همتك نعدل الكفة
2٬490   مشاهدة  

البوسة فضلوها عن الأدب والسينما النظيفة .. حين صار الحب جريمة

الأدب


“الأدب فضلوه عن العلم” ..مثل عظيم الانتشار شديد الغباء، تسبب في تأخر مجتمعنا العربي ضمن اسباب أخرى عديدة، فلا تعلمنا ولا صرنا مؤدبين، على الرغم من عدم التعارض نهائيا بين الأدب والعلم، بل الحقيقة أن التعليم يهذب الروح.

أما في السينما فالمثل الشائع حالياً هو “الحياء فضلوه عن الفن”، فقامت القنوات الخليجية منذ فترة بقطع مشاهد القبلات من الأفلام حرصاً على مجتمع خالي من التقبيل، ثم بعد ذلك منعت الرقصات وهكذا خطوة بعد خطوة للقضاء على كل إباحية الفن، فلا عرفوا القبلة ولا توقفوا عن ممارسة الرذيلة.

لم يعرفوا معنى القبلة اعتبروها خروجاً عن الأدب لأننا شعوب تفكر بنصفها السفلي والقبلة تثير ما أسفل، هكذا يرونها، لأنهم لا يعرفونها.

البوسة

المثير للدهشة والاسف أن أجيالا كثيرة شاهدت قبلات ابطال السينما طيلة القرن العشرين ولم تثرها تلك القبلات، بل لمست ارواحها وظلت مشاهدتها من حين لآخر تحمل “نوستالجيا” عظيمة لتلك المشاهد، افسدها القطع الجائر من رقيب متخلف لافلام كانت يوما تراثاً مصرياً قبل أن تنتقل ملكيتها لبلاد البترودولار، بل أن السينما المصرية بدأت خطواتها الرائدة في بدايات القرن العشرين بفيلم “قبلة في الصحراء”، حيث اعتبر المصريون القبلة علامة على الحب ولم يخجلوا منها، و أرٌخوا لتلك القبلات فذكروا أن أول قبلة لفريد الأطرش كانت مع مديحة يسري في فيلم “أحلام الشباب” عام 1942، أما فاتن حمامة التي رفضت أن يقبلها ممثل فقد قبلت عمر الشريف عام 1954 في فيلم “صراع في الوادي”، أما عبدالحليم حافظ فاعتبروه بطل العالم في “البوس” بعد فيلم “ابي فوق الشجرة”،  ثم جاء الجيل التالي ليتنافس نور الشريف وحسين فهمي وعادل إمام في لقب الأكثر تقبيلاً في ظل عصر التقبيل داخل السياق الدرامي والذي بدأ في السبعينيات وأنتهى في منتصف التسعينيات،، قبل أن تختفي القبلات في ظلام السينما النظيفة مبتورة الشفاة، والتي ولدت بفيلم “اسماعيلية رايح جاي”

ومع دخول السينما النظيفة فقدت مصر الشارع الآمن النظيف وانتشر التحرش، ليتهموا السينما بأنها السبب.

f

ولأن السينما مرآة المجتمع، ولأن الك الشاشة تنقل الواقع كبللورة سحرية فليس مطلوباً منها أن تمنع الأخ من احتضان أمه وأخته كما تفعل بعض الممثلات المحجبات على شاشة التليفزيون، وليس مطلوباً منها أن تمنع التقبيل والبشر الطبيعيين يمارسونه في الحياة مثلما يأكلون ويشربون، لكننا شعوب تفضل الكراهية وتكره الحب، يسعدها أن تشاهدك تقتل ولا تشاهدك تقبل، كذلك تحتقر المرأة، وتعتبر القبلة منة يمنها الرجل عليها، فلماذا يعرضون عليها ما يثير طمعها في الرجل، وبات منع القبلات والسماح بالألفاظ الخارجة الخادشة للحياء سمة تتميز بها أفلام بعض المنتجين، الذين يفخرون بافلام خالية من القبلات في ازدواجية مرعبة تشير إلى خلل مجتمعي رهيب، يمارسه القائمون على صناعة السينما ضمن منظومة شديدة التخلف بدأت مع الزحف الوهابي على مصر في منتصف الثمانينات، وصار المجتمع يرفض أن يمسك الرجل يد زوجته أو حبيبته أو يحتضنها في الشارع، صرنا نرى الحب جريمة.

بل زاد وغطى من يخرج ليطالب بتحريم مشاهد عقد القران في الافلام لأنها تعني الزواج الفعلي،  ويتهم أخر الفنانين بالعهر ونشر الرذيلة ليظل العقل العربي حبيس متاهات التحجر الفكري، حتى نعود رويداً رويداً إلى زمن الشعلة والسهم والحصان من أجل مستقبل افضل لعلماء الدين.

إقرأ أيضا
رواية فرج

إقرأ أيضاً

متى يتوقف الأستاذ هشام قاسم عن “قلة الأدب”؟

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
4
أعجبني
3
أغضبني
5
هاهاها
6
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان