رسالة جوبا .. للعدالة طرق كثيرة
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
تستضيف مدينة جوبا عاصمة ج. السودان، محادثات السلام بين حكومة الفترة الانتقالية في السودان وبين الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، انعقدت الجولة الافتتاحية يوم 26 مايو الماضي ما صادف الذكرى رقم 38 لتأسيس الحركة بقيادة الراحل د. جون قرنق. في نهايتها تم تحديد يوم الإثنين التالي للانعقاد مجددا.
لتصادف الجلسة الثانية توقيت زيارة د. فاتو بنسودا، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، إلى السودان.. بالتحديد إقليم دارفور، حيث التقت بالعديد من النازحين وممثليهم داخل مقر كلية القانون في جامعة الفاشر، وأبلغت فاتو بنسودا الحكومة في الخرطوم: إن المحكمة الجنائية هي المكان المناسب لمحاكمة المطلوبين.
جاءت الجلسة الثانية مختصرة.. حيث قام ممثل الحركة بتسليم خارطة طريق المفاوضات للجنة التنظيمية، ولم يتقدم ممثلوا الحكومة الانتقالية بشئ، حيث اكتفوا بتلقي مقترحات الحركة لدراستها والتوافق حولها. والتي شملت البرنامج الزمني للمحادثات والمقترح من الحركة بالإضافة إلى أهم النقاط المهم حسمها.
تسربت بعض من هذه المقترحات للرأي العام ما فتح المجال للقيل والقال.. والسخرية في بعض الأحيان من بعض المقترحات التي رأها البعض مبالغة أو عدوها كرفاهية سياسية.. مثل “عطلة الأربعاء“، الأمر الذي أشعل الصفحات والجروبات السودانية بالشد والجذب حول هذه النقاط.
وعلى الصعيد الأخر قام يعقوب محمد أحمد، المنسق العام لمعسكرات النازحين واللاجئين بتسليم خطابًا للسيدة بنسودا.. يحتوي على مطالبهم، لتتولى هي توصيله إلى المحكمة الجنائية العليا، وجاء في الخطاب ما يلي:
- توفير الأمن على الأرض ونزع سلاح مليشيات الجنجويد بمسمياتها المختلفة التي قننها نظام البشير.
- تسليم كافة مرتكبو جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية إلى المحكمة الجنائية الدولية وعلى رأسهم المجرم المخلوع عمر البشير وعبدالرحيم محمد حسين وأحمد هارون وتقديمهم إلي العدالة فورًا.
- طرد المستوطنين الجدد من أراضي النازحين واللاجئين حتي يتمكن الضحايا من العودة إلى مناطقهم الأصلية بعد تعويضهم فرديًا وجماعيًا.
- إن السلام الذي تم توقيعه بمدينة جوبا لا يمثلنا كنازحين ولاجئين، ونحن لم نكن طرفًا فيه، ولم نفوض أحدًا بتمثيلنا بالوكالة.
- المطالبة بتحقيق سلام عادل وشامل ومستدام بالسودان يخاطب جذور الأزمة التاريخية، ويحقق العدالة، وصولًا إلى بناء دولة مواطنة متساوية بين جميع السودانيين.
- المطالبة بحماية دولية للنازحين لأن الحكومة الإنتقالية قد عجزت في توفير الحماية لمعسكرات النازحين، لجهة أن الجرائم الفظيعة لا تزال تُرتكب بحق النازحين بصورة يومية، لا سيما بعد خروج بعثة اليوناميد.
- المطالبة بإعادة كافة المنظمات الدولية التي طردها النظام البائد حتي تستطيع تقديم خدماتها للنازحين وكافة المتضررين والمحتاجين.
أما جلسة يوم الخميس، 3 يونيو، فمبدئيًا واكبت ذكرى مجزرة القيادة العامة.. والتي أحياها آلاف السودانيين في مختلف ربوع وطنهم، من جهة أخرى كانت تصريحات فاتوا بنسودا تنتشر بكثافة، حيث إنها وخلال مؤتمر صحفي عقدته بمقر وزارة العدل بالعاصمة الخرطوم.. أكدت على ضرورة تسليم المتهم أحمد هارون للمحكمة الجنائية الدولية قبل نهاية يوليو القادم، حتى تتم محاكمته مع المتهم علي كوشيب.
اقرأ أيضًا
الطريق إلى السلام يمر من جوبا
وبشكل عام طمأن الرفيق كوكو جقدول، الناطق الرسمي بإسم وفد الحركة الشعبية المفاوض، عبر كلمة مقتضبة.
من جانبه قال المهندس خالد عمر، الناطق الرسمي باسم الوفد الحكومي، إن المفاوضات تسير بصورة جيدة. وأضاف أن جلسة التفاوض المسائية استمرت 10 ساعات وقد اتسمت بالعمق والشفافية من الطرفين.. حيث مست نقاط التحاور جذور الأزمة، وأكد أن: “التفاوض سيستمر صباح الجمعة بذات الجدية والإقبال من أجل استكمال هذا الحوار.
أما مقرر لجنة الوساطة الجنوبية، د. ضيو مطوك، فصرح للإعلام: “تبقت جزئية خاصة بالدستور والقضاء”، مشيرًا إلى مواصلة الحوار في هذه النقاط في جلسة الجمعة.
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال