فرضته على أهلي واشتروا لنا الشقة ثم ماذا حدث – قصة حقيقية -حلقة ١
ولأنني أؤمن أنه لا شئ يحدث في هذه الحياة صدفة ،وأنها أقدار كُتبت علينا ولن تنجلي حكمتها في وقتها ولكن تنجلي حين يشاء الله ،وساعتها ستدرك لماذا تحديداً اختارك الله لهذا “الابتلاء” الذي كنت تظنه وقتها ابتلاء ولكنه كان الشرارة التي أشعلت في نفسك التي ماتت منذ سنوات لم تعد تعرف عددها قدرتك على التحدي و اذهلتك بقوتك الداخلية التي لم تكن تعرف عنها شيئاٌ.
حتى لا استرسل في المقدمة و ينتابك الملل فـإني سالُخص في هذا المقال الاول والذي آمل أن تتبعه مقالات أخرى تأتي تباعاً كسرد لتجربه شخصيه حدثت لي و لتجارب اخرى لأشخاص قريبون عايشتها عن كثب لتكون بمثابة جرس انذار لبناتي وابنائي الشباب حتى لا يقعوا فريسه لعلاقه سامه تفقدهم ادميتهم و انسانيتهم وقبل ذلك تُفقدهم عُمرهم الذي لا يُعوض.
بعد سرد هذه القصة التي لم اكتبها لتكون رواية تُقرأ سوف اُجيب عن الأسئلة التي دارت في عقلي بعدها وهي
لماذا حدث هذا؟
كيف حدث هذا؟
لماذا انا تحديداً؟
ما هي العلامات التي تجاهلتها عمداً وكانت جلية كالشمس و اوصلتني لهذه النهاية؟
لماذا لم استطع الهروب من هذه العلاقة بالرغم من التحذيرات التي أرسلها عقلي مئات المرات؟
وقد دفعتني هذه الأسئلة لقراءة عشرات الكتب في علم النفس الاجتماعي و سماع مئات الفيديوهات التي تتحدث انواع الشخصيات واضطرابها ومسؤلية الشخص السام عن أفعاله فقط لأعرف ماذا حدث و من منا المخطئ وعلى من يقع الخطأ على عاهلي ام على عاهل السام ام كلانا معاٌ ولكن بنسب غير متساوية.
سوف الخص لكم نتيجة هذه القراءات لنستفيد سوياٌ و لأربت على كتف كل انسان مر بهذه التجربه المُريعه بأنه ليس وحده وإنما نحن كُثر.
و أود التنويه انني لست طبيبه او دارسه لعلم النفس و إنما هي تجربة حياة فمن رحم الألم يولد الأمل.
لنبدأ
طفله عاديه لاحدى الأُسر من الطبقة المتوسطة و التي كانت في ذلك الوقت تُشبه بعضها بعضاٌ ، سافرت مع أبويها وإخوتها إلى احدى الدول الخليجية املاٌ في مستقبل أفضل ، تربت في بيت الأب فيه يُساعد الأم في جميع الاعمال المنزليه و يذاكر للأبناء ويهتم بهم ويرعاهم معها ، والأم تضع راتبها كاملاً مع راتب الأب في حساب مُشترك باسميهما معاً ، إذ لا مجال حتى للتفكير في خيانة الثقة،و لفرط سذاجتها تصورت ان هذه العلاقة السوية هي العلاقة السائدة لدى كل البشر ونمى ذلك الاحساس ان كل افراد عائلتها الكبيرة كانوا بنفس النمط.
كبرت هذه الفتاة و سارت على مشارف الجامعة وكان لابد من العوده للقاهره،وهنا كانت الطامة الكبرى والزلزال الذي قلب حياتها رأساٌ على عقب.
كانت فتاة جميلة و محط أنظار كل من حولها لجمالها و “لسذاجتها” ،لذلك وقعت فريسة لصياد ماهر أوهمها بالحب والعشق وكانت المرة الاولى التي تخوض فيها هذه الأحاسيس فصدقته و آمنت به رغم تحذيرات الأهل و حتى اصدقاء الجامعة الذين كانوا على دراية بأنه شخصية تُعاني من اضطراب نفسي نتيجة قسوة التربية التي تعرض لها في الطفولة من ام نرجسيه [سأقوم بشرح هذه الشخصية و اضطرابها وكل ما يتعلق بها بعد الانتهاء من سرد القصة وكمُلخص بسيط هي شخصيه قويه ومسيطره وتؤمن بأنها فوق البشر وتستحق كل شئ ويجب على الجميع بما فيهم الأب الخضوع لها وإلا قوبلوا بالضرب والتحقير و الاتصال بجميع معارفهم بما فيهم الأصدقاء لسبهم وشتمهم وتشويههم وفضحهم على الملأ حتى لا يفكروا في إغضابها مرة اخرى ولو حاولوا النقاش معها كانت تقول لهم أنا لا أخضع للمنطق] والام تفخر بذلك و لا تسعى للعلاج.
قام هذا الشخص السام بعمل غسيل مخ للضحية كأسلوب مُتبع و معروف ومحفوظ لدى هؤلاء الأشخاص ففرضت الفتاة هذا السام على أهلها وقام والدها بشراء شقه لها وتجهيزها بمساهمة بسيطة من المُتلاعب لأن اهله رفضوا تماماٌ فكرة الإسهام في زواجه بل و اعلنوا الحرب لأنهم وكما قالت والدته بالنص “لقد قمنا بالصرف عليه منذ ولادته وحتى الآن ولم نأخذ منه مقابل ” أى أنها كانت تنتظر مقابل مادي لما اُنفق عليه !!
دخلت الفتاة الحالمة الى الحياة الجديد وكانت تعتقد أن زوجها سيُشبه الفارس أحمد مظهر ليس في الشكل وإنما في نُبل الأخلاق ورُقي التعامل في الأوقات السيئة والجيدة، ولم يمر عدة أيام حتى سقط القناع ، إنسان لا يهتم بمشاعرها ولا يآبه بها و لا يهتم إلا برغباته و تحقيقها ولا يفهم سوى حقوقه ويتنصل من كل واجباته ، ثم اكتشفت أنه يكره أهلها بعد كل ما فعلوه لأجله كرهاٌ عميقا لم يُصرح به قولاٌ و إنما يظهر على كل تصرفاته ولم تفهم وقتها ما السبب ولماذا يكرههم بعد كل العون الذي قدموه له! [بعد دراسة هذه الشخصية اكتشفت انه يكرههم لأنهم أسوياء ومُتحابين وليسوا كأهله شخصيات سامة ولذلك كان لابد من معاقبتهم هم على طفولته البائسة ].
كيف صارت الحياة بعد ذلك ؟؟
كانت تعمل في وظيفه محترمه لانها خريجة احدى كليات القمة كما يطلقون عليها وعندما وضعت مولودتها اقنعها انها لابد و أن تستقيل من عملها حتى تتفرغ لرعاية الابنة ووافقت ،وهنا ظهر التناقض ،فالطفلة التي لابد ان تتفرغ الأم لرعايته هي في الحقيقة لا تعني له شيئاٌ بل هي عبء عليه لانها اخذت من وقته ولم تعد الأم مُتاحه له اربعه وعشرين ساعه في اليوم كما كان يُخطط ،و لم تحرك فيه هذه الطفلة اي مشاعر للابوه فهؤلاء الأشخاص لم و لن يحبوا يوماٌ إلا أنفسهم ، فكان يستاء من بكائها وكأنها ليست ابنته لم يحملها يوما او يُهدهدها او يُدللها بل كان والدي الام هم من يقومون عنه بكل هذه الأعباء بما فيها الذهاب للاطباء واخذ الطفله حتى ترتاح الام قليلا لان وقته الثمين لا يسمح له بهذه التفاهات وهو لا ينشغل بهذه الصغائر.
لم تمر عدة أشهر حتى اكتشفت المسكينه انها حامل مرة اخرى وهنا وقع الزلزال المدمر،ففي نفس الوقت الذي حملت فيه المسكينه كانت أخته قد تزوجت وعرفت ان لديها مشاكل في الإنجاب،وهنا اجتمع ثالوث الظلام الام والابنة والابن الذي هو الزوج لهذه المسكينة وصدر القرار لابد من الطلاق لمعاقبتها على التجرؤ على الحمل و كأن هذا المولود كان للاخت والمسكينه سرقته، مع مراعاة عدم اعطائها اي مستحقات لانها لا تستحق!!
بالطبع هو من خرج من المنزل لأنه ملكها ولم يقم بطردها كما سيفعل بعد ذلك عندما تُصبح لديه شقة يملكها،ولكن ذهب اولا الي قسم الشرطة ليُثبت أنه لم يأخذ من المنقولات شئ!!
بمجرد خروجه من المنزل وكما سيتكرر بعد ذلك فهو ينسى تماما الفترة التي عاشها و الابنه التي انجبها والاخرى التي لم تولد بعد فلا يسأل عنهم ،ناهيك عن الانفاق عليهم فقد اجتمع مرة اخرى ثالوث الظلام و “افتوا” بجواز بل بوجوب عدم الصرف على الام والطفله ولا ادري على اي سند استندوا ،فلا قانون ولا دين ولا حتى إنسانية تقبل ذلك ،ولكن كما قالوا سابقاٌ “نحن اناس لا نخضع للمنطق ولا تنطبق علينا قوانينكم ايها الرعاع”
إقرأ أيضاً
ملف العيش : (اللقمة الثانية) .. رائحة العيش .. رائحة الحياة