كيف أصل المفكر المصري حسن حنفي لعلم الاستغراب؟!
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
المفكر المصري حسن حنفي، من المفكرين الحداثيين ولد في القاهرة سنة 1935م و تخصص في الفلسفة، ثم سافر إلى فرنسا وأكمل الدكتوراه هنالك في جامعة السوربون العريقة ، عمل مستشارا علميا في جامعة الأمم المتحدة في طوكيو في ثمانينيات القرن الماضي، وأيضا ترأس قسم الفلسفة في جامعة القاهرة .
افكار حسن حنفي
يقول « حنفي» في أحد لقاءاته أنه انتمى في بدايات حياته في مرحلة الثانوية تحديدا إلى جماعة الإخوان المسلمين بل إن المرشد مهدي عاكف كان زميله في الدراسة، ومن بين أبرز تلامذته كما يقول هو المفكر المصري الراحل الدكتور نصر حامد أبو زيد.
إخواني شيوعي
يشير « حنفي» أن ملفه الأمني في وزارة الداخلية معنون تحت عنوان « إخواني، وشيوعي» في وقت واحد لعل ذلك مرتبط باليسار الإسلامي المنبثق بأفكار المفكر كما سنتناولها خلال السطور التالية .
مؤلفات حسن حنفي
ترك « حنفي» عددا كبيرا من المؤلفات المهمة من بينها كتاب «العقيدة إلى الثورة» ويقع في خمس مجلدات، في هذا الكتاب بَحَث « حنفي» الأصول العقائدية( التوحيد، النبوة، الإمامة..الخ) لكن هذه الأصول العقائدية بحثها بحثا اجتماعيا، قال :«هذه العقائد لو فُعلت في الأمة لأوجدت، ثورة في الأمة ، لكننا قرأناها قراءة تجريدية فلم تؤثر في واقعنا، مع أنه ينبغي قراءتها قراءة اجتماعية لا قراءة تجريدية نظرية» ،و من كتبه الأساسية المهمة أيضا كتابه «علم الاستغراب» و يقع في 1000 صفحة، فمثلا يقول الغربيون أن من أهم أعمالهم التي استطاعوا أن يسيطروا على دولنا وثقافتنا و يغيروها هو ذاك العلم علم « الاستشراق» ، و لهذا نجد أن الحرب الأصلية التي يشنها الغرب علينا هي في الأصل حرب فكرية ثقافية حرب لتغير مبانينا الأخلاقية وقيمنا، فكيف استطاعوا ذلك، لأنهم جاءوا و عرفوا أين نقاط القوة ونقاط الضعف نقاط القوة أخذوها من أيدينا ونقاط الضعف قوها لديهم .
وإذا أردنا أن نجابه الغرب علينا أن نُنشأ علم يسمى علم «الاستغراب» ، فلابد أن نذهب و نقرأهم جيدا ،فهم يمتلكون نقاط ضعف كما لدينا.
فكر حسن حنفي
و هناك تميمتين مسيطرتان على فكر «حنفي»؛ تيمة اليسار الإسلامي، وتيمة الاستغراب ، فالنسبة لليسار الإسلامي يقول: «في داخل الساحة الإسلامية هناك يمين إسلامي، وهنالك يسار إسلامي ورغم أنه صراع فكري بين الطرفين إلا أنهما شكلان طبقتين اجتماعيتين، أو هما و صفان اجتماعيان، تحاول كل طبقة أن تدافع عن حقوقها من خلال تفسير الدين لصالحها، وطبقة اليمين طبعا هي الطبقة المسيطرة التي تحاول أن تسيطر على الطبقة الأخرى من خلال تفسير النصوص لما يخدم صالحها، أما عن اليسار الإسلامي الذي ينتمي له حنفي فهو محاول لإعادة تفسير الدين لصالح الطبقة المظلومة أو الطبقة التي تم استغلالها من الطبقة المسيطرة، كما أن اليسار الإسلامي من وجهة نظر «حنفي» يبحث في البنية الإسلامية من منظور تراثي .
قضية الاستغراب
أما بالنسبة للاستغراب، فهو نقيض الاستشراق و المعادل الموضوعي له، فالاستغراب هو الوجه الاخر من الاستشراق، إذا الاستغراب دراسة الغرب من جهة الغربيين، ويحس «حنفي» الشرقيين لدراسة الغرب كما فعل الغرب و استشرق.
أراد « حنفي» أن يؤصل لفكرة الاستغراب كما صنع في كتابه المهم «الاستغراب» وحاول أن يبرز ذاتنا الشرقية في موضوع مقابل للدراسة ألا وهو الاستشراق، ربما لم يكن حنفي أول من كتب في ذلك الأمر فقد سبقه مثلا الإمام رفاعة الطهطاوي في كتابه تخليص الإبريز في تلخيص باريز وغيره، لكن هو أصل لذلك بشكل منهجي واضح .
حسن حنفي يوضح الفرق بين الاستشراق والاستغراب .
الاستشراق دائما أو غاليا مرتبطا بالمادة الاستعمارية الغربية بينما الاستغراب هو ممارسة الأمم المهزومة لدفاع عن نفسها، فالفرق بين الوجهين مختلف تماما من حيث الأصل في الكشف عن علاقة الأنا لدى كل منهما .
ومن ناحية أخرى نرى أن الاستشراق كان مؤدلج بفترة القرن التاسع عشر حيث العنصرية والطبقية. الخ، بينما الاستغراب يؤسس لفكرة الدفاع الوطني والمنهج اللغوي فكأنه فرق في الغايات وفرق في المنهج، ويوضح « حنفي» أن الاستشراق قد مر بمراحل وفترات مختلفة، بينما الاستغراب مازال فتي.
ونقطة أخرى أن الاستشراق غير محايد! لماذا ؟! لأنه كان مرتبط بالاستعمار الغربي، ينظر للأنا المتضخمة عنده أعلى وأسمى عرقا وثقافة من الاخر الشرقية، بينما الاستغراب لا ينطبق من مساواة، كل ما هنالك أن الشرقي يأتي ويقول أنا مناظر و مساوٍ قوي بالنسبة للغربي، أي أنه محايد، هكذا برر حنفي للاستغراب وهكذا اصل له في كتابه الاستغراب .
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال