سؤال كل رمضان .. هل هناك شيء اسمه وجوب قضاء صلاة التراويح لمن لم يصليها ؟
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
تبدو فكرة قضاء صلاة التراويح مسألة تشغل من لم يؤديها لأعذار متعلقة بالعمل ونحو ذلك، وذلك لما تمثله من قيمة وفضل جاء ذكرهم في الحديث النبوي الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة، فيقول: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.
لماذا اسمها صلاة التراويح ؟
لغويًا فإن التراويح جمع لكلمة ترويحة المشتقة من كلمة الاستراحة وذكر علماء اللغة أن صلاة التراويح سميت بهذا نتيجة الجلسة التي بعد أربع ركعات في ليالي رمضان بالترويحة للاستراحة، ثم سميت كل أربع ركعات ترويحة مجازًا، وسميت هذه الصلاة بالتراويح؛ لأنهم كانوا يطيلون القيام فيها ويجلسون بعد كل أربع ركعات للاستراحة.
قضاء صلاة التراويح
زخرت كتب الفقه بتناول حكم قضاء صلاة التراويح إذا فاتت المسلم عن وقتها وظل لم يؤديها حتى مطلع الفجر.
نصت دار الإفتاء المصرية أن قضاء التراويح حكمه الندب لا الوجوب ودليل ذلك ما رواه بن حبان من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا لم يصل من الليل؛ منعه عن ذلك النوم أو غلبته عيناه، صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة”.
اقرأ أيضًا
“فقه كوفيد 19” فتاوى كورونا في مصر بخط زمني منذ بداية الجائحة
أما أقوال المذاهب الأربعة في المسألة فيمكن عنصرتها بأن الأحناف والحنابلة رأوا أنها صلاة لا تقضى؛ لأنها ليست بآكد من سنة المغرب والعشاء، وتلك لا تقضى، فكذلك هذه، كما أن قضاها كانت نفلًا مستحبًّا لا تراويح كرواتب الليل؛ لأنها منها، والقضاء عندهم من خواص الفرض وسنة الفجر بشرطها.
وذكر بن عابدين في كتاب الدر المختار مقولة ” قيل: يقضيها وحده ما لم يدخل وقت تراويح أخرى، وقيل: ما لم يمض الشهر”، ومعنى ذلك أن من لم يؤد التراويح في وقتها فإنه يقضيها وحده ما لم يدخل وقت تراويح أخرى، وقيل: ما لم يمض الشهر.
أما علماء الشافعية فذكروا أنه لو فات النفل المؤقت فإن قضاؤه مندوب وعلى ذلك نص الخطيب الشربيني في كتاب مغني المحتاج حيث قال “ولو فات النفل المؤقت سنت الجماعة فيه؛ كصلاة العيد، أو لا؛ كصلاة الضحى (ندب قضاؤه في الأظهر)؛ لحديث “الصحيحين”: «من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها»، ولأنه صلى الله عليه وآله وسلم “قضى ركعتي الفجر لما نام في الوادي عن صلاة الصبح إلى أن طلعت الشمس” رواه أبو داود بإسناد صحيح، وفي “مسلم” نحوه: “وقضى ركعتي سنة الظهر المتأخرة بعد العصر” رواه الشيخان، ولأنها صلاة مؤقتة فقضيت كالفرائض، وسواء السفر والحضر كما صرح به ابن المقري وفق ما ذكرته لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
الكاتب
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال