ماذا لو دخل أحمد السقا كلية الشرطة؟ ..أعصابه وأعصابنا حترتاح
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
هناك حوداث بسيطة لو حدثت لتغير العالم، وربما السينما ومن أهم هذه الحوادث هي عدم قبول الطالب أحمد صلاح السقا في كلية الشرطة، ربما كنا رأينا ضابطاً متميزاً لكن بالتأكيد أنها تسببت في أن نرى ممثلاً متواضعاً، أثر الفراشة هذه المرة يرى ولا يزول.
البداية
عام 2002 بعد أن قرر شريف عرفة تقديم أحمد السقا في فيلم «مافيا» كأحد أفلام الحركة والذي يناقش قضية مخابراتية ينجح فيها النجم الصاعد صاحب الجسد والعمر المناسبين في مساعدة المخابرات في مهمتها، وهنا يستعين عرفة بالممثل أحمد السقا الذي اشترك في بداية حياته ومشواره الفنى في أدوار صغيرة منها مسرحية «خدلك قالب » في دور كومبارس حيث كانت تعرض في مسرح الشباب بالقطاع العام—مسرحية غلط في غلط—مسرحية النهاردة آخر جنان مع نجم الكوميديا محمد رضا، ومسرحية «فيما يبدو سرقوا عبده».
تم اكتشافه على يد الكاتب أسامة أنور عكاشة وقدمه للمخرج محمد فاضل وأشركه في مسلسل «النوة» عندما شاهده في مسرحية «خدلك قالب» أعجب به وسجل اسمه في نوتة جلدية وقدمه للمخرج محمد فاضل.
أيضاً له أدوار صغيرة في عدة أعمال وهي دور في فيلم ليلة ساخنة مع النجم نور الشريف، ودور في مسلسل النوة مع النجمة فردوس عبد الحميد وآخر في مسلسل نصف ربيع الآخر مع النجم يحيى الفخراني. أيضاً دور في مسلسل ترويض الشرسة مع النجمة آثار الحكيم وبطولة سهرة «جواز على ورق سوليفان» ودور في المسلسل الشهير «هوانم جاردن سيتي» مع كوكبة من ألمع النجوم والمشاهير.
وله أيضاً دور في مسلسل ألف ليلة وليلة كان دور جن اسمه «بحبوك » ودور في فيلم «هارمونيكا».
حيث كانت إمكانيات النجم الصاعد الذي برز كـ«جان» في أفلام محمد هنيدي الذي يفتقر تماماً لتلك الصفة السينمائية فحاول المخرجون تعويضها بوجود نجم مساعد يحمل عنه هذه المهمة في «صعيدي في الجامعة الأمريكية» و«همام في أمستردام» مما يتناسب مع قدرات السقا التمثيلية المتواضعة حينئذ، قبل أن يقرر بعد النجاح الباهر لفيلم «مافيا» الانفراد بالبطولات الواحدة تلو الأخرى، صار السقا ممثلاً محترفاً وضابط شرطة هاوٍ لم يظهر بعد.
الموهبة
سيذكر التاريخ أحمد السقا كأفضل صانع للنجوم، حيث يستعين النجم الفارس كما يحب أن يطلق عليه ببطل مساعد في أغلب أفلامه، فلم يشعر الجمهور بمصطفى شعبان سوى في فيلم «مافيا» أمام السقا، وكذلك قدم خالد صالح الذي صار نجماً يشار إليه بالبنان، حتى إن خالد النبوي صاحب القبول الجماهيري الضعيف رغم موهبته العريضة نال استحسان الجمهور في فيلم «الديلر» بمجرد وقوفه أمام السقا، وكذلك عمرو واكد في فيلمي «تيتو» و«إبراهيم الأبيض»، بينما كان أحمد عز صاحب الموهبة المنعدمة ظاهرا للغاية أمامه في فيلم المصلحة.
ويعتبر السقا هذا نجاحاً له على الرغم من كون هذا تحديداً إشارة واضحة على قدراته السينمائية الضعيفة التي جعلت ممثلاً مثل مصطفى شعبان الذي فشل في تقديم إعلان عن أحد أنواع الشيبسي في التفوق عليه، بل زاد وغطى عندما قرر السقا تقديم نوعية من الأفلام الرومانسية مثل «عن العشق والهوى»، ثم «تيمور وشفيقة»، ليتحول مشهد بكائه في الفيلم الأول لمشهد كوميدي يتناوله رواد اليوتيوب من أجل السخرية من البكاء.
أو كوميدية مثل فيلمه بابا أمام درة ولم يحقق نجاحاً يذكر.
النهاية
أحمد السقا ابن عصره، عصر أنصاف المواهب الذين تصدروا كل المجالات فصار نجوم الصف الأول سينمائياً هم السقا وكريم عبد العزيز وأحمد عز ومحمد رجب وغيرهم بعد جيل كان نجومه أحمد زكي ونور الشريف ويحيى الفخراني، ربما كانت تلك طبيعة الأمور لكن بالتأكيد أن السقا كان سيجد نفسه في وزارة الداخلية أكثر بكثير من شاشة السينما
الكاتب
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال