408 مشاهدة
هل تضيع كتلة ٣٠ /٦ التي أعادها الاختيار٢ مرة أخرى؟
-
رشا الشامي
إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة
ما ضيعه الإعلام أعاده الاختيار ٢
عشنا أيام صعبة بعد نجاح ثورة يناير في الإطاحة بحكم الرئيس محمد حسني مبارك بعد ثلاثين عامًا على كرسي السلطة، بعدها شيدنا جدارًا بين كل فريق وآخر كانت المرة الأولى التي نجد فيها أنفسنا أحرارًا وكل منا له حق الاختيار، فاختلفنا واعتقدنا أن الخلاف تلزمه العداوة حتى وصلت جماعة الإخوان المسلمين سريعًا للحكم وأصبح محمد مرسي رئيسًا للجمهورية ومع كشف الإخوان لوجههم الإقصائي الحقيقي بدأت تتشكل كتلة مناهضة لأيدولجيتهم الإقصائية القائمة على التكفير والعنف ركزت الكتلة على مناصرة الهوية المصرية الواضحة التي لا تكفر أحد ولا تصبو للخلافة وكل هدفنا كان السيادة الكاملة للدولة المصرية والمصريين على أرضهم والنهوض بمصر لمكانها الذي تستحقه.
ككرة الثلج المتدحرجة أخذت كتلة ٣٠ يونيو في التضخم حتى أطاحت بحكم الإخوان المسلمين وأتمت الثورة بتحقق لم نكن لنصدق حدوثه بعد عام أسود شعرنا خلاله أنه تم احتلالنا من قبل جماعة لا تقبل إلا من ينتمي إليها ويسمع ويطيع – أسميناهم خرفان – لانسحاقهم تحت حكم المرشد – الذي إن خالفوه تحل عليهم اللعنة ويستحقوا قطع الرؤس وكله في سبيل استباحة الوطن لصالح مشروع الخلافة السلطوية التوسعية المتعدية.
الثلاثين من يونيو لم تكن ثورة عقبت ثورة ٢٥ يناير لتكمل مسارها فحسب بل كانت شهادة ميلاد لكتلة شعبية كبيرة من المصريين متحدين دون شقاق على هدف واحد وهو النهوض بمصر والتصدي للتطرف والإرهاب ورفض الإخوان وحكمهم وأيدلوجيتهم بعد تجربة قاسية تأكد لنا فيها أنهم بشكل واضح ومختصر بسيط ليسوا مصريين
كان الحفاظ على كتلة (تلاتين ستة) هدفًا قوميًا بديهيًا الكتلة الشعبية الخالصة التي خاضت مع مؤسسات الدول حربًا على الإرهاب ولكن شيئًا فشيئًا أخذت الكتلة المتكاتفة المتوافقة القوية في التفتت والانقسام حتى اعتقدت أنها تلاشت.
لم تكن الرحلة سهلة فقرارات الإصلاح الإقتصادي كانت قاسية على جميع المواطنين خاصة الطبقة المتوسطة، لكن الإعلام بشكل غالب لعب دورًا رئيسيًا في تفتيت كتلة (تلاتين ستة) استعدى الجميع إلا السلطة ومن سمع وأطاع رسالته !
وبدأت التصنيفات فكل ناكر لإنجاز هو إخوان أو بيحترمهم وكل ناقم ضاقت به الحياة متطرف أو مأجور وتوالت الاتهامات من موقع سلطة الإعلام على المواطن الغلبان لو اشتكى بهداوة تنهال عليه السكاكين ودون أدنى إحساس بالذنب يُنقل إلى صفوف الأعداء لأنه دون ذنبه أصبح واحدًا منهم
سريعًا انتقلت عدوى التخوين من منابر القنوات والفضائيات إلى صفوف الجماهير وسط الكتلة وفي قلبها مباشرة ، ذلك لأن من كانوا ضد ثورة ٣٠ يونيو هم ضد ما تبعها على طول الخط مهاجمين لكل ما يتم تحقيقه ولو كان مستحقًا للإشادة والتصفيق لأنهم ببساطة ضد الإطاحة بمحمد مرسي والخلاص من سيطرة جماعة الإخوان الإرهابية
لذلك حدث التقسيم والتفتيت كنتيجة طبيعية لتخوين كل مختلف في الرأي رغم صدق نوايا الجميع وانتهى الحال لرفض داخلي لدى عدد مهم من كتلة الثلاين من يونيو لكل إنجاز طالما يستقر داخلهم أنه لا حق لهم في إبداء الرأي حياله أو تغيير الأولويات أو حتى الشكوى أو قول الآه من ثقل الحمول والأعباء الاقتصادية المتزايدة
ومع كل غضب يتصاعد لدى البعض كانت جماعة الإخوان الإرهابية تجده فرصة سانحة لشق الصف والشماتة والتحريض واختلط لأول مرة على البعض أن هؤلاء من أرادوا بنا وبوطننا الفناء لإقامة دولة خلافتهم وكان حلمهم أن نصبح مجرد إمارة أو مقاطعة في ملكهم التوسعي المتطرف القائم على الإقصاء والعدوان واغتصاب الحقوق
وكنتيجة للتفتيت والتخوين والرفض ذهب البعض ممن كانوا ضمن الكتلة لمنابر الإخوان الإعلامية لعلهم يجدوا فيها السلوى والمتنفس لما تحمله صدورهم من ضيق وهمّ وربما وجدوا عبرها صوتًا يشبه أصواتهم التي لم تجد طريقًا للتعبير عن مشاعرهم ومشكلاتهم وهي الفرصة الذهبية التي وجدتها الجماعات المتطرفة لتزيد عبر منابرها من التحريض وتخلط الكذب بالحقيقة وتصبح مصدر المعلومات والتوجيه حتى بدأت اسمع في محيطي العائلي عبارة (هما الإخوان وحشين قوي يعني !) يومها شعرت بحسرة الهزيمة ولم أكن أتوقع في أكثر الظروف تفائلًا أن تنجلي الغشاوة مرة أخرى حتى عرض مسلسل الاختيار ٢ العكل من تأليف هاني سرهان وإخراج بيتر ميمي ويقوم بالبطولة عدد من النجوم والممثلين يتقدمهم كريم عبد العزيز وأحمد مكي في اختيار يشابه الأعمال العالمية في تطابق الشخصيات الحقيقية مع من يؤدي أدوارهم من الفنانين
أعاد مسلسل الاختيار٢ الكتلة العظيمة كما كانت في الثلاثين من يونيو ٢٠١٣ – قوة كبيرة مؤثرة فاعلة متفقة على هدف واحد مرة أخرى وهو النهوض بالوطن وبأنفسنا والرهان على قدراتنا شعبًا وجيشًا ودولة والمضي قدمًا بعد حمد وشكر كبير لله وتقدير عظيم لأجهزة الدولة التي عانت وضحت وبذلت من أجل استقرارنا ووحدتنا وسلامتنا
أنعش الاختيار ٢ الذاكرة التي ظننت أنها لن تعود
عمل درامي واحد متقن كان أكثر فعالية وفائدة من عشرات البرامج الحوارية ونشرات الأخبار والبيانات التي لا يصدقها حتى بعض من يعمل على صدورها
الدور التوثيقي الدرامي المتقن أعاد لأذهاننا المشهد كما لو كان حدث البارحة بكينا ألمًا على من فقدناهم وحمدًا على نجاتنا وغضبًا من كل شك أو تردد تسلل لقلوب بعضنا
اقرأ أيضا
كان مسلسل الاختيار ٢ موجهًا ببراعة لكتلة (تلاتين ستة) دون غيرها الكتلة الموجوعة المثقلة بالهموم ليؤلف قلوب الملايين من جديد ويذكرنا أن ما عانيناه من ضيق وأزمات إقتصادية ووباء عالمي يهون أمام خلاصنا وفناءنا بفعل الإرهاب وداعموه
اكتملت العناصر النص،الإخراج والممثلين سواء الشخصيات الرئيسية أم أصحاب المشهد الواحد كلهم على الدرجة نفسها من البراعة والتطابق مع الشخصيات الحقيقية إضافة إلى استخدام قدرة التوثيق على التأثير ودمجه مع الدراما بتوظيف المشاهد الحقيقية في قالب درامي متقن كل ما سبق
أعاد من أنهكتهم الرحلة من غرف الحالات الحرجة إلى غرف الإفاقة حيث تضاءلت همومنا أمام نجاتنا من هول ما كنا متجهين نحوه لولا اتحادنا وقتها وبسالة أبطالنا وصمود وتماسك أجهزة الدولة وتفانيها طيلة السنوات الماضية.
لذلك اتسائل هل هناك خطة معدة لاستيعاب الكتلة الضخمة التي عادت من جديد وماذا ينقصنا حتى نخرج من الإفاقة لساحة آمنة لا نهدر فيها طاقاتنا وقدرتنا في التناحر ؟ لأنه لا عاقل يريد أن يعود بعضنا مرة أخرى إلى الغرف الحرجة .
الكاتب
-
رشا الشامي
إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة
ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide