كلوت بك صاحب النهضة الطبية في مصر الذي اشتهر الشارع الذي يحمل اسمه ببيوت البغاء
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
يا أيها الشعب المتدين بطابعه تماسك قليلاً قبل أن تقرأ الكلمات الاتية الدعارة وبيوت البغاء كانت موجودة في مصر زمان وكانت لها أماكن معروفة ومرخصة حتى تم تجريم الدعارة في مصر في الخمسينات، وكان أشهر شارع في مصر لبيوت الدعارة هو شارع كلوت بك في منطقة وسط البلد الذي تنتشر به الفنادق والبنسيونات وأيضاً بيوت البغاء المعروفة، ولكن الحقيقة ان كلوت بيك الذي أطلق اسمه على الشارع لم تكن له أي علاقة بالدعارة أو ما شبه ولكنه شخص أثر بطريقة إيجابية في تاريخ مصر الحديث.
من هو كلوت بيك
أنطوان براثيليمي كلوت الذي عرف بعد ذلك بـ كلوت بك هو صاحب النهضة الطبية في مصر في عهد محمد علي، حيث أنه جاء إلى مصر للمرة الأولى عندما استعان به محمد على بمتابعة وعلاج جنود وضباط الجيش، حيث كان ينتشر في مصر امراض مميتة مثل الطاعون وغيرها، ونظرا لتفوقه وجهوده في الجيش أصدر محمد علي باشا أمر بمنحه لقب (البكوية) وعرف بعد ذلك باسم كلوت بيك.
كلوت بك والنهضة الطبية في مصر
لم تتوقف جهوده عند علاج أفراد الجيش، ولكن محمد علي قرر الاستفادة من علمه بشكل أكبر من ذلك، حيث أنشأ أول مدرسة للطب في مصر بمنطقة أبي زعبل وعين كلوت بيك مدير لها، وكانت مدرسة أبي زعبل هي أول مدرسة للطب في الشرق الأوسط بأكمله، وتم تزويدها بأحدث التقنيات في ذلك الوقت، وضمت 720 سرير مجهزين لاستقبال المرضى وعلاجهم، وتم نقل المدرسة بعد ذلك إلى منطقة قصر العين بغرض التوسع وعلاج شريحة أكبر من المرضى، ومع الوقت عرفت باسم مستشفى القصر العيني التي مازالت موجودة في نفس المكان حتى الآن، وتطورت المدرسة وضمت مدرسة خاصة بعلوم الصيدلة وأيضاً مدرسة للقابلات (أمراض النساء والتوليد).
ومع حلول عام 1830 انتشر مرض الطاعون في مصر بقوة وقدرت أعداد الوفيات في هذه الفترة بالألف، ولكن كلوت بيك وتلاميذه استطاعوا أن يقاوموا المرض وينقذون آلاف المصريين، ولم يكن الطاعون هو المرض الوحيد الذي واجهه كلوت بيك وإنما أيضاً الجدري، حيث استحدث مصل لوقاية الأطفال من الإصابة به، وكان على رأس قائمة إنجازاته هو أنه أول من أدخل (البينج) إلى مصر واستخدمه في إجراء العمليات الجراحية.
وفي عام 1832 بدأ محمد علي بإرسال البعثات الدراسية إلى باريس لدراسة الطب، وكانت أول بعثة مكونة من 12 طالب مصري تخرجوا من مدرسة الطبيب الشهير، وبالفعل أتموا دراستهم وعادوا ليدرسوا الطب الحديث لطلبة مصريين آخرون.
أزمة كلوت بك مع رجال الدين في مصر
واجه الرجل وتلاميذه أزمة كبيرة عندما هاجمهم رجال الدين بسبب رغبتهم في تشريح جثث الموتى، وظلت الأزمة مشتعلة حتى قرر دعوة مجموعة من رجال الدين في مصر وشرح الأمر لهم بطريقة علمية، وأن التشريح هو أفضل طريقة لدراسة الطب واكتشاف طرق جديدة لتشخيص الأمراض، وبالفعل نجح في ذلك وصدرت فتوى تفيد بالسماح لطلاب مدرسة الطب بتشريح الجثث.
وفي عهد عباس حلمي الأول وحالة الأهمال الكبيرة التي عانى منها المجتمع المصري قرر كلوت بيك العودة على فرنسا لتدريس علوم الطب وظل هناك حتى عهد محمد سعيد باشا الذي استطاع أفتتاح مدرسة الطب ومعه كلود بك مرة أخرى في عام 1858 وبعد 10 سنوات في عام 1868 تمكن المرض من كلوت بيك وتوفى في مارسيليا، وأطلق بعد ذلك اسمه على الشارع الشهير تكريماً له.
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال