محمد هلال .. حدوته مزيكاتي لم تروى بعد
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
هى قصة متكررة وشائعة جداً عن الموهوب الذي تُسيطر عليه مزاجيته المتقلبة فيلجأ إلى تجريب كافة الألعاب العبثية الممكنة فيضل الطريق وتتشتت موهبته وتضيع سنين من الأبداع ويرتقى السلم من هم أقل منه موهبه و تتحول حياته الى دراما مأساويه …..
( محمد هلال ) المزيكاتى القدير الذى اضاع سنين كثيره من عمره واختفى فى صمت حتى رحل دون وداع يليق بموهبته العظيمه جدا فى ظل وسط غنائى جاحد يتصدر فيه المطرب المشهد الغنائى ويتوارى فى الظل بقية صناع الأغنية .
اواخر السبعينات والاغنية تمشى بخطى سريعه نحو شكل جديد لها محمد هلال كان من اوائل من وضعوا شكل التوزيع الموسيقى الحديث الذى مهد الطريق لأخرون بعد ذلك هذه الخلطه الموسيقيه الجديده والتى انتجت اغنيه مغايره ومزجت مابين جمل لحنيه شرقيه والتوزيع المعتمد على الاَت غربيه
.
هلال كشأن اغلب الموزعين فى تلك الفتره بدأ حياته عازفا للكى بورد فى احدى فرق جامعه عين شمس سرعان ماتحول الى الاحتراف وعمل فى بعض الفرق الموسيقيه حتى أستقل بموسيقاه وتحول الى التلحين والتوزيع الموسيقى.
بدأت رحله محمد هلال الموسيقيه مع المطرب على الحجار بتوزيع اغنيات الوجه الأول من البومه الأحلام
ثم بدأت الشراكه المهمه مع الشاعر الراحل عصام عبد الله وحققوا نجاحات كبيره وقتها بأعاده تمصير بعض اغنيات الاطفال الشهيره والباقيه حتى الأن بصوت الراحل الكبير عبد المنعم مدبولى ( البطه * لى لى كو * دا دا )
ثم التجربة المدهشة مع الكوميديان سمير غانم فى البوم الفانتازيا الساخر ( مانا مانا) والذى اعاد فيه محمد هلال توزيع فواصل من برنامج مسرح العرائس الشهير ( المابيت شو ) والتحفه البديعه جدا فى رثاء الضيف احمد والتى كانت خلفيه موسيقيه لكلمات الراحل عصام عبد الله
ثم التجربة الأصعب فى رحله هلال بأعادة توزيع أغنيات خالد الذكر ( سيد درويش ) فى ألبوم إيمان البحر درويش ( الوارثين ) والتى تخوف منها إيمان فى البداية وأصر عليها المنتج عاطف منتصر وقدم هلال الذى كانت توزيعاته حلقه وصل رائعه بين القديم والحديث وحقق الألبوم نجاحا باهرا
بعدها ذاع صيت هلال داخل الوسط الغنائى وكان شاهدا على بدايات كثير من المطربين صاروا نجوما فيما بعد فتعامل مع محمد فؤاد وعمرو دياب وانوشكا ومدحت صالح وسيمون ثم الشراكه الفنيه الرائعه مع عايده الايوبى والتى وضعتها فى زاويه منفصله عن بقيه جيلها.
.تظل موسيقى برنامج المقالب الشهير ( الكاميرا الخفيه ) هى اشهر ماقدم هلال
على مستوى السينما وضع هلال الموسيقى التصويريه للعديد من الأفلام اشهرها “الدنيا على جناح يمامه ” أنا وأنت وساعات السفر ” أنذار بالطاعه ” الساده الرجال ” أدم بدون غطاء ” قليل من الحب كثير من العنف ” أبو كرتونه
ووضع الموسيقى التصويريه والالحان لمسرحيه الهمجى ووزع اغنيات مسرحيه أه يا غجر
حياه هلال الفنيه والشخصيه مليئه بالمطبات الصعبه والدراماالمثيرة , عندما كنت اقابل اى شخص له علاقة بالوسط الغنائى كنت ابادر بالسؤال عنه ولم يفسر الغياب سوى مطرب تعامل معه فى السابق بأنه سقط فريسه للأدمان مرتين الأولى على يد منتج كاسيت لم يذكر هلال عندما تم استضافته فى احد البرامج والمره الثانيه كانت عبر مهندس صوت رحل قبل هلال بعام ونصف تقريبا
فى احدى المرات كنت اتحدث مع مطرب تسعيناتى قبل ان يحل ضيفاَ على برنامج اذاعى خاص بفتره الثمانينات والتسعينات على محطة يملكها ( موزع موسيقى شهير ) طلبت منه بشكل شخصي ان يبعث برساله الى محمد هلال المختفى عن الساحه الفنيه وقتها ويحاول ان يكشف اسباب اختفائه وما أن بدأ المطرب فى الحديث عنه سرعان ماألتقط المذيع الكلام وتحدث عن مطربه صنعت مجدها مع محمد هلال وتجاهل الحديث عنه , لم اندهش كثيرا خصوصا ان المذيع كان مدير اعمال تلك المطربه فى ذلك الوقت !!! هكذا تدار الأمور فى الأعلام أعاده انتاج الماضى بأنتقائيه شديده الرخص تتوافق مع
.مصالحها التجاريه تبحث عن اللامع والبراق حتى لو مزيف وتصوره لنا على أنه زمن الفن الجميل
هلال حدوتة موسيقية لن تجدها فى الاعلام رغم مرور عاماَ كاملاَ على وفاته ونكرته النوستالجيا الانتقائيه وكأن قدر المبدع الحقيقى هو المزيد والمزيد من الجحود والنكران لا تكريما فى حياته ولا حتى بعد مماته
إقرأ أيضاً
أحمد خليل .. كثيرون حول المراكيبي قليلون حول الصفطاوي
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال