في فقه المرأة (2).. حقيقة نهي الإسلام عن فلج الأسنان
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
فلج الأسنان من الأمور المُثارة بين الحين و الآخر، فلماذا حرمها الإسلام، و لماذا تلجأ النساء تحديدًا لفلج أسنانهن، وللوقوف على كل هذه الأسباب لابد من الرجوع تاريجيًا لسبب هذه الظاهرة .
الفالج من علامات الحسن عند العرب
اعتبرت فلجة الأسنان سمة من سمات الحُسن عند العرب قديمًا، و كانت من أهم صفات الجمال التي يتغزل بها المحبوب في محبوبته صاحبة الفالجة كما في قصيدة آه من” جور زماني” للشاعر عبيد عبد الرحمن، إذ يقول:” أبلج أفلج أدعج أزج مقرون الحواجب”.
الفالج رمز للحظ السعيد في الغرب
ولم تكن الفالجة من علامات الحسن و الجمال فقط عند العرب بل كانت أيضًا رمزًا للثراء والغنا والحظ السعيد في العديد من الدول الأوروبية والأفريقية، اجتمعت كل الموروثات و ترسخت في أذهان المجتمعات، إلى أن وصل الأمر بالنساء قديمًا خاصة في شبه جزيزرة العرب بفلجن أسنانهن بأنفسهن من خلال وضع أسلاك للمباعدة بين أسنانهن الأمامية للحصول على الجمال والحظ السعيد، غير مدركين للآثار السلبية الناتجة عن تلك الفعلة .
ثورة على الموروثات الخاطئة
ولمّا جاء الإسلام أو الدين الجديد بمفهومه آن ذاك ثار على كل القواعد التي من شأنها تغير خلقة الإنسان، و كل العادات السلبية التي ارتبطت بالخرفات و أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على صحة الإنسان، ومن هذه الخرفات والعادات مسألة فلج الأسنان .
وعادت مسألة فلج الأسنان حاليًا بقوة على الساحة، لتصبح ” موضة” رغم ارتفاع تكلفة عمل الفالج في الأسنان الأمامية تحديدا و الذي يصل إلى 2500 دولار أميركي، فما الحكم الشرعي في صنعه .
الضابط الشرعي في فالجة الأسنان
أولا الضابط الشرعي في هذه المسألة الجدلية ما جاء في فتح الباري لابن حجر العسقلاني في: (بَاب الْمُتَفَلِّجَات لِلْحُسْنِ) أَيْ: لأَجْلِ الْحُسْن، وَالْمُتَفَلِّجَات جَمْع مُتَفَلِّجَة، وَهِيَ الَّتِي تَطْلُب الْفَلْج، أَوْ تَصْنَعهُ، وَالْفَلْج بِالْفَاءِ وَاللام، وَالْجِيم اِنْفِرَاج مَا بَيْن الثَّنِيَّتَيْنِ، وَالتَّفَلُّج أَنْ يُفْرَج بَيْن الْمُتَلاصِقَيْنِ بِالْمِبْرَدِ، وَنَحْوه, وَهُوَ مُخْتَصّ عَادَة بِالثَّنَايَا وَالرُّبَاعِيَّات, وَيُسْتَحْسَن مِنْ الْمَرْأَة، فَرُبَّمَا صَنَعَتْهُ الْمَرْأَة الَّتِي تَكُون أَسْنَانهَا مُتَلاصِقَة لِتَصِيرَ مُتَفَلِّجَة، وَقَدْ تَفْعَلهُ الْكَبِيرَة تُوهِم أَنَّهَا صَغِيرَة؛ لأَنَّ الصَّغِيرَة غَالِبًا تَكُون مُفَلَّجَة جَدِيدَة السِّنّ، وَيَذْهَب ذَلِكَ فِي الْكِبَر.
فما معنى هذا الكلام، أنه إذا كانت فالجة الأسنان لزيادة الجمال فهذا حرام لقول النبي صلى الله عليه وسلم ” المتفلجات للحسن، المغيرات لخلق الله” و يتبادر سؤلًا هنا الحسن مطلوب و ضروري للمرأة ، والإجابة بسيطة جدًأ هذا تغير لخلق الله.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال