همتك نعدل الكفة
392   مشاهدة  

جومورا … طوبى هم الذين يعانون الاضطهاد من أجل العدالة

المسرح الكنسي
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



المسرح الكنسي  أحد أهم الأماكن التي تجسد الإبداع باختلاف طوائف الكنيسة في مصر، ولعل مسرحية جومورا للملف الشاب مينا عوض أحد أبرز المسرحيات التي تناولت آلام المسيح وصلبه وخلاص البشرية،إضافة إلى تناول بعض الظواهر الأخرى كظاهرة الإلحاد وظاهرة الاضطهاد، ونتنتاول هنا المسرحية بشيء من التفصيل .

العنوان    

اسم جومورا Gomorrah مأخوذ من نص “جوسيبي ديانا “، كاهن رعية في كاسال دي برينسيبي الذي قُتِل على يد “كامورا”  في مارس 1994م، ويتناول النص الذي نقوم بتحليله أربع لوحات مختلفة بصورة نثرية تقريرية كما جاء في كتاب  ” Gomorrah”.

إذًا عنوان المسرحية يتشابه مع كتاب جومورا من حيث تقسيم الفصول ولغة الحوار وتقسيم كلا منهما إلى أربع لوحات رغم تفرق الأحداث في كل منهما لكن تلك الأحداث تتصل عند نقطة وهي اضطهاد المسيحية كما سنتعرف  عليها من خلال تحليل لوحات المسرحية.

موضوع المسرحية

نص جومورا مقسم إلى أربع لوحات درامية غير مُعنوَنة، وتقوم أحداث المسرحية من اللوحة الأولى إلى اللوحة الرابعة داخل مدينة تسمى” جومورا” وهو مكان خيالي، فقط اختيار الاسم إشارة إلى قصة اضطهاد برعاية الباباوات في إيطاليا .

اللوحة الأولى : 

تبدأ بمنولوج داخلي لشخصيات الصراع داخل المسرحية ثم ينتقل النص المسرحي في اللوحة الأولى  إلى الحوار، حيث الملكة (نافي) التي  تأمر جميع الرعايا  بالسجود لها وتردد بعض عبارات العظمة مثل” مين يقدر يقول لي لأ … أنا نافي…. أنا الملكة …. الكل يسجد لي ..”.

وتستمر تيمة العظمة  والتفاخر  من خلال شخصية الملكة ” نافي” إلى اللوحة الثالثة أي قبل اللوحة الأخيرة .

تهاجم الملكة “نافي” بكل جبروت أنصار المسيح الرب ، تقيدهم بالسلاسل، وتحكم عليهم بالموت إذا آمنو بالمسيح .

( لوسيا)  ابنة المسيح ، التي تؤمن به إيمان مطلق مهما اشتد عليها الظلم والسجن والاضطهاد ، فتقول: يا رب  الاضطهاد علينا اشتد … أنا عارفه أنه صليبنا ولازم نشيله.. لكن احنا بشر  أضعف من القشة .. أنت يا رب الحامي .. الشافي.. ماسح دمعة كل حزين” .

إذَا تُشكل اللوحة  الأولى اضطهاد الحكام ترمز لهم شخصية  الملكة ” نافي”  للدين المسيحي  والمسيحية حيث تتداخل الشخصيات بصورة استاتيكية  من النشأة إلى الآن.

اللوحة الثانية :

اللوحة الثانية انبثقت من قلب اللوحة الأولى ولكن اللوحة الثانية انفردت بثلاث شخصيات جديدة عالجت كلا منهم قضية اجتماعية دينية ، حيث( إيكار) المشتهي الذي يقوم بسرقة طعام الجنود، فهذه الشخصية عالجت فكرة شهوة الطعام التي تؤدي إلى دنس وجريمة غير مقبولة وهي السرقة ، وحتى ولو كانت سرقة طعام الجنود الذين يضطهدون الرعية .

أما الشخصية الثانية فهي شخصية(  توماس) الشكّاك الذي لا يؤمن بأي شيء ، وهذه الشخصية عالجت فكرة الإلحاد بين الشباب وسنرى نهايته في اللوحة الرابعة، والشخصية الثالثة هي شخصية ( فرح) المؤمنة بالمسيح ولكنها تفتقد الرجاء أي  نصف مؤمنه بالرب .

ومن أهم القضايا التي عالجتها اللوحة  الثانية هي قضية الإلحاد بالرب وجاء ذلك من خلال الحوار الآتي..

لوسيا: ربنا موجود .. كله خير.. مسيرها تنتهي.

فرحة: موجود بس برضوا هنموت

توماس: .. موجود بس بعيد قاعد على العرش  و شايفنا بنتمزع و بينقطع من لحمنا … عارفه… احنا نقول إن مفيش ربنا أحسن  مجرد سراب … خيال …

كما طرحت اللوحة الثانية أيضا مشكلة اجتماعية  دينية أيضا وهي مشكلة السعي خلف الشهوة حتى لو كانت شهوة الطعام، وجاء ذلك من خلا حوار بين شخصيات العمل .

لوسيا: أنت مسكين  بتجري ورا شهواتك .

إيكار( السارق): هنعدم علشان سرقت… يا رتني سرقت حاجه عدلة أنا سرقت أكل جنود الملكة نافي….

اللوحة الثالثة

أما اللوحة الثالثة فهي مكملة للوحة الأولى ومتداخلة مع اللوحة الثانية ، فاللوحة الثالثة صورت آلام القدسين  وخدم الكنيسة حينما يتعرضوا للاضطهاد، كما أن اللوحة الثالثة مكملة للوحة الثانية من خلال عرض قضايا اجتماعية وسياسية  في إطار ديني ومن هذه القضايا الاجتماعية قضية عقوق الوالدين  تلك القضية مشوبة بالسياسة  لا سيما و أن الذي جمع القضيتين هي أحد خدم الكنيسة .

وُلدت أيضا في هذه اللوحة شخصية جديدة وهي  ( الأم مريم) التي تعمل لخدمة الكنيسة بفناء،  أيضا هذه الشخصية عاجت أفكار اجتماعية منها الدعاء لولدها الفاسد الذي يؤذيها بكل السُبل

فتقول:

واصرخ إليك أن ترحم ابني وتنجيه  من شر ذاته ..فلتنزع شر الشهوة من قلبه .. تزرع بها خير الشهوة ..شهوة حبك … امنحه رجاء  فيك ولا تحاسبه  لاجل صغر سنه….”

بعد هذه الصلوات يدخل ( بيتر) الابن وهو سكران ويقول: ” أنتِ مبتزهقيش من الصلاة !، ثم يقوم بضربها  من أجل أن تعطيه مال الكنيسة.

ثم تستمر اللوحة في عرض  مشكلة  عقوق الأبناء للآباء حتى وصل الأمر بالابن أن يضع أمه في السجن من أجل حفنة أموال .

اللوحة الرابعة :

تبدأ للوحة الرابعة كما بدأت اللوحة الأولى في  قصر الملكة نافي تحديدًا في سجن جومورا ، حيث آلات التعذيب  والسلاسل والأغلال .

في بداية اللوحة الرابعة يستمر السخرية من الرب المسيح  على لسان الملكة نافي  فتقول بسخرية:” أين أنت  يا الله …. لازم محدش يصليلك تاني  أبدًا..”

ثم يجتمع كافة الشخصيات التي ظهرت في العمل ” ايكار، فرحة، لوسيا ، توماس، آدم، مريم ….” في مكان واحد.

في هذه اللوحة أعلن توماس  وفرحه تمردهم على المسيح  حتى ينجون من الموت .

توماس:  أيوا عارف المسيح .. المسيح اللي رماني هنا

نافس : يعني هتجحد المسيح !

توماس: وهو عملي ايه المسيح  ما انا هموت أهو .

أما عن فرحة فهي تخاف الموت وفاقدة الرجاء كما قلنا  لذلك طعنت المسيح مرضاة للملكة نافي .

وعن إيكار؛ فهو الذي لا يؤمن بالمسيح ولكن  من خلال أحداث اللوحة الرابعة  آمن بالمسيح والصليب ، حيث قامت لوسيا بعرض معجزة من معجزات آبناء المسيح أمامه قبل تنفيذ حكم الإعدام عليه، حيث أصيب بالعمى وطلبت منه لوسيا أن يُؤمن بالمسيح وسيرى النور أمامه.

لوسيا: لو أنت عايز تخف  وتفتح بجد آمن بيسوع مخلص وفادي أولاده.

ايكار: مش فاهم

لوسياتلمس رأسه : شايف .. دا الجحيم مليان نجاسة  وعذاب ..شايف آدي أصحابك عايشين في الضلمة  الخارجية .. أما اللي هناك دول قديسين عايشين  في النور  مع المسيح  وسط التسبيح .

إيكار: أعلن أنني  مسيحي أؤمن بالإله الحقيقي رب السموات  والأرض يسوع المسيح .

وتنتهي أحدث اللوحة الرابعة والمسرحية  بصورة مغايرة لما بدأت عليه  حيث لوسيا  رمز النور  رمز النور  تنتصر  ونافي رمز الاضطهاد  تنكسر.

لوسيا: أنا النور .. نور العالم اللي قال عنه رب المجد أنا ملح الأرض أنا أبواب  الجحيم  لن تقوى عليها .. أنا الكنيسة .

نافي: لو كنت فاكر يا  إله المسيحين  إنك غلبتني تبقى غلطان  وتحدث زلزلة  عظيمة  في الأرض تبتلع كل من تطاول على يسوع المسيح.

الفكرة الأساسية في النص 

فكرة اضطهاد المسيحية  وأيضا فكرة الإيمان المطلق قائم على ثنائية  الاضطهاد والقهر من قبل الأنظمة و الحكام مقابل ثنائية  الإيمان المطلق  من بعض المؤمنين بالدين المسيحي في بناء درامي تغريبي وكأن مينا عوض يقول أن الإيمان لا يحتاج  إلى اضطهاد ، فهناك يسوع المسيح  قادر على صنع المعجزات .

كما أن هناك أفكار فرعية   كفكرة التنوير الجمعي مقابل الفردية ، التنوير الجمعي القائم على وحدة الصف  من خلال جمع المؤمنين  بالمسيح ( آدم ،  مريم، لوسيا، إيكار)  مقابل الفردية  وهي الملكة ( نافي).

الفكرة الفرعية الثانية وهي معالجة أفكار خلاص المسيح  وآلامه وهي فكرة مكررة لكنها في قالب درامي تصاعدي  في اللوحة الثالثة  والرابعة .

الفكرة الفرعية الثالثة   الامتثال للقهر  من قبل بعض الشخصيات التي تمثل على أرض الواقع  شريحة غير قليلة من الناس وغيرها من الأفكار .

الشخصيات في مسرحية جومورا

الشخصية من أهم عناصر العمل المسرحي فهي من تقوم بتحريك البناء الدرامي للنص وشخصيات مسرحية جومورا شخصيات متنوعة حيث يوجد في الشخصية :

1ـ المحورية

2ـ الشخصية المحركة للأحداث

3ـ الرمزية

4ـ الشخصية الحاضرة الغائبة

5ـ الشخصية الغائبة الحاضرة

6ـ  الشخصية النمطية

وسنتناول بالتحليل والتطبيق والتفصيل هذه الشخصيات .

أولا :الشخصية المحورية   وهي الشخصية التي تدور حولها المسرحية ، وفي مسرحية جومورا ، هناك أكثر من شخصية محورية لعل أبرزهم شخصية الملكة نافي، تلك الشخصية الديكتاتورية التي تبتكر ألوان التعذيب ضد المؤمنين بالمسيح .

ثانيا: الشخصية الرمزية  ، وهي شخصية  لوسيا وهي ترمز لأبناء المسيح المؤمنين إيمان مطلق بالصليب ويدافعون عنه حتى وإن تعرضوا للموت فداءة، وشخصية لوسيا متداخله مع الشخصية المحورية ومحركة للأحداث كما ذكرنا في سرد الموضوع .

شخصية مريم، وشخصية مريم ترمز إلى حياة خدم الكنيسة من حيث إيمانهم المطلق أيضا بالمسيح و خدمة أبناءه عن طريق الكنيسة .

الشخصية المحركة للأحداث ، وهي شخصية فير وشخصية روكا  ، فرغم أن ظهورهم في العمل المسرحي لا يتعدى مشاهد قصيرة في كل لوحة ، لكنهم يغيرون الأحداث وينتقلون بيها من لقطة للقطة أخرى ومن فكرة إلى فكرة أخرى.

الشخصية الحاضرة الغائبة ، وهي شخصية المسيح  حيث تعتبر شخصية المسيح هي محرك البناء الدرامي لكنها غير موجودة إلا في إرهاصات الحوار الدائر بين الشخصيات الحاضرة .

الشخصية النمطية  ، وهي شخصيات الجنود الذين قاموا بإلقاء القبض على مريم في المسرحية  حيث لم تذكر أسمائهم وإنما ذكر المؤلف الجندي 1 والجندي 2 ،  والشخصية النمطية في مجملها لتعميم قضية ما و في مسرحية جومورا تعمم قضية العلاقة بين الشعب الجند والشعب ، هذا الجند الذين يعملون على تنفيذ الأوامر دون النظر إلى ماهية الشخصية من هي وما قضيتها.

 الحوار

من المعروف أن الحوار ضابط الإيقاع الدرامي في الفن المسرحي لا سيما وإن كان الحوار مكثف ذات دلالة  ومعنى واضخ .

والحوار في مسرحية جومورا حوار ذات دلالة ومعاني واضحة انبثقت من الأفكار التي يعالجها النص في إطار استاتيكي واضح ، فالحوار في جومورا انقسم إلى :

1ـ مونولوج

2ـ حوار داخلي

3ـ حوار جانبي

4ـ حوار ثنائي.

أما عن المونولوج: فهو حديث الفرد لذاته ، وظهر ذلك على لسان شخصية الملكة نافي في اللوحة الأولى وهي تقول”  أنا القوة .. أنا العظمة .. الكل يسجد لي .. الكلمة الوحيدة اللي ملهاش عندي معنى كلمة لا ..ومين يقدر يقول لي” .

 

الحوار الداخلي : وهو حوار نابع من الشخصية ولكنه حوار صامت موجه لشخص غير موجود مثلما حدث على لسان لوسيا وهي تتعبد المسيح فتقول:” يا رب الاضطهاد علينا اشتد.. جتتنا اتشققت من كثر..ضرب السياط .. والأطفال جعانة  وتعبانة …”

إقرأ أيضا
علي الكسار

الحوار الجانبي ، وهو حوار من أحد الشخصيات أثناء حوار آخر أساسي بين شخصيتين  مثل حوار فير وهو يقول: ” اعتقلنا كل المعارضين ..وجاهزين للإعدام “.

الحوار الثنائي : وهو حوار بين الشخصيات بوضوح في النص  ، وهذا ممتد على طول النص، والغالب على سمة الحوار في النص  .

الصراع في مسرحية جومورا.

الصراع في مسرحية جومور بدأ صاعد ثم ساكنا ثم واثب وانتهى بالصراع المرهص، لكن الصراع الظاهر في العمل هو صراع الثنائيات القائم بين الملكة  والشعب المسيحي  الذي يأمن بالمصلوب والمسيح يسوع .

وعن الصراع الحقيقي فهو الصراع الأبدي بين الخوف والقهر بين الحاكم والمحكوم في أي زمان ومكان.

توظيف الموروث في النص 

توظف المسرحية الموروث الديني  والموروث الشعبي والتاريخي  من خلال الحوار بين الشخصيات.

أولا:  توظيف الموروث الديني، فتوظف المسرحية سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 21:4 ”

“وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ”.، هذا  السفر وُظف على لسان شخصية “آدم”  وهو يتضرع للمسيح من أجل أن يعفوا عن أولاده  المسجونين عند الملكة نافي فيقول:” يا يسوع المسيح يا ماسح كل دمعة بتنزل من الجفون .. يا مانح  الشفا للمريض ومانح  النور للعيون.. خليك مع أختي لوسيا وامنحها القوة يا رب…”.

توظيف الموروث الشعبي الديني

وظف نص جومورا الموروث الشعبي من خلال عرض الترنيمات المتداولة  بين عموم المسيحين على اختلاف طوائفهم على لسان شخصية خادمة من خدم الكنيسة ” مريم ”  وهي تدعوا وتضرع  من أجل نجاة ابنها من دمس الخطيئة فتقول:” اشتاق إليك يا يسوع ..أشتاق أن أموت قبل أن أتمتع بحضنك الدافي، هناك في أورشليم السمائية كما اتمتع الآن  بالعشرة معك واشتياقي الأعظم بأن أنال إكليل الشهادة واسمع تطويبات الأموات الذين ماتوا في الرب..” ، دعوات مريم لها أصول تراثية شعبية في الكنيسة من خلال ترنيمة ” أشتاق إليك يا إلهي ”

أشتاق إليك يا إلهى.. بل أتوق إلى رؤياك

أريد أن أحيا في ديارك.. أريد أن أبقى بجوارك

سيدى لا خير لي سواك

كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه.. هكذا تشتاق نفسى إليك يا الله

أرفع عيني إلى الجبال ..من حيث يأتي عوني و معونتي من عند الرب

أحتاج إليك يا إلهى ..تشبعن نفسى دسم شفتيك

أفتح عيناي لأرى جمالك.. أفتح شفتاي سبحًا لجلالك

سيدى لا خير لي سواك..إلى آخر الترنيمة.

 

توظيف الموروث التاريخي الديني

لقد قال الرب يسوع “أنا هو نور العالم ” ثم قال لتلاميذه ” أنتم نور العالم “( مت 14:5) هذه هي عظة يسوع التي قالتها لوسيا في احتدام الصراع بين الملكة نافي وأنصار الصليب فقالت ” أنا النور.. نور العالم اللي قال عنه رب المجد أنا ملح الأرض ..أنا اللي أبواب الجحيم لن تقوى عليها …أنا الكنيسة ” الملاحظ هنا أن السياق في تاريخ العظة للآباء وليس على لسان المسيح .

وانتهت المسرحية بجملة ” ويتم ما قيل في سفر الرؤيا  عن تطويبات القدسيين فهو يفتح باب للقارئ في ظني فهي نهاية مفتوحة للقارئ ومفتوحة للمشاهد .

أما عن تطويبات القديسين التي اختتمت بها المسرحية فهي عبارة عن كتاب التطويبات ؛ واحدة من إنجيل متى وواحدة من إنجيل لوقا ، هذه التطويبات  تم تسليمها من قبل المسيح خلال عظة الجبل المعروفة على السهل وهي مأخوذة من القديس  ماتيو والتطويبات الثمانية التي وظفت في النص هي :

طوبى للمساكين بالروح: لأن لهم ملكوت السماوات.

طوبى للودعاء: لأنهم يملكون الأرض.

طوبى للحزانى لانهم يريحون.

طوبى للجوع والعطش بعد العدل. لانهم يشبعون.

طوبى للرحماء، لأنهم يرحمون.

طوبى لتنظيف القلب: لأنهم سوف يرون الله.

طوبى لصانعي السلام: لأنهم يدعون أبناء الله.

طوبى هم الذين يعانون الاضطهاد من أجل العدالة: لأن لهم ملكوت السماوات.

طوبى لكم حينما يعظونكم و يضطهدونكم ويتكلمون بكل ما هو شرير عليكم ولا يجدون من اجلى. كن فرحا وافرحوا لان اجركم عظيم جدا في السموات.

هذه التطويبات جاءت ملخصة لما جاء في النص المسرحي، وكأن الكاتب أراد أن يلخص العظات في جملة واحدة .

 

الكاتب

  • جومورا مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان