همتك نعدل الكفة
320   مشاهدة  

اكتئاب ما بعد العيد .. تائهون بين المشاعر

اكتئاب
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



كيف نعمل ؟ .. أنا لم أجيد العمل .. أظن أن تلك النظرية هي التي ترسخت في أذهان الجميع منذ الاستيقاظ بأول يوم بعد العيد .. لا أريد أن أعيش بعيدًا عن أجواء الكعك والعيديات .. زيارات الأهل والأصدقاء ، مسرحية العيال كبرت ، ورائحة الحذاء الجديد ، والأنتخة والسهر ، والاستمتاع باللا شئ .. الآن أشعر بانطفاء الروح، غصة طفيفة تحوم حول القلب تنذر باكتئاب ،  وكأن حبيبًا غادرني للتو ، ولن يعود .. أنا حقًا أشعر بالضياع .

 

الضياع بين المشاعر ، تقف على مسافة واحدة من الحزن والإرهاق ، بين الشغف والكسل ، بين الهدوء الغير مُبرر والرغبة في الهروب ، لا أريد أن أعود للعمل وسأمت من الجلوس في المنزل ، ربما يتسرب الحزن من توقعات كبيرة في عطلة العيد لم تتحقق ، أو أن عطلة شديدة السعادة قد انتهى وقتها ، أو أن افتقادًا كبيرًا للود في الأيام العادية قد تفاقم للحد الذي أصبحت إجازة العيد طوقًا لإنقاذ الباقي مش المشاعر .

 

جميع التقارير الطبية تقول أن اكتئاب ما بعد العطلة هو مصطلح غير طبي ، غير رسمي بالمرة .. لكن الأزمة تكمن في حدة المزاج التي تصيب العائدون للعمل بعد الإجازات ، والأعياد ، هذا لأن الروتين الذي يتم كسره خلال الإجازات من الصعب أن يعود له الإنسان بإرادته ، لذلك يُخنق المزاج بين راحة الإجازة وصعوبة قرار العودة للعمل  .. والأصعب من الشعور بالاختناق هو الشعور بالتوتر الناجم عن عدم التمكّن من أدوات العمل ، وغيرها من الشعور العام بالاندماج في العمل ، والاستيقاظ مبكرًا أو على الأقل في موعد محدد ، وذلك عكس مسار المزاج الذي اعتاد على العشوائية منذ إسبوع إجازة .

 

 أكثر من طريقة نصح بها الأطباء في تلك الحالة التي يعيشها الناس بعد الأعياد .. لكن الطريقة التي أثبتت جودتها هي عدم العودة للعمل في اليوم التالي للإجازة مباشرةً  ، كما إن هناك طريقة يجب اتباعها وهي العودة للعمل تدريجيًا ، أي العمل نصف يوم لمدة يومين أو ثلاثة ثم العودة بشكل كامل بعد ذلك ، كما لا تنسى الجانب الترفيهي من حياتك في أول أيام العودة بعد الإجازة ، لأن البعض يقع في فخ الالتزام الزائد عن الحد في العمل بعد العودة من إجازة العيد لدرجة تصيبه بالاكتئاب الحاد .

 

إقرأ أيضا
أحمد الجندي

 أخيرًا لابد أن يعيش الشخص تفاصيل السعادة في كل شئ ، في الطعام ، والموسيقى ، وكرة القدم ، في العلاقات الاجتماعية بينه وبين الأصدقاء والأقارب والأحباء ، وعدم حصر السعادة في الإجازات ، السعادة يمكنها أن تتسلل لقلبك عند إطعام قطتك ، أو الأخذ بيد رجل عجوز لعبور الطريق ، أو مقطوعة موسيقية صادرة من الراديو .. السعادة ليست لها توقيت !

الكاتب

  • اكتئاب محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان