مواقف تحتم عليك أن تتعلم قول كلمة لا

يمر الكثير منا بمواقف محرجة للغاية بسبب عدم قدرتنا على قول كلمة لا تلك الكلمة السحرية التي قد تعفينا من الكثير من المواقف المحرجة والمخزية إذا استطعنا قولها في الوقت المناسب، ولكن من المؤسف أن الكثيرين لا يستطيعون قولها، إما بسبب الإحراج، أو الخوف، أو أي سبب آخر، ولكن مهما كانت تلك الأسباب يجب علينا أن نتعلم التوقيت المثالي لكلمة لا.

لماذا لا نتمكن من قول كلمة لا ؟

تختلف الأسباب التي تجعلنا نقول نعم ونحن مضطرين، ويمكن أن نلخصها لثلاثة نقاط رئيسية، وهم:

1. محاولة إرضاء الآخرين وعدم خذلان رأيهم فينا.
2. الخوف من الظهور كالضعفاء إذا ما رفضنا أمرًا ما وقولنا لا.
3. نقول نعم لحل مشكلة والخروج من أزمة ما، ولكن قد يتسبب ذلك في أزمة أكبر لاحقًا.

كيف نقول كلمة لا ؟

قول لا هو قرار هام، يحتاج إلى استراتيجية خاصة، لذا يجب علينا التأني والتزام الحكمة، وهذه أهم الخطوات التي يجب أن نتبعها:

1. التمهل والتأني

إذا طلب شخص ما طلب قد نراه صعبًا، يجب علينا أن نتوقف ونتمهل قبل الموافقة، ومن ثّم نفكر في الأمر مليًا، وقد يكون الأمر صعبًا في البداية، ولكن يجب أن نتدرب عليه، ومن الممكن أن تطلب من الشخص مهلة للتفكير في الأمر، حتى تعتاد على التوقف عن قول نعم.

2. تقييم الموقف بشكل عميق

هناك عدة أمور يجب وضعها في الحسبان قبل اتخاذ القرار، وهي، هل يمكننا فعل ذلك؟، هل سيؤثر ذلك الطلب علينا بأي شكل؟، هل الظروف تسمح بتلبية ذلك الطلب؟، هل يتوافق ذلك الطلب مع قيمي ومبادئي وديني؟، هل سيتسبب ذلك الأمر في ضرر لأي شخص؟، هل لدي الوقت لتنفيذ ذلك الطلب؟.

كل هذه الأمور يجب علينا التفكير فيها بدقة شديدة، ولا تسمح لأحد بأن يستغلك عاطفيًا أو ماديّا، أو يستغل صفة أنك تحب مساعدة الغير.

إقرأ أيضا

تسليم أهالي…إلى متى يخجل الناس من التعبير عن نقص الاحتياجات؟

3. تقييم الموقف حسب الشخص الذي يطلب منك

أثناء التفكير في كل ما سبق، يجب عليك الأخذ في الاعتبار ماهية الشخص الذي يقوم بالطلب منك، فلا يمكن أن يكون الجميع لديك في نفس المعيار، فمثلًا الأولوية يجب أن تكون لعائلتك، فلا يمكن أن تترك والدتك أو والدك أو زوجتك إذا ما احتاجوا إليك، ولكن في نفس الوقت لا تسمح بأن تضغط طلباتهم عليك، فكر فقط في أهمية الطلب المطلوب، وهل يمكن تأجيله؟، هل هناك شخص آخر يمكن أن يحل محلك؟، هل سيتسبب ذلك الطلب في إثارة أزمة أو غضب داخل العائلة؟، كل هذه أمور يجب مراعاتها في حال كان الأمر مع عائلتك.

أما إذا كان الأمر خارج المنزل مع أصدقائك أو زملاء عملك مثلًا، فيجب أن تفكر هل سيؤثر تنفيذ ذلك الطلب عليك سلبيًا، كأن يطلب أحدهم بعض الأموال ليحل أزمة ما لديه، أتفهم رغبتك في فك كربه، ولكن يجب أن تفكر هل أموالك ستكفي؟، هل لديك أي التزامات في وقت قريب؟، هل هناك شيء ضروري يجب أن تشتريه ولا يمكن تأجيله؟، هل سيؤثر ذلك المال على التزاماتك الأسرية، إذا كانت الإجابة على الأسئلة الماضية بنعم، فلا تتردد أبدًا في الاعتذار لصديقك وإخباره بأنك لا تملك بالفعل المبلغ الذي يريده، أو بأن لديك التزامات لا يمكن تأجيلها.