همتك نعدل الكفة
1٬369   مشاهدة  

محمود الخطيب .. نعمة الستر ولعنة القصر

محمود الخطيب
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



(1)

كان لي صديق يعمل محررًا في إحدى الصحف ، بارع تمامًا في مهنته ، مميزًا حد التفوق بفارق شاسع عن الجميع ، ذات يوم أرسل له رئيس التحرير مع أحد مساعديه أنه يريد مقابلته على عَجَل .. غاب نصف ساعة وعاد محمرًا الوجه ، عنّابي الأذنين ، نافخًا ،ناقمًا ، وكأن المدير أخبره بوفاة قريبًا له .. وعندما سألته : مالك ؟ قال لي : عينوني رئيس قسم!

(2)

قبل انتخابات النادي الأهلي التي جاء على إثرها الكابتن محمود الخطيب رئيسًا ، كانت السكينة قد سرقت الجميع ، إعلاميين تابعين للنادي الأهلي ، وجماهير، وكتّاب رأي ، كل ما هو أحمر يتوسطه نسر ينادي على الخطيب أن ينقذه من جحيم التراجع على يد الباشمهندس محمود طاهر ! ولم يرجع أحدهم خطوتين فقط للخلف لكي يتفحص المشهد كاملًا ، هل يصلح الكابتن محمود الخطيب رئيسًا للنادي الأهلي ؟

سرد إعلام النادي الأهلي – في خضم الترويج لحملة بيبو – نجاحات الخطيب التي حققها مع الكابتن حسن حمدي رئيس النادي الأهلي السابق ، والحقيقة أن الترويج كان من نوعية “لا تقربوا الصلاة” ، فلم يذكر أحد كيف كانت البيئة التي حقق فيها النادي الأهلي كل هذه النجاحات ، وهي باختصار ابتعاد الزمالك المنافس التقليدي عن أي مناوشة في ملعب الرياضة مع الأهلي ، كانت الزمالك وهنًا بالدرجة التي يمكن لرئيس الأهلي أن يمضي مع لاعبي الزمالك مجتمعين داخل ناديهم … كان الإعلام أهلاوي بحت .. مقروئًا ومسموعًا ومرئيًا .. كاد الزمالك –لولا جماهيره- أن يغلق النادي ويفتح مشروع أكثر ربحية واستثمارًا للوقت .. كل هذا كوم ، والسيناريو الذي غير الرأي العام وأربك حسابات الجميع كوم آخر .

YouTube player

(3)

أستطيع القول بأن السوشيال ميديا منذ ظهورها وتواجدها بقوة قلبت المشهد الرياضي رأسًا على عقب .. على الرغم من كونها سببًا كبيرًا في شحن الجميع ، وزرع الكُره الغير مبرر ، لكنها أوقفت الكثيرين في الوسط عند النسبة المعقولة لاحترام الجماهير .

كان الأهلي خلال فترة الكابتن حسن حمدي كجميع الأندية ، يعج المشاكل، لكن الوسائل الإعلامية كان من السهل السيطرة عليها ، لكن ، ولحظ الكابتن الخطيب ، وعند مجيئه كرئيس الجمعية العمومية للنادي الأهلي ، اتبع السياسة القديمة في إدارة النادي ، فصار كل تصريح له مراجعًا بحرص من الجمهور ، وطابق الجميع كل ما يقال بما سبقه .. فأصبحت رئاسة النادي شوكة في ظهره ، لا يعرف كيف يتصرف في جمهور جالسًا أمامه بالورقة والقلم لا يحوز أن تمر عليه الواحدة ، ولا يعرف كيف يتصرف مع لاعبين أصبح البكاء على تويتر عندهم أسهل من شرب المياة ، ولا يعرف كيف يحكم العقليات الجديدة من الأجهزة الفنية التي صارت تعتبر الأهلي والزمالك (سبوبة) ، أو (فترة نقاهة) بين العمل في ناديين كبيرين .. ضاقت الدائرة عليه بعد أزمته الصحية فلم يعد بمقدورة مجابهة الضغط الإعلامي اليومي الذي يمارس عليه منذ جلوسه على الكرسي .. ومطلوب منه أن يتماسك لأحلام الجمهور الذي بالغ في إقحامه لرئاسة النادي فأصبح مؤيدوه أكثر إزعاجًا بتأييدهم من المعارضين ، وأصبح الرمز محمود الخطيب عرضه يومية للاتهامات .. أشعر وأن الكابتن محمود يجد نفسه محبوسًا الآن بين شخصيتين .. الأولى هي الشخصية القيادية التي رسمها جمهوره مؤخرًا ولا يريد أن يخذل الجميع بالتخلي عنها .. والثانية هي الأسطورة محمود الخطيب الذي يريد أن يرتدي الترينينج الرياضي ويقضي وقته بين الجري صباحًا ومطالعة الجرائد ومتابعة نادية بنظرة تخليه من كل المسئوليات ويجلس يلعب الطاولة مع صديق عمره حسن شحاتة مستعيدين ذكريات الماضي .

اقرأ أيضا

محمود الخطيب .. لم نسمع عن نجم من نجوم السماء أسقطه حجر

ذاق الكابتن بيبو نعمة الستر حينما كان لاعبًا ، فقد كانت موهبته على قدر تحديات البساط الأخضر ، يكفي أن يسدد واحدة في المقص ليرقص ثلثي جمهور مصر وتتغنى باسمه ، أما الآن فهو يواجه الورقة والقلم ورابطة العنق واللباقة والضغط الإعلامي والجماهيري ، إنه جحيم يواجهه من يجلس داخل قصر النادي الأهلي !

الخطيب وحسن حمدي

(4)

قبل صديقي تعيينه كرئيس قسم ، وكان أدائه شديد السوء ، عاش أيام صعبة ، حرص فيها على أن يكون بحجم المسئولية لكنه لم ينجح ..  وفي أحد الأيام لاحظت علامات السعادة على وجنتيه ، وسألته : خير ؟

قال لي منتشيًا : قدمت استقالتي !

 

الكاتب

  • محمود الخطيب محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
5
أحزنني
3
أعجبني
6
أغضبني
3
هاهاها
3
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان