العضو
-
هند مختار
كاتب نجم جديد
منذ أن تشكل وعيي في هذه المنطقة من العالم، وأنا لا أعلم ما كل هذا الهوس بالحفاظ على عضوي الأنثوي؟، ولماذا تم اختزالي في مجرد عضو؟ وكأن باقي أعضائي ليست في حاجة لحماية ورعاية؟
منذ أن هل علينا شهر مارس، شهر المرأة في العالم ومصر، وتطالعنا الأخبار بشكل عن جرائم بشعة ضد الأنثى، بدون استثناء لسن، أو حالة اجتماعية..
كان الحادث الأكثر بشاعة، هو محاولة هتك عرض طفلة صغيرة، من رجل يبدو عليه أنه من الشخصيات الناجحة مكتملة الرجولة، صفحته على الfacebook عليها صورته في ملابس الإحرام، وكلها أدعية دينية، مما يوحي بالتدين والورع الشديد..
على الرغم من تصويرة أثناء ارتكابه لجريمته، إلا أنه وجد من يدافع عنه، بحجة حماية أسرته من الفضيحة والستر، في حين لم يهتم أحدا من المدافعين عن الستر، بما فعل بضحياه، فهن مجرد أطفال، ينتمين لجنس النساء..
تلى هذه الحادثة البشعة، حادثا أبشع، وهو إلقاء سيدة من الدور السادس، وعلى الرغم من تعدد الأقوال حول أسباب الحادثة، إلا أن كل الأقوال تؤكد عل اضطهاد شديد للمرأة، ففي البداية كان الحديث عن أنها استقبلت رجلا في منزلها، وكان يجب أن تتم حماية عضوها المقدس من الخطيئة، فعضوها التناسلي ليس ملكها، وفي الرواية النهائية أن الفاعلين أرادوا استغلالها بتصويرها عارية، لابتزازها لطرها من الشقة، وحينما صرخت ألقوا بها من الشرفة، وافتعلوا قصة الرجل الغريب ظنا منهم أن ستنجيهم..
لن أعدد باقي الحوادث لأنها كلها تدور حول عضو المرأة التناسلي، أغلب ذكور المجتمع لا هم لهم إلا عضو المرأة، وأغلب نساءه أيضا، فأنا لا أعفي النساء من المسئولية..
لو جردنا الحديث عن المرأة ومشاكلها من كل الظروف والملابسات الاجتماعية، سنجد أن الأمر كله يدور حول الجنس وحقها في ممارسة الجنس، وكيف أن المجتمع قرر أن يكون وليها في هذا الشأن، والمتحكم الآمر فيه، فأي فعل تحاول المرأة أن تقوم به منفردة، في نظر الجميع، هو محاولة منها لممارسة الجنس، لذلك يجب أن نحميها من الخطيئة..
ليس للمرأة أن تمارس حقها في الخطأ، هذا الحق الإلهي الذي منحه الله لكل البشر، يمارس الرجل الجنس خارج إطار العلاقات الشرعية والقانونية، فيكون ربه غفورا رحيما أما رب المرأة فهو شديد العقاب..
تتم محاسبة المرأة من الجميع تحت دعوات، الغيرة على الشرف، (وأننا لسنا بقرون) والحفاظ على شرف المنطقة، بمبررات أصل لها المجتمع من خلال وسائل الإعلام والدراما..
أي امرأة بمفردها سواء كانت طفلة، أو شابة، أو ناضجة، بالضرورة ذاهبة لموعد جنسي، أية امرأة تعود لمنزلها متأخرة، آتيه من موعد جنسي، فيكون الكل طامعا فيها، الحجة المعلنة أننا نرفض الخطأ، أما المستترة لماذا الغريب( هو احنا قصرنا في حاجة)..
أعزائي الذكور ارفعوا وصياتكم عن عضوي الأنثوي، فأنا من سأحاسب عليه، لا أنتم..
الكاتب
-
هند مختار
كاتب نجم جديد