الحلقة 4 من مسلسل النمر .. إشكالية الاعتماد على مدرسة إنت بتستعماني يا هرم في تطوير الدراما
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
بداية الحلقة 4 من مسلسل النمر تأكيد على فتح خط الجماعة الجهادية، وعلى شوية معلومات عن “نوح/كرم/رجب” زي إن اسمه الحقيقي سليمان وإنه مواليد 90 ومستخرج البطاقة دي من السيدة زينب، ده طبعًا على أفتراض سلامة البطاقة.
اقرأ أيضًا
النمر وبراعة الاستهلال
الأحداث الجديدة في الحلقة 4 من مسلسل النمر بتبدأ بإيقاع هادي شكليًا إنما على مستوى عملية غزل العلاقات بين الشخصيات بيحصل تطوير للخيوط دي وتعقيدها وتوضيح لمراكز القوى وتراتبية العلاقات الاجتماعية بين مربع حيوي ومتقاطع.. الأخوان حلق ومرتاته الأتنين، ودي مفاتيح مهمة في أيد الكاتب والمخرج وباقي الفريق المسؤول عن صناعة العمل على تطوير الأحداث في المستقبل ومن ناحية تانية بتكون عمدان هيتشكل عليها جدارن مرجعية التلقي اللي عندنا كمشاهدين.
اقرأ أيضًا
كرم.. نوح.. رجب في مسلسل النمر .. هل من مزيد؟
العمل الدرامي مثلًا افتكس أن الأحداث تدور في غابة أفيالها من غير زلومة وبتبيض.. وأنا كمشاهد كملت فرجة، يبقى كده خلاص ده بقى الأمر الواقع في العالم التخيلي اللي أتفقنا على أن صناع العمل هيعملوه وإحنا هنتفرج عليها. فلما يظهر فيل بزلومة أو فيلة بتولد.. يبقى هنا أمر مش منطقي ومحتاج تبريره دراميًا.
اقرأ أيضًا
الحلقة الثالثة من مسلسل النمر .. طلع فيه مزيد بجد
الانتباه للنقطة دي أو التلقي في ضوء إدراكها بيخلينا نفرز المشاهد اللي مريحانا من اللي موترانا بدقة أكبر.. وغالبًا هتعلي قدرتنا على تحديد إيه سبب التوتر في المشاهد دي.
نطبق ده على مشهد لُقا “اللوكس” مع “حمبولي” على أسفلت الصاغة.. فنلاقي أن قشطة ينفع يطلع الجوز دول يعرفوا بعض ويتقابلوا بالشكل ده فتيجي صدفة العدو/الهدف المشترك.
كمان في مشهد التلميح أن “علي” هو حرامي الماس.. تعامل الشخصيات مع بعضها كان ماشي تمام مع الرسم الاجتماعي المطروح فعلًا، “علي” بيرصهم لخالد فبيوقفه عند حده.. إنما “فريدة” مكسورة فبينفش ريشه عليها. ده كلام منطقي جدًا في ظوء الثوابت المتفق عليها ضمنا، وهي أن “علي” ذكر وأمه قوية ومافيش ما يدينه مجتمعيًا على عكس “فريدة” الأنثى الحامل خارج إطار الزواج وأبوها “قليل الحيلة”.
أستمر التوفيق كمان في مشهد المأذون، كل حاجة في سياقها المنطقي تمام التمام، لدرجة أن تفصيلة بسيطة.. زي لحظة طرد “حسن” للشهود والمأذون من العوامة، في اللحظة دي “حسن” زق واحد شاهد من كتفه.. الحركة دي فعلًا تمشي مع شاهد مأجور من سكات إنما مع المأذون وارد تحصل مشكلة ولو بسيطة.
عجبني أوي أداء ولاء الشريف وخالد أنور في المشهد ده.
فيه مشاهد بتعتمد على ثوابت اتحطت في حلقات سابقة وكمان فيه مشاهد تانية بتحط أسس جديدة أو بتطور في ثوابت قديمة، عندنا من النوع التاني ده مشهد “عنتر الحلق” مع “عبير”.. المشهد ده بيفتح لنا زاوية جديدة نشوف منها “عبير” فبالتالي مستقبلًا هنفسر أي فعل جديد منها من كذا زاوية.
للأسف بقى فيه مشاهد أحداثها بتتعارض مع الجدار، تصرفات شخصيات مش متماشية مع الواقع المجتمعي المرسوم.. زي أن “حمبولي” يتهجم على بيت “شمس” وعلى الغريب اللي هي وقفت في وسط الصاغة وقالت إنه تحت جناحها، أزاي الموقف ده ما خلاش “ٍكلانس” الدهل ده يلوش بكلمتين لأ ده كمان هي تعرف وتسكت.. وقلبها مطاوعة بعد كده تتباهى بقدراتها على معرفة كل صغيرة وكبيرة في المنطقة.. والأدهى أن “نوح” يندهش إنها عرفت ويأمن على سيطرتها.
التفصيلة اللامنطقية البسيطة دي حصل على أساسها تصعيد في عداء “حمبولي” ناحية “نوح” فيهتم يتحالف مع “اللوكس”..ولما تتحط جنب تفصيلة لا معقولة برضه وهي أن الموبايل يكون مفتوح كده فنلاقي “نوح” بقى معاه تليفون “حبولي” وأول خيراته رقم “اللوكس”، تطور في العلاقات وزيادة في معطيات إيجابية للشخصية الرئيسية متمثلة في مصدر معلومات “الموبايل”.. كل ده اتبنى على أحداث مش متوافقة مع الواقع الدرامي.
لما نروح بقى لسرقة الماس هنلاقي التعامل كان غرائبي شويتين، مبدئيًا فيه مشكلة في حوار الشيمي وشركاه.. كرروا كلامهم كذا مرة، بس المشكلة الأهم أن واحد زي “الشيمي” بيراجع ورا ابنه.. على حد قولُه؛ مايشكش للحظة في حد من التلاتة اللي عارفين مكان المسروقات. خصوصًا وأن جرس الإنذار ماشتغلش.. يعني نسبة الشك في تعاون داخلي أكبر.
كمان اتصال “خالد” بالشرطة عجيب أخر حاجة، منين بيدي درس لأخته في التعامل السليم خلال هذه المواقف ومنين يرجع يعمل الاتصال ده منه لنفسه ويخرج معاهم كأنه مش عارف حاجة، والأعجب إنها عدت عادي برضه على الجميع.
مشهد عرض الرسومات الهندسية للمول في الحلقة 4 من مسلسل النمر فيه أخطاء من نوع تاني بس برضه مُربك، “الحلق” بيطلب تغيير أماكن العواميد.. يعني بيغير التصميم، وقشطة المهندسة بتوافق عادي و”الشيمي” بيبارك الفكرة عادي برضك. التضارب المربك ده بين الأحداث وبين القواعد المتفق عليها للعبة بيعمل حالة عند المشاهد ماتتوصفش بالكلام.
كمان مشاكل الحوار قادرة تعمل حالة إرباك شبيهة، زي مشهد الفرش لشخصية “عامر العقاد”.. الشخصية أتقدمت كويس صحيح الحوار مش سلس ومنطقي كده، مجموعة معطيات بتوصلني بس مش بشكل إنسيابي، أعتقد جُمل “نصر” كانت محتاجة تكون فيها معارضة أوضح من كده شوية للحظات حتى. قبل ما يقلب ويقضيها ترديد لكلام “الشيمي”.
المُشاهدين بقى أنواع:
- نوع من فصيلة الناس الموجودة في الملعب.
- نوع من فصيلة الناس اللي ضحكت.
- فيه كمان نوع هيعطل.. هيحسوا بحاجة مش مُريحة.. بس مش قادرين يحددوا إيه هي.
النوع التالت هو سبب تعريفي ليها بالمشاهد المُقلقة أو مشاهد مش مُريحَة.
صحيح الأخطاء الحلقة دي كتير ومبايخة، بس برضك الحدوتة عمالة تحلو.. علاقات بتتعقد وأسئلة بتتنطور، تعامل “فريدة” مع كارثة الحمل.. مين “عبير” دي وإيه حكايتها؟، صحيح ماظهرش وش جديد لـ”نوح” بس كمان ملف الجماعات لسه ماتفتحش ويادوب حدوتة “رجب” قيد التحميل.
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال