همتك نعدل الكفة
331   مشاهدة  

“فيرديانا” راهبة اغتصبها عمها.. وكيف تهكم بنويل على الأنبياء؟

فيرديانا


لويس بنويل هو حالة فريدة بذاتها في عالم صناعة السينما، وهو مؤسس السينما السريالية، وكان يعتمد في أفلامه على أسلوب النقد اللاذع، والهجاء الشديد لكل شيء مثل المجتمع، السياسة والثقافة البرجوازية، وحتى الدين والكنيسة الكاثوليكية والأنبياء، وقد كسرت أفلامه كل شيء مطلق في الحياة، وقد كان يقول دائمًا: “لو فيلم من أفلامي يبدو غريبًا أو مبهمًا، ذلك لأن الحياة نفسها كذلك”.

لويس بنويل

فيرديانا

ولد لويس في عام 1900م، في قرية قلندية بدولة إسبانيا، وكانت أسرته برجوازية متشددة دينيًا، وقد نشأ لويس متدينًا حتى عمر السادسة عشر، إلى أن دخل الجامعة في عام 1917م حيث بدأ بدراسة الهندسة الزراعية ثم اتجه إلى دراسة الفلسفة، وقد تعرف في الجامعة على سلفادور دالي وجارسيا لوركا، وجمعته بهما صداقة وثيقة، كانت هذه الصداقة علامة فارقة في حياتهم الفنية، حيث شكلوا هم الثلاثة نواة الطليعة السريالية الإسبانية.

وكان بنويل في نظر العديد من النقاد هو فيلسوف ثوري،  مُحطم للثوابت، وقد اتخذ النقد والهجاء طريقًا له، وكان دائمًا ما ينتقد الثالوث الغير مقدس المكون من «البرجوازية، النفاق الديني، السلطة الأبوية»، ومن أهم أفلام بنويل التي تطرح رؤيته الفلسفية ونظرته للحياة، هو الفيلم المكسيكي الأسباني “فيرديانا”، الذي تم إنتاجه عام 1961م.

فيرديانا

فيلم فيرديانا

يتحدث الفيلم عن فيرديانا تلك الفتاة المراهقة التي قررت أن توهب نفسها للرهبنة، ولكن رئيسة الدير تطلب منها الذهاب لعمها الثري “الدوق جيمي”، لطلب الموافقة منه على تلاوة عهود الرهبنة، وكان الدوق جيمي هو الذي يدعم فيرديانا ماديًا طوال حياتها، ولكنه لم يراها في حياته سوى مرة واحدة فقط وهي طفلة، وتفاجئ عمها بأنها تشبه زوجته المتوفاة بشكل كبير، وقضت فيرديانا وقتًا لطيفًا بصحبة عمها في الريف، وقبل يوم من عودتها للدير، اعترف لها عمها بأنه معجب بها وطلب منها عدم المغادرة، وعندما رفضت فيرديانا تلك المشاعر، قام الدوق جيمي بتخديرها وحاول اغتصابها، ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة، وعندما فاقت فيرديانا أخبرها أنه اغتصبها بالفعل، وهربت منه وعادت للدير، وهناك سمعت خبر وفاته منتحرًا، وعادت فيرديانا للقصر مرة أخرى مع إحساس بالذنب لكونها السبب في موت عمها، وقررت أن تستقر هناك ولا تعود للدير مرة أخرى، وقامت بجمع الفقراء والمتسولين في القرية، ووهبت لهم بيوتًا بجوار القصر، وحاولت إرشادهم للصلاة، معتقدة بذلك أنها تنير طريقهم وتفتح لهم بابًا للجنة.

بعد إعادة فتح قضية سعد المجرد.. مشاهير اتهموا في قضايا تحرش واغتصاب والقائمة لا تخلوا من النساء

ويقوم هؤلاء الفقراء باقتحام القصر في غياب فيرديانا، ويتناولون العشاء في الداخل، ويشربون الخمر، ويمارسون الرذيلة، ثم يكسرون مقتنيات القصر، وأثناء خروجهم من القصر، يلتقون بفيرديانا ويحاولون الاعتداء عليها جنسيًا، ولكنها تنجو منهم، وفي اليوم التالي تقوم بطردهم جميعًا من القصر.

إقرأ أيضا
محمد عطية

التهكم على الأنبياء

يقدم بنويل في الفيلم مشاهد شديدة الرمزية، بها إسقاط على حياة الأنبياء، فبينما تمثل فيرديانا المسيح بكل ما يحمله من نقاء وطهارة، وقدرة على التضحية، نجد أنه لاقى جميع أنواع التعذيب من قومه، وهو الذي يمثله عم فيرديانا، والفقراء، ويشير هؤلاء أيضًا إلى قصة النبي آدم وتفاحته، التي أكلها بإغواء من حواء، وفي النهاية يوضح بنويل أن كل النقاء والطهارة في الأنبياء، يقابلهم دائمًا الفشل في عالم لا أخلاقي، ويختم الفيلم بعبارته الشهيرة “أنا، ولله الحمد، ملحد”.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان