همتك نعدل الكفة
812   مشاهدة  

“تشينغ شي”.. العاهرة التي قادت أقوى أسطول قراصنة في التاريخ

تشينغ شي


 

أحيانًا تجبرنا الظروف الحياتية القاسية على سلك دروب وطرق صعبة، ولكن ما أن تأتي فرصة للتغير فيجب التمسك بها بكل قوة، مثلما فعلت الصينية “تشينغ شي”، التي أجبرتها ظروف الحياة والدنيا على العمل في مجال الدعارة، وذلك لتتمكن من سد رمقها وتوفير الطعام لأسرتها، وعانت كثيرًا من نبذ المجتمع لها، ومعاملتها على أنها سلعة رخيصة ليس لها أي قيمة في الحياة، ولكن تغير كل ذلك عندما رآها القرصان الثري ” زانغ يي”، الذي كان يملك مجموعة سفن يُطلق عليها اسم (أسطول الراية الحمراء)، ووقع في غرام تشينغ وأصبح أسيرًا لجمالها الخلاب، وطلب الزواج منها، واستغلت تشينغ تلك الفرصة جيدًا، وطالبته بمنحها نصف الغنائم التي يجنيها من مهاجمة السفن الأخرى، وأن يكون لها نفوذ في الأسطول البحري، ونفذ لها زانغ كل ما طلبته وتزوجا، وبدأت عهد جديد تمامًا مليء بالقوة والنفوذ والأموال بعد الزواج.

أسطول الراية الحمراء بقيادة تشينغ شي

كان حجم أسطول الراية الحمرا مائتين سفينة فقط، ولكن بعد انضمام تشينغ شي لقيادة الأسطول، تجاوز عدد السفن العشرين ألف سفينة في فترة قليلة للغاية، واستمر في التضخم إلى أن اصبح ثمانون ألف سفينة في خلال ستة سنوات فقط، وتوفى زانغ بعدها وكان المفترض أن تتنحى تشينغ بعد وفاة زوجها حسب قانون القراصنة، ولكنها رفضت التنحي والتخلي عن قيادة الأسطول، وصارت هي أول سيدة تقود أسطول قراصنة في التاريخ.

تشينغ شي

كانت تشينغ ناجحة وحكيمة للغاية في قيادة الأسطول، ووضعت قوانين صارمة للغاية بشأن تقسيم الغنائم والأرباح، فكانت تقوم بتسجيل الغنائم أولًا ثم تترك قيمة 20٪ لطاقم السفينة المغتصبة، وتضع الثمانون بالمائة المتبقية في صندوق الغنائم، ويتم تقسيمها على بقية القراصنة بحصص متساوية، كما قامت بوضع قوانين تخص معاملة الأسرى، فكانت تحرص على معاملتهم باحترام شديد، خاصة الإناث منهم، اللاتي يتم تقسيمهن لقسمين، حسناوات المظهر وأولئك يتم بيعهن، وقليلات الجمال كن يحصلن على حريتهن فورًا.

المرأة المصرية: اللبؤة التي دنست عصورالتوك توك

كذلك قامت بوضع عدة قوانين تلزم القراصنة بالوفاء لزوجاتهم ومعاملتهم معاملة جيدة، وكان الاغتصاب والخيانة الزوجية يعدان من الكبائر عندها، ولا يمران دون عقاب على متن أسطولها.
تشينغ شي

الحكومة الصينية وخوفها من تشينغ

بسبب بطشها وصرامتها وأتباعها الأوفياء، كانت الحكومة الصينية تخشى من تشينغ بشدة، حيث كان أسطولها يستولي على عدد لا يحصى من السفن الصينية، والبرتغالية، والبريطانية وبعدها سفن عسكرية، وبسببها قامت الحكومة الصينية بإعطاء عفو لكل قرصان يرغب في ترك القرصنة، آملين أن تقوم تشينغ بالتخلي عن تلك الحياة وتترك أسطول الراية الحمراء، وقد وافقت على ذلك في نهاية المطاف، ولكنها تمكنت من التفاوض على صفقة جيدة، حيث مُنحت حق الإبقاء على كل ما جنته خلال سنواتها كقرصانه.

إقرأ أيضا
فوازير أم العريف لنيللي

تشينغ شي

وبعد ترك القرصنة، تزوجت تشينغ من نائبها في قيادة أسطول الراية الحمراء الذي يدعى تشانغ باو، ثم انتقلت إلى مدينة كانتون وقامت بافتتاح دار للقمار، وبقيت هناك إلى أن توفيت عام 1844م.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان