همتك نعدل الكفة
873   مشاهدة  

عندما تغنت شادية بهتاف المعارضة .. قولوا لعين الشمس مش أغنية عاطفية

هتاف المعرضة


في البداية لا أعتقد أن لدي القدرة على كتابة مقدمة استطيع من خلالها وصف المشوار الكبير لمعبودة الجماهير و دلوعة الشاشة شادية ، ولذلك سوف اكتفي فقط بالدعاء لها بالرحمة بعد أن رحلت عن عالمنا أمس الثلاثاء 28/11 تاركة خلفها تاريخ كبير من الأعمال الفنية ستعيش في وجداننا إلى الأبد.

شادية لم تكن فقط تتغنى بكلمات الحب، ولكن لها أغاني وطنية أصبحت جزء من تاريخ مصر الحديث، فلا يوجد حدث جمع المصريين بدون أن يتغنون بكلمات أغنية شادية (يا حبيبتي يا مصر) ، وفي الحقيقة أن كل أغنية لشادية كان وراها قصة وحدوته تثقل قيمتها ولكن البعض لا يعلم ذلك.

والأغنية التي سأحكي لكم عنها اليوم وهي أغنية ( قولوا لعين الشمس) وهي واحدة من أشهر الأغنيات العاطفية التي غنتها شادية، وما لا يعلمه أيضاً الكثيرون أن هذه الأغنية في الأساس هي هتاف قاله المصريين لمواجهة الاستعمار الإنجليزي، وكانت كلماتها القديمة (قولوا لعين الشمس ما تحماشي.. أحسن غزال البر صابح ماشي).

قصة غزال البر

غزال البر هو ليس حبيب ومعشوق غنت له حبيبته، ولكنه معارض مصري كان صيدلي يدعى إبراهيم ناصف الورداني من مواليد عام 1886، وكان عضو في الحزب الوطني المصري بعد أن أسسه الزعيم مصطفى كامل في ذلك الوقت، كما كان عضو في جماعة سرية كونها مجموعة من الشباب المصريين ضد الاستعمار الإنجليزي، وكان اسم هذه الجماعة (جمعية التضامن الأخوي).

وفي عام 1910 قام الورداني باغتيال بطرس باشا غالي الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء من عام 1836 إلى عام 1910، على خلفية موافقته على اتفاقية تمديد امتياز شركة قناة السويس للإنجليز 40 عام إضافية، بما يعني أن المفترض أن ينتهي هذا الاتفاق في عام 2008، مما جعل هناك دافع وطني كبير للورداني الذي كان يبلغ من العمر في هذا الوقت أربعة وعشرون عام.

وبالفعل مثل الشاب إبراهيم الورداني أمام المحكمة في يوم 10 فبراير عام  متهم بقتل رئيس الوزراء، والمبهر في الآمر أن المحامي الذي كان يدافع عن الورداني في هذه القضية هو (أحمد لطفي) وفي ذلك الوقت كان النائب العام المسؤول عن التحقيق في هذه القضية هو (عبد الخالق ثروت) وبعيدا عن أن الكثير منا لا يعرف أي شيء عن هذا الاسم سوى الشارع الموجود في وسط البلد، فرغم تخليد اسم (عبدالخالق ثروت) إلا أنه هو من طالب بإعدام إبراهيم الورداني في هذه القضية، وبالفعل نفذ حكم الإعدام في يوم 18 مايو عام 1910، وخرجت جموع المصريين يهتفون لهذا الشاب المصري (قولوا لعين الشمس ماتحماشي لحسن غزال البر صابح ماشي) وغزال البر هو الاسم الحركي لإبراهيم الورداني.

وبعد ذلك الحدث أصبح هذا الهتاف أغنية شعبية غنتها العالمة (نعيمة شخلع) في هذا الوقت لتخليد القصة البطولية لغزال البر.

غزال البر

قصة شادية وتغير كلمات الأغنية

بعد عدد من الأعوام قام الكاتب الكبير مجدى نجيب بمحاولة تطوير أغاني الفلكلور، ووقع اختياره على أغنية (قولوا لعين الشمس) وحولها على أغنية عاطفية لحنها بليغ حمدي ووقع الاختيار على معبودة الجماهير شادية حتى تغنيها، وبالفعل لاقت الأغنية إعجاب الجماهير بشدة ولكن للأسف جاءت أغنية شادية وبليغ لتمحي معها قصة البطل المصري من الأذهان.

منع الإذاعة المصرية أغنية شادية عام 1967

تعرضت أغنية شادية (قولوا لعين الشمس) للمنع من الإذاعة المصرية بقرار مباشر من الحكومة المصرية بعد نكسة 1967، وجاء هذا المنع بعد أن قامت مطربة إسرائيلية بتغير كلماتها للسخرية من الجيش المصري بعد الهزيمة في هذا العام، حتى أصبحت كلمتها (قولوا لعين الشمس ماتحماشي أحسن الجيش المصري صابح ماشي) مما جعل الأغنية تعتبر إهانة بالنسبة للمصريين خلال هذه الفترة.   

إقرأ أيضاً

حكاية الكابتن لالي .. أبو العيون السودة خِلّي من هتاف المدرجات للموروث الشعبي

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان