همتك نعدل الكفة
317   مشاهدة  

هجمة مرتدة .. جواسيس بلا جاسوسية

هجمة مرتدة


انتهى عرض ثلثي مسلسل هجمة مرتدة للمؤلف باهر دويدار والمخرج أحمد علاء الديب والمستند على ملفات من المخابرات العامة المصرية، فعرفنا الشخصيات والصراعات والمقابلات والتواريخ وشاهدنا العديد من الـ safe houses ولحظات الهروب والمواجهة، ولكن أين الجاسوسية في ذلك كله.

المسلسل حتى تلك اللحظة وباقي 10 حلقات على نهايته لم يقترب حتى من العملية الكبيرة الخطيرة التي سيقوم بها سيف أو ستقوم بها دينا، 20 حلقة من التدريبات للمهمة، فإذا كانت المهمة بهذا الحجم من الوقت لماذا تم إنتاج مسلسل 30 حلقة بشكل موسع يتم استنزاف ربعها تقريبا في التيترات وحدث في الحلقات السابقة، وثلاثة أرباعها في قصة الحب بين سيف ودينا والباقي موزع بين أعمال المخابرات والتدريبات.

ثم من المفترض أن أعمال الإثارة والغموض والأكشن كأفلام ومسلسلات الجاسوسية، أحداثها مثيرة وملتهبة حتى وإن قدمت بشكل واقعي بعيدا عن المبالغات البوندية المعتادة، فصراع العقول له إثارته، ولكن الموضوع أصبح في منتهى الرتابة، فضباط المخابرات كلهم بلا استثناء حينما يجلسون مع عائلتهم لأي سبب من الأسباب يجب أن يرحلوا فورًا لأنه (غصب عنهم) ليذهبوا إلى المكتب لمتابعة التقارير؟!

هجمة مرتدة
مشهد من مسلسل هجمة مرتدة

باستثناء القليل من المشاهد غابت الإثارة تماما عن كافة الخطوط الدرامية والمشاهد تحولت لمشاهد معاده ومكررة، والحوار مباشر وخطابي خاصة تلك الحوارات بين شقيقي سيف في المنزل أو عائلته للحديث عن مستقبل مصر، الوضع الذي لا يناسب إطلاقا فكرة تقديم الفن، فصدقا مسلسلات قديمة مثل دموع في عيون وقحة او رأفت الهجان أو حتى السقوط في بئر سبع، كان بها الكثير من الإثارة عكس هجمة مرتدة، وذلك على الرغم من كل الكليشيهات.

يختلف الزمن في هجمة مرتدة والكليشيهات واحدة، الجمل الحوارية واحدة بل وتكاد تكون متطابقة مع كل ما قدمته الدراما المصرية في هذا المجال، فقط هناك استخدام للتكنولوجيا الحديثة بحكم زمن الاحداث، ولكن كل شيء على ما يرام، قصة الحب العنيفة بين البطل والبطلة، البطل خفيف الدم شديد الحضور والوسامة، جمل التدريب التقليدية جدا، جمل التلقين التقليدية أيضا، فقط كنت أنتظر ان اسمع جملة مصر يا سيف بدلا من مصر يا رأفت – وربما أسمعها في الحلقات المقبلة-

ولكن هل هذا يعني أن المسلسل جاء خاليًا من أي مميزات، بالطبع لا، فالصورة جيدة بشكل عام وإن كان المخرج ابتعد كل الابتعاد عن التعامل مع اللقطات بزاوية توحي بالإثارة والغموض فزواياه كلها صريحة، ما عدا مشهد مراقبة سيف لدينا بعد عودة الأثنان لمصر، كذلك رغم كل الكليشيهات إلا أن الشخصيات مبنية بشكل جيد من قبل باهر دويدار، الذي راعي تصرف الشخصيات من خلال عيوبها الشخصية كالعاطفية والاندفاع والرغبة في البطولة.

إقرأ أيضا
برومو مسلسل الحشاشين

ولكن في المجمل حتى الآن لم يقدم هجمة مرتدة أية (كرامة) على اقترابه من الحد الأدنى من التوقعات التي كان يتوقعها الكثيرون خاصة بأسماء نجومه أو حتى نوعه كمسلسل جاسوسية، بل تفنن في انهيار كافة التوقعات وخرج سريعا من المنافسة في الموسم الرمضاني.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان