مسحوا شرائط التلفزيون ليسجلوا خطب جمال عبدالناصر .. كذبة فضحتها ماسبيرو زمان
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كتب أنيس منصور في جريدة الشرق الأوسط مقالاً عن خطب جمال عبدالناصر بعنوان وكل الطيبات بنات (اقرأه هنـا)، ثم ذيله في كتاب بعنوان الذي خرج ولم يعد.
الشرائط المحذوفة من أجل خطب جمال عبدالناصر
بدأ أنيس منصور مقالاه بالتحسر على ما تم حذفه من شرائط التلفزيون لأجل خطب جمال عبدالناصر وقال «لأسباب غير واضحة مسح التلفزيون المصري كثيرا من التسجيلات التاريخية، مسحوها ليسجلوا عليها خطب الرئيس عبد الناصر، ومن الأشرطة التي مسحوها: أول حلقة في برنامج كنت أقدمه للتلفزيون اسمه نجمك المفضل، وكانت الحلقة الأولى مع أستاذنا طه حسين، وكنا عشرة نناقشه: نجيب محفوظ ويوسف السباعي وثروت أباظة وأمين يوسف غراب وعبد الرحمن صدقي وعبد الرحمن الشرقاوي وكامل زهيري وأنا.. ولكن حصلت على نسخة من صديق سعودي وأهديتها للتلفزيون».
استعرض أنيس منصور الشرائط الممسوحة والتي لا وجود لها وقال «الذي أوجعني أنهم مسحوا تسجيلاً مع المؤرخ الكبير عبد الرحمن الرافعي قبل وفاته بأيام، وهي المرة الأولى التي نرى فيها عبد الرحمن الرافعي الطيب الهادئ الصافي النقي، والذي ينفعل قليلا عندما يتحدث عن دوره في التاريخ والثورة الوطنية، وعن حبه لمصطفى باشا كامل وكفاحه».
تفنيد الكذبة
بعد 11 سنة من مقال أنيس منصور ظهرت كذبته المتعلقة بالمؤرخ عبدالرحمن الرافعي ولقاءه في برنامج نجمك المفضل مع ليلى رستم، حيث بثت القناة اللقاء كاملاً وكانت مدته ساعة كاملة.
جاء هذا اللقاء قبل أسابيع من وفاة عبدالرحمن الرافعي، ويعتبر هو اللقاء التلفزيوني الوحيد الذي ظهر فيه الرافعي لحمًا ودمًا بعدما اعتاد الناس عليه إذاعيًا.
اقرأ أيضًا
قصة حبس المؤرخ عبدالرحمن الرافعي (1-2) تصفية حسابات مع مصطفى كامل أدت إلى اعتقاله
ولم تكن تلك الكذبة هي الوحيدة في السذاجة التي ذكرها أنيس منصور عن حقبة جمال عبدالناصر، بل هناك كذبة أخرى حكاها في كتاب عاشوا في حياتي، وقال أن كوكب الشرق أم كلثوم المعروفة بحبها للرئيس جمال عبدالناصر كانت تكرهه بعد نكسة يونيو 1967 م، حيث جمعها حوار مع الشاعر كامل الشناوي حضره أنيس منصور، ورأت كوكب الشرق في ناصر أنه مغيب عن الواقع والوعي.
اقرأ أيضًا
قصة حبس المؤرخ عبدالرحمن الرافعي (2-2) رحلة النقل على السجون وسر حب درب الجماميز
وتنفيد الكذبة التي وقعت خلال ذلك الفصل بكتاب عاشوا في حياتي أن الطرف الثالث من القصة وهو الشاعر كامل الشناوي لم يشهد وقائع النكسة حيث مات شاعر لا تكذبي في يوم 30 نوفمبر 1965 م، وخرج جثمان كامل الشناوي من مبنى أخبار اليوم إلى جامع جركس بشارع صبرى أبو علم، ودُفِن في مقابر الإمام الشافعي، وحضر عن جمال عبدالناصر 3 مندوبين هم عبدالقادر حاتم نائب رئيس الوزراء للثقافة، وحمدي عبيد وزير الدولة، وعصام الدين حسونة وزير العدل.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال