قراءة تحليلية لـ كتاب الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين (10) احتكار الوعد الإلهي
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد
احتكار الوعد الإلهي عند الجماعات التكفيرية من أهم نتائج تكفير المجتمع والنظر إليه على أنه مجتمع جاهلي لا يعرف لا إله الا الله.
على أي شيء قامت فكرة احتكار الوعد الإلهي
يقول الدكتور أسامة الأزهري في كتاب الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين أن هذا التصور عند هذه التيارات كان في غاية الغرابة لأنها استلبت وسرقت لنفسها حق الحكم على الناس بالكفر ثم التفرد دونهم بامتلاك حقيقة الإسلام.
ثم انطلقوا إلى الآيات التي فيها وعد من الله بالنصرة والتمكين لعباده المؤمنين وحملوا هذه الآيات على نفسهم فأصبح عندهم يقين على أن هذا الوعد الإلهي سيتحقق لهم لا محالة فأدى أن هذا الوهم قد جعلهم أكثر تماديا في التشبث بالتكفير وزادهم شراسة ورغبة في الخروج على عموم المسلمين بالبغي والعدوان والقتل والدماء وكلما اصطدموا بالمسلمين وشعوبهم ودولهم ومؤسساتهم ورد المسلمون عن أنفسهم عدوانهم أمعنوا هم في إنكار الواقع وذلك كله بسبب وهم أنهم يمتلكون هذا الوعد الإلهي بالنصرة والتمكين.
وبجانب إسقاطات الآيات الكريمة التي تنص على وعد الله لعباده المؤمنين على أنفسهم بجانب هذا يسطرون لأنفسهم سيل من القصائد والأدبيات والملاحم والبطولات التي وقعت بسبب تعديهم على المسلمين فيعتبرون ذلك كله تاريخ مجيد في الصبر والثبات.
ونتيجة لذلك كله يرفض أي نوع من أنواع المناقشة يرفض أن يعترف بأنه غارق في الأوهام والأفكار المغلوطة وذلك لأنه توحد بهذا الوهم وامتزج به فلو شككت في أهليته وإستحقاقه ينفر منك لأنه يتصور أنك تشكك في الوعد الإلهي نفسه.
الواقع يؤيد ما سبق
رأينا بأعيننا وسمعناه بآذننا وكلنا سمعنا على منصة رابعة من يقول من يشكك في عودة مرسي فهو يشك في وجود الله تعالى ! وهذا كله بسبب أنه معتقد تمام الإعتقاد أن وعد الله بالتمكين لعباده المؤمنين سوف يحدث لهم لأنهم هم المؤمنون وغيرهم الكافرون لذلك بعد تيقن كثير من الشباب بهلاك هذه الجماعة وأنها لا عودة لها بعد ذلك ألحد كثير منهم وضاع الآخرون، لأن نفسهم حدثتهم لماذا الله لم ينصر عباده المؤمنون الصائمون القائمون الذين يدعون ليل نهار بعودة رئيسهم ثم تترتب على هذه الأسئله وعد إيجاد إجابات لها بأن الله غير موجود فأصبح كثير من الشباب الذين عرفنا عنهم الإلتزام والتدين ملحدين بسبب إنضمامهم لهذه الجماعات التي خدعتهم باسم الدين .ولو عقلوا هؤلاء الشباب لعلموا أن هذه الجماعة على مدار 90 عام وهم في خذلان.
سيد قطب وترسيخ فكرة احتكار الوعد الإلهي
قوة اليقين ليست بديل على الخبرة والكفاءة والأهلية وهذا ما لم تفهمه هذه الجماعات يقول سيد قطب في الظلال ( الوعد بالنصر والغلبة والتمكين سنة من سنن الله الكونية .سنة ماضية كما تمضي هذه الكواكب والنجوم في دوراتها المنتظمة وكما يتعاقب الليل والنهار في الأرض على مدار الزمان وكما تنبثق الحياة في الأرض الميتة ينزل عليها الماء ..)
وقال أيضا (المؤمن يتعامل مع وعد الله على أنه الحقيقة الواقعة )
ومن أخطر ماقال سيد قطب في الظلال تبين لك أكثر ما قلناه ( وأعطاهم الإستعلاء الذين ينظرون به إلى قطعان البشرية الضالة في أرجاء الجاهلية المترامية الأطراف في الأرض فيحسون أن الله آتاهم ما لم يؤت أحد من العالمين)
انظر كيف يحرض أتباعه على الإستعلاء على أهل الأرض الذين هم في جاهلية في نظره ومن ضمنهم المسلمون الموحدون فما زال سيد قطب يربط التمكين بالإستعلاء وهو في كل مقولاه يشدد على الثقه في الوعد الإلهي .
ولا تكتفي هذه الجماعة بهذا الوهم بل يتهمون من ينكر عليهم أنهم يعاندون الشرع ويحادون الله الذي وعدهم بالنصر والتمكين .
لا تنسى .. قراءة موقع الميزان لـ كتاب الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين
تناولنا على موقع الميزان قراءة تحليلية لـ كتاب الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين بالدين بهذه التقارير القراءة الأولى شرحًا للمقدمة، فيما كانت القراءة الثانية شرحًا للفصل الأول من الكتاب بينما كانت القراءة الثالثة عن الحاكمية وتفسير سيد قطب، فيما ستكون القراءة الرابعة حول مخالفة سيد قطب لتفاسير العلماء حول الحاكمية التي بنى عليها نظريته لتكفير المجتمعات الإسلامية من خلالها.
وتناولت القراءة الخامسة الحديث النبوي الذي ينطبق معناه على سيد قطب والمتعلق بمسألة حفظه للقرآن دون فهم معناه ، أما القراءة السادسة فعن قصة مناظرة بن عباس للخوارج والتي تعتبر أهم مناظرة فكرية في التراث الإسلامي، أما القراءة السادسة فكانت حول مناظرة بن عباس والخوارج بينما القراءة السابعة فهي ما يمكن استنتاجه من المناظرة، بينما تناولت القراءة الثامنة الجاهلية وتكفير المسلمين ، بينما تناولت القراءة التاسعة حول أن البلاد الإسلامية بلاد كفر، بينما تتناول القراءة العاشرة فكرة احتكار الوعد الإلهي.
«يُتْبَع»
الكاتب
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد