لعبة نيوتن .. نظرية الـ Gap لا تعني الأفورة
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
يعتمد سيناريو لعبة نيوتن من اللحظات الأولى على واحدة من نظريات تصاعد الأحداث في فن السيناريو وهي نظرية الـ Gap أو الفجوة، حيث يصطدم البطل بعقبة وحينما يحاول حلها يصطدم بعقبة أكبر منها وتليها عقبة أخرى أكبر وهكذا دواليك حتى الذروة ليبدأ بعدها الحل في الظهور.
تلك النظرية التي أطلق عليها تامر محسن في إحدى اللقاءات الصحفية مصطلح (كرة الثلج) ولكن، كل شيء يزيد عن حده يصبح أسوأ فإذا كبرت كرة الثلج عن الحد الذي يستطيع تامر محسن معها حلها دراميًا، أصبح الحل غير مقنع للمشاهد، وأصبحت الفجوات أو كرة الثلج أكبر من قدرة المشاهد على التحمل.
منذ نهاية الحلقة الحادية عشر، وتزداد أحداث المسلسل تعقيدا، وهذا جيد في المطلق، ولكن بناء التعقيد على هيسترية شخصية هناء هذا ما لم يكن جيدًا، فهناء تضع نفسها في مأزق تلو الاخر بنوع من أنواع السذاجة والعبط الذي لا تنتجه تلك الشخصية على الإطلاق، نحن من البداية نعلم انها شخصية ضعيفة ومهزوزة ولكن أن يتحول هذا الضعف إلى الهيستريا كما رأينا في الحلقات الأخيرة، فهذا تحول غير مبرر.
طبيعي أن تخاف كل أم على رضيعها، وتنتظر أن يكون بحضنها وأن تراه، ولكن ليس بهذا الشكل الهيستري الفج، ولا يكون الحل بهذه السذاجة المفرطة كالتهديد بالانتحار لمجرد رؤية طفلها، ولا يكون دافع كل تلك الهيستريا مجرد حلم تراه الأم، ولا يكون تعامل الأطباء والتمريض معها هو إعطاءها الحقن المهدئة ووضعها تحت إشراف نفسي وحرمانها من حضانة طفلها (خبط لزق) هكذا.
البناء الذي تصاعدت عليه الأحداث في الحلقات من الحادية عشر وحتى الرابعة عشر بناء هش لا فقط في الخط الدرامي الخاص بهناء، ولكن الهشاشة امتدت إلى خط حازم أيضا، فانفعالية حازم أصبحت غير مبررة على الإطلاق، قراراته أصبحت انفعالية وسريعة وحادة عكس تلك الشخصية التي مبنيه لكي تحاول السيطرة أو تدعى السيطرة على عالمها، فليس هناك مشهد واحد فقط حاول فيه حازم ان يتعقل وهذا مخالف لبناء الشخصية التي قدمها كتاب السيناريو بنفسه.
وانفعالية حازم هي السبب الأهم في تصاعد أحداث خط هناء الدرامي، ولكن ما هو سبب انفعالية حازم وتصاعد خطه الدرامي، هل هو الضغط الواقع عليه من بدر وأمينة؟ في الواقع هذا الضغط لا يولد كل تلك الانفعالية فيما يخص حلم عمره بالإنجاب ومن السيدة التي يحبها، فهذا الخط به الكثير من الثغرات لتصبح تلك الانفعالية مبررة بالشكل المقنع.
على جانب آخر تحولت شخصية بدر من شخصية مثيرة إلى شخصية غامضة بشكل غير مبرر أو مفهوم، فهو شخص غامض دائما حواره هادئ دائما، وتصرفاته تفاجئ الشخصيات، والجميع ينتظر ردود أفعاله والتي تأتي هادئة وسلبية، نحن الآن في الحلقة 14 ولم نرى ملمح واحد على قوة شخصية سيد رجب سوى حواره ودفنه لتابعه، وهذا ليس ملمح على القوة إطلاقا، ولم نقترب حتى من إجابة سؤال بسيط وهو لماذا اختار حازم بالتحديد ليصنع له هذا العسل الذي يريد.
اقرأ أيضًا
الخطأ الكبير الذي وقع فيه صناع لعبة نيوتن
مع الحلقة 14 من المسلسل بدأت الثغرات في الاتساع وبدأت تتعالي نبرة من الأفورة غير المنطقية في الأحداث لتبدأ الخيوط تتفكك، وهذا ما أخشاه أن يسقط المسلسل أو يتداعى ومع تنهار أمالي الشخصية في مشاهدة مسلسل جيد الصنع في هذا الموسم.
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال