همتك نعدل الكفة
507   مشاهدة  

من أين جاء الاختلاف بين اللهجة واللكنة؟

اللهجة
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



على الرغم من أننا أبناء دولة واحدة ، غير مفتتة ولا بين محافظاتها حدود ، وعلى الرغم من أننا أبناء ثقافة واحدة تقريبًا ، وننهل من نهر ثقافي وتليفزيوني واحد .. وعلى الرغم من أن جميع محافظاتنا بينها الصهر والتعامل التجاري والمعاملات اليومية ، وعلى الرغم أيضًا من أن الانصهار الشعبي بجميع أطيافه موجودًا وبعنفوان وقوة كبيرين .. وعلى فرض أننا أصحاب لغة واحدة ، إلا أننا أصحاب لكنات مختلفة ، لكنات مختلفة بكل مكان ، أبناء الدلتا يتحدثون بشكل مختلف عن أبناء الفيوم .. وأبناء الاسكندرية لهم قاموسهم الخاص عن الصعيد الذي يختلف قاموسه عن جميع القواميس فـ (الناصية) غير (القمة) غير (أول الشارع) .. حتى إن أبناء الحيّ الواحد ربما يختلفون فيما بينهم من لكنات بسبب العائلات المنحدرين منها .. إذًا .. من أين جاء كل هذا الاختلاف برغم كل هذه الروابط ؟

في موسوعة ” مختصر تاريخ اللغة” كانت الإجابة وافية كافية بفضل عمل صاحبها الباحث “ديفيد كريستال” وحاولنا تسليط الضوء على مناطق معينة من الدراسة للخروج بإجابة مختصرة في بحر معلومات الدراسة الهائل، حيث قال : إنها واحدة من أولى الأشياء التي نلاحظها . نلتقي بشخص يتكلن لغتنا قادم من جزء مختلف من البلاد ، أو من منطقة مختلفة من العالم، ونكتشف إنه لا يتكلم بنفس الطريقة التي نتكلم بها . تكون الاختلافات كبيرة جدًا حتى نواجه صعوبة في فهمها . لماذا يحصل هنا ؟

الجواب هو أن الأمر عائد برمته إلى اللهجات واللكنات . من المهم أن نفهم الفرق بين هذين المصطلحين ، لذا سأتحدث عنها واحدة بعد الأخرى . فاللهجة هي طريقة للتحدث تنتمي إلى جزء معين من البلاد باستخدام الكلمات والعبارات المحلية ، وغالبًا ما تكون معروفة في أجزاء أخرى من البلاد على سبيل المثال ، إذا سمعنا شخصًا يتحدث عن (طفل صغير wee child) أو ( معطف جميل bonny coat)  فسنكون على يقين من أن هذا الشخص قادم من اسكتنلاند أما إذا سمعنا شخص يقول نفس الكلمتين لكن الأولي يقولها (jigger) ، أو (cozy) .. فإننا نتحدث عن شخص قادم من زقاق صغير يمتد خلف نفس المنازل المجودة هناك .. على الرغم من اختلاف الأبجديات هنا لكنهما نفس المعنى ، وهنا يكمن الاختلاف .

جذور الاختلاف

هناك الكثير من اللهجات واللكنات الإنجليزية في كل كيلومتر مربع في بريطانيا أكثر من أي جزء آخر من العالم الناطق بالإنجليزية ، وذلك لأن بريطانيا لديها تاريخ متنوع، عاش فيها أناس ذوي أصول جرمانية قدموا من أجزاء مختلفة من أوروبا ليستقروا في أجزاء مختلفة من البلاد ، وبعضهم اختلط مع أقوام السلت من ويلز وإسكتلاندا وأيرلاندا . لم يمر وقت طويل قبل أن يقوم المستوطنون في منطقة صغيرة واحدة بتطوير طريقة خاصة للتحدث بهم . لكن جميع البلدان فيها لهجات ورطنات . فهناك المئات من الكلمات المحلية وقد جمع منها في قواميس متعددة ، وكثيرًا ما نشاهد كتابًا بتلك اللهجات تباع في المراكز السياحية في جميع أنحاء البلاد ويمكننا العثور على قوائم موجودة على الانترنت أيضًا . وكل ما عليك فعله هو كتابة (لهجة نيويورك) أو (لهجة يوركشاير) في محرك البحث جوجل .. وسوف نحصل على الكثير من النتائج  . وعندك الاختلاف الكبير وهو اختلاف الأجيال في اللهجات واللكنات .. فالروافد الزمنية ومصطلحات الوعي القديم لابد وأن تختلف حديثًا .. حتى لو بنفس المنزل الواحد .. فالعوالم القديمة من طعام وأغاني وسينما لابد وأن تغييرها يصنع وعيًا جديدًا وبالتالي يصنع لكنات جديدة .. وفي هذا الاختلاف بحر واسع ليس لم ولن يكون له نهاية .

إقرأ أيضا
فنان تحريك العرائس الهندي في غزة

الكاتب

  • اللهجة محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان