مونيكا حنا ١٠ : خالد فهمي ٠ .. يا خسارة
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كنت متحمسا للغاية لهذا اللقاء الذي يجمع خالد فهمي أهم مؤرخ مصري للعصر الحديث مع مونيكا حنا أهم مختصة أثرية في مصر لكنني صدمت للغاية بما شاهدت، سيدة مصرية تعمل على أرض الواقع تطرح معطيات منطقية وعملية ورجل يبدو وكأنه لا يعرف مصر ولا المصريين، فقط هو مهتم بتصدير موقف سياسي معارض حتى لو كان بالخطأ، الرجل حتى – خالد فهمي – غير معني بمصداقيته كمؤرخ.
تتحدث مونيكا حنا عن خريجي كليات الأثار وعن المتاحف بينما يصر الرجل على مقارنة ميدان التحرير بميادين أوروبية من حق الزائرين زيارتها لأنه لا يعرف أن المصريين يتجولون في ميدان التحرير حول المسلة ويلتقطون صورا مع الكباش الأربعة، تبدو مونيكا مهتمة بمصير الكباش المنحوتة من الحجر الرملي التي قد لا تحتمل التلوث لكن خالد فهمي يبدو مشغولا باتهام الحكومة المصري بأي شيء، لا تهمه الكباش فقط يهمه اثبات وجهة نظره.
يتحدث خالد فهمي بتحذلق رهيب عن جاره الذي سأله عن تغيبه عن اجتماعات الحي لرغبتهم في تغيير خط أوتوبيس بينما القاهريون عاجزون عن ابداء رغبتهم فيما يحدث في مدينتهم، تخبره مونيكا أن أهل مصر الجديدة منعوا كوبري كنيسة البازيليك، وأزيد عليها من الشعر بيتا أن أهل الزمالك منعوا الساقية الدوارة لكنه أصم لا يسمع ولا يرى ربما لأنه غالبا لم يزر القاهرة منذ ١٠ سنوات.
يتحدث المؤرخ خالد فهمي عن تأريخه للعنصر الطبي في مصر ويتجاهل تماما انتصار مصر على فيروس سي مما يجعلني أعيد قراءاتي له بناء على إدراكي أن للرجل أجندة ما تنم عن انحياز واضح لا يليق بتأريخ أي مرحلة لأي دولة لكن الأكثر اضحاكا أن يضطر في نهاية اللقاء للحديث عن نقل الملك فؤاد للمومياوات المصرية من ضريح سعد غيرة من سعد زغلول وشبحه متهما الدولة المصرية بأشنع الألفاظ دون الإشارة لرابط بين هذا النقل وحفل نقل المومياوات المصرية لمتحف الحضارة الذي أشاد به العالم بأجمعه وأعتبره الأثريون أعظم حدث تسويقي في تاريخ مصر.
تتحدث مونيكا دائما عن الواقع عن ما حدث وعن فائدته وحتى عن عيوبه، عما نملك وما ينقصنا، لكنه حريص على طرح انتمائه السياسي وتصديره بعيدا عما يحدث، بل وتطويع كل شيء للاتهام والسباب بلا حسنة واحدة قد تعطيه مصداقية من يزن ويعرف قيمة ما يزنه.
حتى تلك الإشارة الرخيصة لأنه رجل وهي سيدة هو مسلم وهي مسيحية بدت مقززة ومفتعلة للغاية يحاول بها التأثير عليها
في الحقيقة بدا خالد فهمي الذي ظننته كبيرا قزما موتورا يهتف دون علم أمام سيدة مصرية معارضة لكنها “حقانية” تعرف جيدا قيمة ما حدث.
ويا خسارة على “اللي كنا فاكرينهم حلوين”
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال