غسالة الأطباق .. اختراع أنقذ صاحبته من الجوع ورفضته النساء في البداية
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يبدو أن “الطقم الصيني” لا يعني الكثير والكثير للمرأة المصرية فقط؛ فقد كان هو السبب الأساسي الذي دفع جوسفين كوكراين إلى اختراع غسالة الأطباق.
في ليلة من الليالي وفي حفل عشاء تقيمه عائلة كوشراين، قام الخدم بغسل الأطباق الصيني التي كانت تملكها جوسفين وتعود إلى عام 1600 لكنهم كسروا بعض الأطباق ولم تكتشف جوسفين هذا إلا في الصباح عندما كانت تضعهم في مكانهم – المقدس – بالنسبة لها.
كان لكسر الصيني أثر سيء على جوسفين وقررت أنها لن تدع الخدم ينظفون طاقمها الصيني مجددًا ومن ذلك الوقت أصبح غسيل الأطباق مهمتها الخاصة.
وكأي امرأة كرهت جوسفين كوكراين غسيل الأطباق جدًا وفي ليلة وهي تغسل أطباقها بعد حفلة عشاء أخرى أخذت تفكر لماذا لم يخترع أحدهم آلة تغسل الأطباق بمفردها، وفي أثناء رحلة أخرى لغسيل الأطباق أخذت تفكر لماذا لا تخترع هي هذه الآلة؟
تركت جوسفين كوكراين غسيل الأطباق واتجهت إلى المكتبة لتفكر في هذه الآلة وفي خلال نصف ساعة كان لدى جوسفين الأساس لأول غسالة أطباق في التاريخ.
في ظل ما كانت جوسفين تفكر في تفاصيل اختراعها، تُوفي ويليام زوجها ليتركها مع الكثير من الديون وميراث يساوي 1,535.59 دولارًا فقط لا غير، مما جعل اختراع غسالة الأطباق مسألة حياة أو موت وليس للرفاهية فقط.
بسبب عدم معرفة جوسفين أي شيء عن علم الميكانيكا، أضطرت أن تلجيء للرجال لتنفيذ مشروعها، وللأسف لم يستمع الرجال لها وفضلوا أن يفعلوها على طرقهم التي فشلت وكلفت جوسفين الكثير من المال حتى تعاونت مع جورج بوترس وحصلت على براءة اختراع عام 1886.
عكس ما توقعت جوسفين لم تكن ربات المنزل زبائنها الأوائل، بل وحتى قلن إنهن لسن بحاجة لغسالة الأطباق تلك، فاتجهت جوسفين للفنادق وباعت أول غسالة أطباق لفندق بالمر في شيكاجو.
بعدها ذهبت لفندق شرمان في نفس الولاية وعلى حسب قولها فعلت أصعب شيء حيث اضطرت أن تمشي ردهة الفندق وحدها وهو أمر غير اعتيادي لسيدة في هذا الزمان ولجوسفين نفسها التي لم تذهب يومًا لمكان بدون أبيها أو زوجها وشعرت بأنها سوف تفقد وعيها مع كل خطوة لكنها لم تفعل ونجحت في أن تحصل على “طلبية” بـ800 دولار.
استطاعت جوسفين أن تقنع بعض المطاعم باستخدام غسالة الأطباق التي اخترعتها وأدى ذلك النجاح لأن تفتتح أول مصنع خاص بها وبعدها بدأت المستشفيات والجامعاتفي استخدام غسالة الأطباق لتلحق بهم ربات البيوت فيما بعد.
وبعد عمر طويل يناهز 74 عاما، توفت جوسفين في 1913 وكانت مازالت تبيع غسالة الأطباق بشكل شخصي عبر شركتها وفي عام 1916 تم شراء شركتها من قبل هوبارت التي أصبحت “كيتشين-أيد” التي نعرفها في يومنا هذا.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال