“لماذا تغير ذوق المصريين” من وحي مسلسل القاهرة كابول حول مصر دولة التلاوة
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد
تعرض مسلسل القاهرة كابول إلى مسألة ذوق المصريين في الاستماع للقرآن الكريم وعزوف بعضهم عن مصر دولة التلاوة واللجوء للقراءة الخليجية.
مصر دولة التلاوة .. لماذا تقلصت ؟
قديما قالوا أن القرآن الكريم نزل في الحجاز وطُبِع في استانبول وقُرئ في مصر فالمصريين هم أحسن الناس صوتًا في القرآن وفي التلاوة وذلك بسبب انتشار الكتاتيب في كل قرى مصر فخرج عندنا أصوات لقرّاء عظام، مثل: الشيخ محمد رفعت، ومصطفى إسماعيل، وعبد الفتاح الشعشاعي، ومحمد صديق المنشاوي، وعبدالباسط عبدالصمد، ومحمد محمود الطبلاوي، وغيرهم والقراء المصريين هم أفضل قراء العالم مراعاة لأحكام التلاوة وذلك بخلاف غيرهم.
ولكن في الآونة الأخيرة بعد انتشار الفكر الوهابي في مصر واندثار الكتاتيب في القرى تغير المزاج المصري، فبعد ما كان القراء المصريين هم الذين يحتلون ساحة تلاوة القرآن في العالم لا ينافسهم عليها أحد وجدنا أن كثير من المصريين توجهت آذانهم لسماع أشرطة قرآء الخليج فبعد ما كنت تركب التاكسي تسمع الحصري أو عبدالباسط فتلاقي نفسك بتسمع الدوسري والسديسي وقراء ما يعلم بيهم إلا ربنا ولا تجد أحد منهم يجيد أحكام التلاوة بل يعتمدون في قراءتهم للقرآن على الشحتفه ولا يراعون في قرآتهم احكام التجويد والتلاوة بل تجدهم يراعون التمثيل المصطنع في القراءة .
هذا ما أشار إليه مسلسل القاهرة كابول في مشهد الأستاذ حسن (نبيل الحلفاوي) وهو جالس على القهوة فيدخل شخص يبيع أشرطة قرآن كريم لقراء الخليج ويتناسى أن مصر هي دولة التلاوة في العالم.
اقرأ أيضًا
الأستاذ حسن في القاهرة كابول يعيش بيننا “قصة حقيقية صاحبها شابًا”
وقد يظن البعض أن معاهد القراءات تقوم مقام الكتاتيب ولكن معاهد القراءات مهمتها غير ذلك، فقد أوضح أحد الباحثين أنّ “تلك المعاهد لا علاقة لها بالقرّاء وإنتاجهم، فهي تخرّج مدرسين محترفين في علوم القرآن والقراءات العشر، لكنّ مشايخ القرآن يعتمدون بشكل ذاتي على مواهبهم الخاصة، التي ينمونها بالدراسة، مثلهم مثل الفنانين، وفي هذا التوقيت قلّت تلك المواهب بسبب حالة التجريف الثقافي التي يمرّ بها المجتمع جملة”، مضيفاً: “لا يجوز لأحد أن يطلق على نفسه لقب قارئ إلا إذا كان حافظاً للقرآن الكريم والمقامات الموسيقية، والأحكام والمتون الخاصة به، وأن يكون موهوباً من الناحية الصوتية، أما الآن فمعظم القراء يحفظون بعضاً من أرباع السور، ولا يتمكنون من أداء المقامات الموسيقية.
وفي تصريح للشيخ محمد محمود الطبلاوي عن تراجع دولة التلاوة قال أن السبب في ذلك “عدم الاهتمام بالقراء فمعاش قارئ القرآن الكريم 40 جنيهاً فقط، وهذا ما دفعهم للمغالاة في أجور المآتم والحفلات”، مشيراً إلى أنّ “الاختبارات التي تجرى أصبحت أكثر مرونة من الماضي، وهو سبب كبير لتراجع الأداء.
الكاتب
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد