شريف مدكور .. الإسراف في الحكمة يجرح الود أحيانًا
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
قبل أن نبدأ الكلام عما يردده الناس على فيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي عما فعله الإعلامي شريف مدكور عندما كتب ناصحًا جمهوره ألا يطلب منه (فلوس) للسلف ، قائلًا : ” اللي بيزنق في فلوس عمره ما يبعت لحد مايعرفوش ، ماحدش يطلب مني فلوس ” ، واستكمل كلامه بأنه يواجه بعض الرسائل التي يطلب فيها أصحابها سلف منه بقيمة مائة ألف جنية مثلًا ، وأكد أن أحدًا لن يدعمه ماديًا سوى أن يكون واحد من أهله .. ثم برر الهجوم الغاضب عليه من كثيرين قائلًا : “فيه ناس بتقول عني غليظ القلب لكني باقول الحقيقة” … … قبل أن نبدأ الكلام عما قاله شريف مدكور ، علينا أولًا أن نتذكر أن تاريخنا مع شريف مدكور ملئ بالنوايا الحسنة سواء كان جمهور شريف أو هو نفسه ، فلا مجال هنا لانتقاد شريف مدكور ، أو الشك في نواياه ، هنا فقط سوف نتناقش معه بكل ود ، كما عودنا واعتاد جمهوره .
يا أستاذ شريف ، يبدو أن جزءًا من الواقع قد غاب عنك قبل أن تقول مثل هذه النصائح أو تصر عليها ، الواقع يقول أن الإعلامي شاء أو أبى ، حاول أو لا ، هو أحد نجوم المجتمع ، ويرى الناس في جميع أنحاء العالم أن النجم لديه القدرة على أي حل مشكلة – حتى وإن كان غير ذلك- فإنهم يرونه هكذا .. ولماذا نذهب بعيدًا ، وإذا دخلنا بعض من صفحات نجوم الوطن العربي سنجد الكومنتات مكتظة بالجماهير التي تطالب النجم بحضور أحد الأفراح ، مع إن حضور هذا النجم له سعره الذي لا يقول عن الشئ الفولاني .. وأحدهم يطلب من النجم مساعدته في تكاليف أحدى العمليات الجراحية الضرورية ، وفي بعض الأحيان يستجيب النجم .. ونعرف جيدًا أن هذه نقرة وتلك نقرة أخرى ، أن تطلب من النجم حضور فرحك غير أن تطلب من النجم مبلغ مالي بالتأكيد .. لكننا هنا نحاول أن نوضح للأستاذ شريف مدكور أن بعض الجماهير يتوسمون في النجم أن لديه مفتاحًا سحريًا قادرًا على تغيير أي واقع مهما كان سئ ، وهذا جزء لا يتجزء من نجومية النجم .
وإذا كانت الفظاظة التي هي جريمة النجوم تُقدّر بقيراط ، فإن تلك الجريمة ستُقدّر بـ 24 قيراط إذا ارتكبها شريف مدكور .. ذلك لإن شريف مدكور يسبح بعيدًا مع جمهوره الخاص جدًا على مركب هادئة في بحر غاضب . فإن كان الجمهور يغضب من نجم ما ، فإن حالة شريف مدكور مع جمهوره تجعل جمهوره (ياخد على خاطره) ، لأن شريف بالنسبة لهم ليس نجمًا فقط ، بل أخًا وإبنًا ومعبرًا عمن لا صوت أوفر لهم .. معبرًا عن شريحة جماهيرية ويتحدث في مناطق إجتماعية سلسة لكنها شديدة الأهمية .
إذًا ماذا كان على شريف مدكور وأي نجم يتعرض لتلك النوعية من الرسائل أن يفعل ؟ .. بسيطة ، ولا شئ .. الصمت يصبح بطلًا أكثر من الكلام في هذه الأحيان، وذلك لعدة منافع ، أولها ألا يجرح السائل نفسيًا .. فنحن لم نجد أحدهم يشتكي أن شريف مدكور لم يساعده ، هم فقط يسألونه خلال رسائل خاصة ، وإذا طبقنا قانون الاحتمالات فإنه – بالتأكيد- بعض السؤال حقيقي وليس نصبًا . ثانيًا الصمت لمصلحة الجميع هنا لأن هناك من تسمح لهم حالتهم المادية بمساعدة كثيرين ممن ليسوا على علاقة قريبة منهم سيراجعون نفسهم ألف مرة بعد فلسفة شريف مدكور في مساعدة القريب فقط !! .. وفي النهاية لن يكون في مقدورنا نقده بشكل لازع ، نحن فقط نهمس في أذنه قائلين : الإفراط في الحكمة يجرح الود أحيانًا .
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال