج أمام دموع أم سعيد.
وفي يوم الشهيد وحين صعدت والدة سعيد إلى المسرح ليكرمها الرئيس عبد الفتاح السيسي هي ووالد سعيد، طلبت منه أن يستدعي جورج ابنها الحي لأنه الذي تشم فيه رائحة الشهيد سعيد، ليحتضنها على المسرح في مشهد لن تراه سوى على تلك الأرض.
في مصر وعلى أرضها وفي جيشها اختلط الدمع بالعرق .. لا مجال لديانة أو فكرة، ليس هناك سوى خدمة الوطن وحبه.
لن يدركوا أبدا أن جيش مصر هو شعبها وشعب مصر هو جيشها
شخصيا بكيت عندما سمعت تلك القصة ، تمنيتها فيلما يراه الملايين ليعرفوا قوة نسيج الوحدة الوطنية المصري، تمنيت أن يرويها كل أب وأم لأبنائهما الصغار ليعرفوا أن حب مصر في حد ذاته ديانة
وليعرف العدو أنه أبدا على مثل ذلك الحب لن ينتصر.
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال