مسيرة مؤلف أغنية مصر لم تنم .. كتبها لنصر أكتوبر ووُصِفَت بأنها صوت المحروسة
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أبدع مؤلف أغنية مصر لم تنم في وصف حالة المحروسة التي صدح بها صوت المطربة ريهام عبدالحكيم في حفل موكب المومياوات الملكية.
الأغنية التي أدتها المطربة ريهام عبدالحكيم سنة 2021 في حفل موكب المومياوات الملكية سبق وأن غناها محرم فؤاد سنة 1973 لنصر أكتوبر.
الشاعر فتحي سعيد .. مؤلف أغنية مصر لم تنم
وراء هذه القصيدة الجميلة الشاعر فتحي سعيد أحد شعراء مصر في فترة الستينيات والذي ولد في 12 يوليو سنة 1932 في مركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة.
اقرأ أيضًا
موسيقى حفل المومياوات الملكية كاملة mp3 “استمع إليها وتعرف على صناعها”
كانت أسرة الشاعر فتحي سعيد لها ميول علمي وأدبي، فوالده كان أحد مدرسي اللغة العربية في قطاع دمنهور التعليمي، وساهم الأب في تغذية الروح الشعرية للشاب فتحي، فنهل منه كثيرًا حتى نال بكالوريوس الخدمة الإجتماعية من جامعة الإسكندرية.
أول مهنة عمل بها مؤلف أغنية مصر لم تنم كانت أخصائي إجتماعي ثم موجه عام 1960 وجمع بين مهنة التوجيه والصحافة حيث عمل في جريدة الجمهورية عام 1960 م، كما كان أبرز المساهمين في حركة الثقافة الجماهيرية بمسقط رأسه عام 1970 م لمدة عامين.
اقرأ أيضًا
“القائمة كاملة” أسماء فنانين حفل المومياوات الملكية موسيقيًا وأثريًا
فتحت الصحافة أبوابها للشاعر فتحي سعيد فصار محررًا بمجلة الإذاعة والتلفزيون سنة 1972 م، ثم تولى عضوية مجلس إدارة المجلة سنة 1977، ليصبح نائب رئيس تحرير المجلة عام 1985 م وبعدها صار رئيس تحرير مجلة الشعر التي أصدرها إتحاد الإذاعة والتلفزيون سنة 1987 م.
الإنتاج الشعري والفكري لفتحي سعيد
قال الدكتور سيد حامد النساج عن الشاعر فتحي سعيد أنه بدأ كتابة الشعر أواخر الخمسينيات وبدأت دواوينه تظهر مع بعض الدراسات الأدبية سنة 1966 م، وهذا يدل على أن فتحي سعيد يهتم بالدراسات الأدبية والنقدية إلى جانب حبه للشعر، وهو واحد من دعاة التجديد في الشعر العربي الحديث، ومعظم كتاباته على النمط التجديدي، ولكنه لم يكتب من منطلق التجديد فقط، بل كان يكتب من حبه للتراث العربي بثقافة معمقة، وكان يعرف أصول الشعر التقليدي الأصيل ومنه قام بالتجديد في الشعر.
للشاعر فتحي سعيد إنتاج شعري ونثري كبير، فقد وضع قصائد أبرزها «أوراق الفجر، مصر لم تنم، مسافر إلى الأبد، بعض هذا العقيق، رباعيات السلوم، أندلسيات مصرية»، ونالت قصائده اهتمامًا كبيرًا حيث تمت ترجمتها إلى عدد من اللغات مثل الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، واليونانية، والإيطالية.
إلى جانب القصائد وضع مسرحية شعرية بعنوان الفلاح الفصيح، وعددًا من الدراسات النثرية مثل شوقي أمير الشعراء لماذا ؟، ومحمود أبو الوفا رحلة الشعر والذكريات، والسفر على جواد الشعر.
لم تكن قصيدة مصر لم تنم هي الأغنية الوحيدة التي تم غناءها له بصوت ريهام عبدالحكيم ومن قبلها محرم فؤاد، فقد غنت له فايزة أحمد أغنية أحبه كثيرًا، وغنى له محمد قنديل أغنية أتحداك، بينما غنت له فدوى عبيد قصيدة لا تكابر».
نال الشاعر فتحي سعيد عددًا من الجوائز كان أولها سنة 1959 في مسابقة الشعراء الشبان، ثم نال جائزة الأغنية العاطفية سنة 1970 عن أغنية فايزة أحمد، ونال أيضًا الجائزة الأولى لأغاني المعركة عام 1973 عن أغنية مصر لم تنم، ونال جائزة الدولة التشجيعية مرتين، كما حاز على وسام الفنون من الطبقة الأولى عام 1980 م.
وقد اهتمت بشعره جيهان السادات لدرجة أنها أرسلت له خصيصًا خطابًا تهنئة بفوزه بجائزة الدولة التشجيعية قالت له فيه «وجدت في دواوينك أصوات مصر حين تحب فيحلو قولها ويتناغم موسيقى عذبة شفافة وحين ترضى فتنبعث القول هينًا سلسًا وحين تغضب فتهدر في نغم متدفق»، ورحل عن عالمنا في 18 يناير سنة 1989 م.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال